أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في الانتخابات الرئاسية في أول انتخابات رئاسية مباشرة منذ سقوط نظام حكم الرئيس زين العابدين بن علي في عام 2011.
وقالت الهيئة المستقلة للانتخابات إن نسبة التصويت بلغت اثنتي عشرة في المائة بعد أربع ساعات فقط على بدء التصويت.
وأقبل التونسيون منذ ساعات الصباح الأولى على مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات الرئاسية المباشرة.
وستعلن نتائج الانتخابات خلال 48 ساعة من اغلاق المراكز الانتخابية، بيد أن مراقبين توقعوا عدم حصول أي من المرشحين المتنافسين على ما يؤهله لفوز حاسم في جولة الاقتراع الأولى ، مرجحين إجراء جولة انتخاب ثانية في ديسمبر/كانون الأول.
وافادت وكالة رويترز للأنباء أن الشرطة قد فرقت نحو 200 شخص تجمعوا للاحتجاج أمام مركز الاقتراع في مدينة سوسة الساحلية حيث أدلى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بصوته، واعتقلت بعض المحتجين.
ويسعى التونسيون إلى استكمال ما تبقى من مسار الانتقال الديمقراطي بعد اعتماد دستور توافقي، واجراء انتخابات تشريعية الشهر الماضي.
وتأتي انتخابات الرئاسة عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي وفاز بأكبر عدد من المقاعد فيها حزب نداء تونس، وهو أكبر حزب علماني ويضم العديد من المسؤولين السابقين في نظام بن علي.
null
ويخوض المنافسة الرئاسية 26 مرشحا، بينهم أعضاء سابقون بنظام بن علي، لشغل منصب الرئيس الذي أصبح الآن شرفيا إلى حد كبير.
ويتصدر المرشحين الباجي قائد السبسي (88 عاما)، وهو سياسي مخضرم لعب أدوارا بارزة في مؤسسة الدولة قبل اندلاع الثورة.
ومن أبرز المنافسين الرئيس المنتهية ولايته، منصف المرزوقي، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان، حُكم عليه بالسجن إبان النظام السابق.
وكان المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) قد انتخب المرزوقي رئيسا مؤقتا في عام 2011.
ومن أبرز المرشحين الآخرين رئيس البرلمان مصطفى بن جعفر، وأحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري، والقاضية كلثوم كنو، ورجل الأعمال سليم الرياحي.
ويشمل المرشحون ممن كانوا ضمن نظام حكم بن علي محافظ البنك المركزي السابق مصطفى كمال النابلي، ووزير الخارجية السابق كمال مرجان.
ومن جهته، امتنع حزب حركة النهضة الإسلامي عن اختيار مرشح لخوض الانتخابات أو دعم مرشح بعينه. وحض الحزب أنصاره على التصويت لصالح الرئيس الذي "يشجع الديمقراطية" و"يدرك أهداف الثورة".
واستقبلت مراكز الاقتراع الناخبين من الساعة الثامنة صباحا (0700 غرنيتش) وحتى السادسة مساء (1700 غرنيتش)، حسبما أعلنت هيئة الانتخابات.
ويحق لأكثر من خمسة ملايين ناخب المشاركة في الاقتراع.
واستثني من ذلك 56 مركز اقتراع بولايات القصرين وجندوبة والكاف، والتي جري الاقتراع فيها بين الساعة العاشرة صباحا (0900 غرنيتش) والثالثة ظهرا (1400 غرنيتش)، وذلك بسبب "دواع أمنية".
وبلغت نسبة إقبال الناخبين في الخارج حتى مساء السبت 16.87 في المئة، حسبما أعلنت فوزية الدريسي، عضو هيئة الانتخابات.
تجدر الإشارة إلى أنه إذا لم يحقق أي مرشح أغلبية، ستجرى جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة من الأصوات يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول.
يحق لأكثر من خمسة ملايين ناخب الإدلاء بأصواتهم
أعلنت وزارة الداخلية فرض إجراءات أمنية مشددة لحماية المرشحين