طلبت الحكومة القطرية من بعض قيادات من جماعة الإخوان المسلمين مغادرة العاصمة الدوحة خلال الأيام القادمة، بحسب مصادر مطلعة.
جاء ذلك في ضوء تنفيذ تفاهمات المصالحة بين قطر ومجلس التعاون الخليجي.
وتضم قائمة المستبعدين الأمين العام لجماعة الإخوان محمود حسين والداعية وجدي غنيم، والدكتور جمال عبدالستار، وعمرو دراج، وحمزة زوبع، وعصام تليمة، أشرف بدر الدين، وعدد من شباب الدعاة وذلك في إطار مساعي الدوحة لتخفيف حدة التوتر مع دول الخليج.
ومنحت الدوحة تلك الشخصيات مهلة لمغادرة أراضيها متعهدة ببذل جهود لتسهيل انتقالهم لدول أخرى.
جمع عدد من الحركات والقوى الثورية على أن مطالبة قطر بعض قيادات الإخوان المسلمين بالرحيل جاءت كنتيجة منطقية للضغوط العربية بقيادة مصر على الدوحة، متوقعين ترحيل باقى الإخوان، مما ينذر بتفاقم الأزمة.
وطالبت الحكومة القطرية بعض قيادات من جماعة الإخوان المسلمين مغادرة العاصمة الدوحة خلال الأيام القادمة، بينهم الشيخ وجدى غنيم الذى خرج فى تسجيل مصور، قال فيه إنه قرر مغادرة الدوحة منعا لإحراج الحكومة القطرية.
وقال محمد كمال، مدير المكتب الإعلامى لحركة شباب 6 إبريل: "إن تلك الخطوة ستأتى بنتائج عكسية وسلبية، وستفاقم الأزمة المصرية التى تحتاج لحل سياسى سريع وتطبيق العدالة الانتقالية التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير، قبل دخول مصر فى مرحلة الانفجار".
وأضاف فى تصريحات لـ"مصر العربية”: "إن هذه الخطوة كانت متوقعة منذ فترة، وزاد هذا التوقع عقب القمة الخليجية"، متوقعا أن يزيد التضييق على جماعة الإخوان المسلمين أكثر.
وتابع: "الإخوان لن يستسلموا، وسيبحثون عن وطن آخر، وإن كنا لا نؤمن كحركة 6 إبريل إلا بالمعارضة من داخل مصر".
واتفق محمد علام، رئيس اتحاد الثورة المصرية، مع كمال، وقال: "مصر مقبلة على انفجار؛ لأن كثرة الضغط تولد الانفجار، وربما يتكرر السيناريو العراقى فى مصر عندما أجهضت الحكومة العراقية تظاهرات السنة السلمية، فاتجهوا للثورة المسلحة وظهرت داعش".
واعتبر علام أن أمريكا هى من تقود مصر والعرب للتضييق على جماعة الإخوان؛ لأنهم إحدى فصائل الثورة، وبذلك يقضى على الثورة بشكل كامل من وجهة نظرهم".
وأشار إلى أن هذه الخطوة لن تأتى إلا بنتائج عكسية، وربما يواجه النظام الحالى الانفجار الذى عصف بحسنى مبارك من كثرة الضغط على الشعب.
ومن جانبه، قال إيهاب غباشى، منسق عام رابطة مصابى ثورة 25 يناير وأسر الشهداء على مستوى الجمهورية: " إن مطالبة قيادات الإخوان بالرحيل من قطر ربما يعجل بحل الأزمة المصرية؛ لأن النظام يزيد الخناق على الجماعة للقبول بالمصالحة".
ورجح غباشى "أن تقبل جماعة الإخوان بالمصالحة مع النظام إذا لم تجد لها منفذا فى دولة أخرى، خاصة أنها لا تميل للمواجهة المباشرة مع النظام، ولذلك لم تشارك فى يوم 25 يناير، وقررت المشاركة فى يوم 28 يناير ".
واستطرد: "مطالبة قطر جاءت كنتيجة منطقية لضغط اللوبى العربى عليها، وليس مصر فحسب، فكان طبيعيا أن ترضخ فى النهاية لهذه الضغوط الكبيرة".
وبدروه قال عمرو عبدالهادى، المتحدث الإعلامى باسم جبهة الضمير والموجود حاليا فى قطر، إنهم لا يعلمون شيئا عن الأسباب التى دفعت قطر لمطالبة بعض قيادات الإخوان بالرحيل.
وأوضح أن وجدى غنيم أحد المطالبين بالرحيل لا ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين أو أى فصيل سياسى، وهو ما يجعل الأمر غير محدد بالنسبة إليهم.