فاجأت مجموعة من المطاعم السعودية روّادها أخيرا برفع لافتة مثيرة للجدل تمنع دخول النساء إلى المطعم في حال لم يكنّ برفقة أحد الرجال من أسرتهن، فيما يعرف في دول الخليج العربي باسم "المحرم".
وأحدث نشر صور للافتات على مواقع التواصل جدلا واسعا بين السعوديات، كما رفضها الكثير من الرجال معتبرين أنها نوع من التمييز ضد المرأة، وأنه من غير المقبول أن تظهر مثل تلك اللافتات في العصر الحديث.
من جهتها، طالبت جمعية حقوق الإنسان السعودية، على لسان أمينها العام والمتحدث باسمها خالد الفاخري، المطاعم التي وضعت اللوحات على واجهاتها بإزالتها، معتبراً الأمر "اجتهاداً شخصياً من ملاك المطاعم، وأن وضعها ليس قرارا نظاميا" على حد تعبيره.
ونقلت صحيفة سعودية عن مدير أحد المطاعم التي علقت اللافتات: "هي لأحد أفرع مطعمنا وليست للأفرع كافة، والدافع إلى وضعها هو حدوث معاكسات في الفرع، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ القرار دفعاً للإشكالات"، موضحاً أن القرار "يُزال إذا تمت إزالة ما يعكر صفو البيع والشراء في المطعم".
وأحدث نشر الصور ورفع اللافتات جدلا على مواقع التواصل بين السعوديين الذين ذكروا رؤيتهم لمطاعم ترفع اللافتة على أبوابها في العاصمة السعودية الرياض وفي المدينة المنورة، فقد قال المغرد إبراهيم رمضان "إيش يعني جملة (ممنوع دخول النساء بدون محرم) على باب المطعم قسم العوائل؟ ما فهمت. لو بنت عازمة صاحبتها ما يدخلو؟"، وسأل المغرد نواف العصيمي: "كيف ممنوع دخول النساء للمطعم بدون محرم، ومسموح إنها تدخل السوق بدون محرم؟".
وعلق المدون خالد الفرساني: "صار حتى الأكل ممنوع بدون محرم"، وفي نفس السياق قال محمد اليوسي: "واللي ما عندها محرم مو شرط تأكل"، في حين كتبت المغردة السعودية "هيا": "في الغرب يكتب على باب المطعم ممنوع دخول الكلاب، وعندنا ممنوع دخول النساء بدون محرم"، بينما قالت المغردة "ميما": "انقلبت الآية بالسعودية. زمان ممنوع دخول الرجل بدون عائلة. والحين ممنوع دخول النساء بدون محرم. شوفوا حل وسط".
وقالت المدونة السعودية أسماء الشلش: "طالما الأمور وصلت لكدا. أكيد القرار القادم ترحيل جميع السعوديات عن مملكة الرجال"، وكتبت ألاء خان: "عقبال ما ينزل قرار منع دخول النساء للسعودية وترحيل المواطنات والمقيمات للخارج. ونفكهم ويفكونا"، في حين سخرت غادة البركي قائلة: "قريبا قرار منع المرأة من البقاء في قبرها دون محرم، على الأقل حتى يتأكدوا أنها تحللت واختفت من الوجود".
وتنتقد منظمات حقوق الإنسان حول العالم قانونا سعوديا متفردا، يمنع النساء من قيادة السيارات، سبق أن أحدث جدلا واسعا في المملكة، بينما تصر البلاد على بقائه بحجج متنوعة، بينها فتاوى دينية، رغم محاولات متكررة لعدد من السعوديات خرق القانون.