تمر الحركة الفنية في لحج بركودِ غير مسبوق فالأغنية الحجية اختفت ولم يظهر أيا من الشباب الفنانين الجدد الذين بدورهم يترتب على عاتقهم إحياء هذا الفن ذات الايقاع الرائع الذي يطرب السامع ، والمراقب للحركة الفنية في لحج يرى انقطاع مخيف وهوة سحيقة بين جيل الشباب وجيل الرواد من الحركة الفنية في لحج أحد اشهر الوان الفن اليمني الاصيل .
وعند ذكر الفن في لحج يٌذكر معه رائد الفن الحجي أحمد فضل ( 1884) ـــ 1943 ) الذي يعود الفضل الية صناعة هذا اللون الذي تميزت به لحج وصار لونا معروفة من جملة الوان الطيف الفني الذي تزخر به اليمن من الوانِ فنية متعددة .
واقع الحركة الفنية على مستوى لحج يشهدا حالة من الركود الغير مسبوق ، ففي السنوات الأخيرة لم يظهر إنتاج ليس فقط على المستوى الفني بل على الصعيد الثقافي والادبي ، فلحج تشهد تراجعا في هذا الجانب الذي يمثلا سندا قويا للأغنية الحجية .
الحياة المعيشية وحياة الفنانين
الواقع المعيشي الذي يعانيه الناس جميعا ومنها شريحة الفنانين الى جانب الوضع السياسي الذي القى بظلالة بطيعة الحال على الواقع الفني ، وساهم في تقهقر الحراك الفني عند حد يقول عنه خبير الغناء الحجي احمد فضل ناصر بانه " الفن في لحج خاصة في هذه الفترة لم نستطع أن نقول أن هناك فن يذكر ليس هناك شعراء جدد لم يكن هناك فنانون بارزون على الساحة الفنية .
ويضيف احمد فضل ناصر لـ " الامناء " الابداع والفن والشعر ايضا كل ذلك نستطيع القول ان لحج قد اختفى منها كل ذلك ،منوها أن السبب يعود إلى الظروف التي تمر بها البلاد الى جانب أن وزارة الثقافة في المحافظة لا تهتم في تفعيل الحركة الفنية لتعود الى ما كانت عليها مسبقا ، وأردف بالقول : إن الحركة الفنية على مستوى محافظة لحج ينبغي الاهتمام بها والقى بالمسؤولية على عاتق وزارة الثقافة والتي من شأنها إعادة الروح والفعل الفني اليها .
وتفاءل خبير الفن الحجي احمد فضل ناصر كثيرا ان القادم سيكون افضل مما هي علية الان اذا اهتمت السلطة بذلك .
وأضاف "إن عدم الاهتمام بالمواهب والأصوات الجميلة بالذات في لحج والبحث عنها في المدارس الاساسية والثانوية والتي من شأنها الكشف عن مواهب جديدة كما كانت علية العادة مسبقا حيث كانت المدرسة المحسنية بحوطة لحج رافدا مهما للساحة الفنية " .
وذكر أن غياب الفرص وغياب تشجيع الفنانين كان له دور سلبي على الحركة الفنية على مستوى المحافظة وقال ان واقع الفن عموما في تراجع ليس على مستوى لحج بل على مستوى اليمن عموما غير ان لحج تمثل هوية فنية ذائعة الصيت على المستوى الوطني بل والخارجي أيضا .
كان لغياب الخطط والبرامج لتفعيل الحركة الفنية أثرة البالغ فالعديد من المشتغلين في الجانب الفني ليس لهم رواتب تصرف لهم ، الأمر الذي يحد من عطاءاتهم الفنية
الفنانون الشباب
فلحج خالية من الدماء الجديدة لمواكبة النشاط كما ذكر احمد فضل ناصر خبير الغناء الحجي والذي أشار الى أنه يُعولُ كثيرا على الشباب في خلق البناء والتنمية للوطن في مختلف النواحي الحياتية منها الجانب الفني الذي يعطي النفس فسحة للخروج من الواقع وادخال الأنس والسرور فالفن الحجي كفيل بذلك .
ففي لحج فنانون شباب كُثر سامي عنبول وسام حسن ابو قرنين غصان الثعلبي وغيرهم الكثير ، علوي فيصل علوي من الفنانين الشباب ساهم في اصدار العديد من الالبومات الغنائية بالون الحجي غير ان الفترة القليلة الماضية كانت فترة حرجة حيث مر الفنان الشاب علوي فيصل علوي بظروف صحية قوضت من أدائه الفني بشكل لافت .
يمتلك الفنانون الشباب ابداعات وقدرة متميزة في الأداء لا سيما اللون الغنائي الحجي بإيقاعاته المختلفة ، لكن دورهم الفني ينحصر على إحياء الأعراس والمناسبات باللون الغنائي الشعبي اللحجي الاصيل .
والبعض من الفنانين الشباب يمتلك الموهبة الفنية في الأداء صوتا واتقانا على عزف الآلات الموسيقية بالون اللحجي إلا انه لم يذكر لهم أي نشاط فني مسجل كان قد نزل الى الجمهور لسبب هام يجمع علية الفنانون الشباب هنا في لحج وهو عدم توفر الامكانات المادية الأمر الذي جعل معاناتهم الإبداعية تتفاقم أكثر ويخبو الصوت الفني لدى العديد من شباب لحج .
ختاما.. يبقى الأمل الأبرز معلق على وزارة الثقافة فالعديد من فناني لحج ومثقفيها يناشدون وزارة الثقافة إلى المساهمة في تنشيط دور مكتب الثقافة بالمحافظة التي لم يتبق للفن منها سوى ذلك المجسم للعود الذي يقبع على مدخل مدينة الحوطة عاصمة المحافظة .
صحيفة الامناء