قال مفاوض حكومي ومصدر دبلوماسي غربي مطلعان لـ«الأيام» إن الأمم المتحدة طلبت من روسيا التدخل
والضغط بصورة عاجلة على إيران لحل الازمة اليمنية الراهنة التي يتصدر مشهدها جماعة الحوثي باحتجاجات بدأت تأخذ طابعا مسلحا تنذر بنسف التسوية السياسية وتدفع اليمن نحو شفير حرب اهلية نتيجة عدم استقرار المفاوضات بين رئاسة اليمنية والحوثيين رغم رعاية مباشرة من الأمم المتحدة.
وكشف المصدران في تصريحات منفصلة للصحيفة في ساعة متأخرة أمس ان مبعوث الأمم المتحدة الخاص جمال بنعمر التقى مسؤولين في سفارة روسيا بصنعاء وابلغهم أن المنظمة الاممية تدعو القيادة الروسية بأهمية الاتصال بقيادة الجمهورية الايرانية الاسلامية لإيجاد حل مشترك لمعالجة الازمة اليمنية التي يبدو –بحسب تأكيد المصدران “ اخذت تطورا وبعدا اقليميا وان ايران بدون شك ضالعة وتلعب دورا كبيرا في عملية تأجيج الوضع السياسي والأمني باليمن عبر جماعة الحوثيين كورقة ضغط لصالحها في مقابل نقاشات تقوم بها مع دول اخرى تتنازع معها عدة قضايا في المنطقة بينها الولايات المتحدة الأمريكية”.
وكان بنعمر رعى خلال اليومين الماضيين المفاوضات بين رئاسة الجمهورية وجماعة الحوثيين بشكل مباشر لإنهاء الازمة التي بدأت في اغسطس الماضي اثر خروج انصار الله الحوثيين الى شوارع العاصمة صنعاء غاضبين من زيادة اسعار الوقود وطالبوا بإقالة حكومة باسندوة واعادة الدعم الحكومي للمشتقات النفطية وتنفيذ مخرجات الحوار.
وأكد المصدران ان اتصال بنعمر بسفارة روسيا بصنعاء جاء بموافقة واتفاق بقية سفراء الدول العشر الذين اقروا انه لا “يمكن التوصل الى حل ينزع فتيل الازمة اليمنية المتصاعدة من دون تدخل روسي يشرع بالوساطة الايرانية مع الحوثيين”.
وقال المفاوض وهو مطلع على المحادثات لـ”الأيام” أنه بعدما وصلت المفاوضات بين رئاسة الجمهورية وجماعة الحوثيين الى حالة شد وجذب واحيانا لطريق مسدود وانسداد الافق في حلحلة الازمة، رغم جهود الامم المتحدة عبر مبعوثها الخاص الى اليمن جمال بنعمر، فقد اوصت الامم المتحدة استدعاء روسيا للعمل الفوري مع المنظمة الاممية والاتصال المباشر بإيران للمساعدة في إخراج اليمن من ازمته الراهنة التي يوشك الوضع العسكري فيها على الانفجار لاسيما بصنعاء.
وأكد المصدر قائلا:” إيران.. لها اليد الطولى على جماعة الحوثي.. لذا تم الاقرار بأنها المصدر الوحيد القادر على إيجاد تسوية بين الحوثيين و الحكومة اليمنية.. كل بوادر ومؤشرات الازمة تبدو مرتبطة بالصراعات الدولية التي تدخل فيها ايران لاعب اساسي”.
وخلال الايام الماضية برزت الى سطح مطالب للحوثيين تتعلق بفتح مكتب لجماعة حزب الله واعادة نشاط المشفى الايراني بصنعاء الذي اغلقته السلطات عام 2010.
وصرح المفاوض الحكومي ان بنعمر وجد تعامل الحوثيين مع المفاوضات بالغير واضح، من وقت الى اخر، بين مطالب واشتراطات متقلبة لها أبعاد اقليمية كإعادة تقسيم الاقاليم الستة و ضم محافظة حجة الى اقليم ازال ومحاولات فتح بؤر تزيد من حالة التوتر والاضطراب السياسي وهذا مالا يساعد بأي معالجة للأزمة المتفاقمة.
وعقدت رئاسة الجمهورية والحوثيين، تحت رعاية المبعوث الاممي بنعمر، جولة مفاوضات يومي الجمعة والسبت بفندق موفنبيك بعد تجمدها اسبوعا وأمس الاول الأحد علقت من جانب الحوثيين لكنها فيما يبدو احيت امس الاثنين من جديد.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لـ«الأيام» ان المفاوضات بين الرئاسة والحوثيين عادت امس مجددا وفق جدول جديد من نقاط الحوار مشيرا ان المبعوث الاممي مستمر في جهوده رأب الصدع بين الجانبين في وقت تقوم روسيا بالاتصال بإيران للمساعدة في حل الازمة.
وأضاف الدبلوماسي ان السفراء الدول العشر والرئاسة اليمنية متأكدون بوجود فجوة في المفاوضات مع الحوثيين لذلك استدعوا روسيا للتواصل مع إيران حيث يبدو انها هي الفجوة ويمكن ان يسدها تدخلها عند الحوثيين.
والمح الدبلوماسي دون كشف كثير من التفاصيل الى ان بنعمر تمكن امس الاثنين من اعادة الحوثين الى طاولة الحوار مرة اخرى على ان تكون النقاط المثار عليها الخلاف والمتمثلة بـ “تسمية رئيس الحكومة الجديد واخلاء الحوثيين مخيمات اعتصامهم” يكون النقاش حولها وفق جدول زمني متفق وواضح مشددا(بنعمر) ان الحل والاتفاق الذي سيوقعه الجانبان يجب ان لا يخرج عن اطار المبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
وقال المفاوض الحكومي أنه كلما توصلت ايران لحلول في صراعاتها مع دول بالمنطقة ودول كبرى كلما حدث انفراجه للحالة اليمنية والازمة التي تعانيها حاليا بسبب الحوثيين وكلما حدث العكس فإن الحوثيين يتحركون بشكل مغاير خاصة في حصار العاصمة صنعاء بالمسلحين والقبائل المتحالفة معهم.
وأيد الدبلوماسي الغربي تصريحات المفاوض الحكومي متفقين ايضا بأنه لا يوجد شك حول تدخل ايران بهذه المرحلة واللعب من الخلف بالسياسة اليمنية لاسيما في ضوء فقدانها حليفا هاما بالمنطقة هو رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.
وكانت سلطنة عمان والكويت بذلتا مساعي وساطة مع إيران الشهر الماضي بطلب يمني وذلك من أجل الضغط على الحوثيين وقف التصعيد الاحتجاجي ضد الحكومة بهدف الوصول الى اتفاق سياسي ينهي الصراع ويضمن أمن اليمن واستقراره.