أفادت مصادر للجزيرة بأن النائب العام الليبي أصدر اليوم مذكرة اعتقال بحق قائد ما تسمى عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وعدد من مساعديه، في وقت يتواصل توتر الوضع الأمني في كل من بنغازي وصبراتة وطرابلس، وسط تأكيد المبعوث الأممي برناردينو ليون على خطورة الوضع الليبي وضرورة إشراك المزيد من الفاعلين في الحوار.
كما استدعى النائب العام كلا من رئيس البرلمان الليبي المنحل عقيلة صالح ورئيس الحكومة السابقة عبد الله الثني للتحقيق معهما.
من ناحية ثانية أصدر المؤتمر الوطني العام الليبي قرارا يقضي بحظر التعامل مع أي جهة أخرى غير السلطات الشرعية المتمثلة فيه وفي حكومة الإنقاذ المنبثقة عنه.
وضع معقد
وفي تعليقه على هذه التطورات، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون للجزيرة إنه لا يعتقد أن مثل هذه القرارات توضح الوضع، بل تجعل الأمور أكثر تعقيدا وتضليلا لليبيين.
وتابع "ما من فاعل في الأسرة الدولية يعترف بالوضع كما يصفه المؤتمر الوطني العام، وما يجب أن نسعى إلى تحقيقه هو أن نتحرك في سياق تشارك فيه كل المؤسسات الليبية لتوحيد الليبيين"، مؤكدا أن الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة تتمثل في الحوار.
واعتبر ليون أن قرار المحكمة الدستورية العليا لا يزال محل بحث لأنه -كما قرأه الفاعلون الدوليّون- لا يحدد صورة واضحة بشأن الخريطة المؤسسية والوضع في ليبيا، فـ"ليس هناك أي بلد واحد في جميع أنحاء العالم أو أي عضو في الأمم المتحدة أصدر تصورا واضحا لهذا الحكم".
وبيّن أن واقع الحال يشير إلى أن ليبيا بلد مقسم وبحكومتين، وينضاف إلى حالة التخبط حكم المحكمة الدستورية العليا الذي يزيد حالة الإحباط في هذا البلد، حسب تعبيره.
مطار معيتيقة بطرابلس بعد أن استهدفته طائرة حربية صباح اليوم (الفرنسية) |
قصف وضحايا
ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة نقلا عن المتحدث باسم كتيبة حماية أمن مطار معيتيقة، بأن طائرة حربية استهدفت البوابة الجنوبية للمطار في طرابلس.
وقد أغلقت سلطات المطار المجال الجوي أمام الرِحلات المدنية على خلفية القصف الذي يعد الثاني خلال 24 ساعة، وتم تحويل الرحلات إلى مطار مصراتة تحسبا لأي استهداف آخر.
ويعتبر مطار معيتيقة -الواقع بطريق الشط- المطار الوحيد بالعاصمة طرابلس بعد الدمار الذي لحق بمطارها الرئيسي في اشتباكات مسلحة شهدها محيط المطار في أغسطس/آب الماضي.
كما أفاد المراسل نقلا عن رئيس بلدية مدينة صبراتة (غرب طرابلس) بأن طائرات حربية نفذت غارات وقصفت منتزه المدينة.
أما في مدينة بنغازي (شرق) فقالت مصادر طبية للجزيرة إن خمسة أفراد قتلوا وأصيب أربعون جميعهم من قوات اللواء المتقاعد حفتر خلال يومين من الاشتباكات المسلحة بمنطقتي "جروثة" "واللويفية" غربي المدينة.
في المقابل قالت مصادر بمجلس شورى ثوار بنغازي إن اثنين من مقاتليه قتلا وجرح خمسة خلال هذه المواجهات التي أجبرت قوات حفتر على التراجع في اتجاه الجنوب الشرقي على الطريق الواصل بين مدينتي إجدابيا وبنغازي من جهة الغرب.
قلق عميق
وفي تعليقه على القصف الذي يتعرض له المدنيون في طرابلس وبنغازي عبر طائرات اللواء خليفة حفتر، قال ليون للجزيرة إن الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق حيال هذه الهجمات الجوية وهي خطوة في الاتجاه الخاطئ وضد الحوار السياسي.
ودعا ليون مجددا كافة الفاعلين السياسيين وخصوصا الذين يلجؤون إلى استخدام القوة إلى عدم تقويض العملية السياسية الصعبة والهشة، موضحا أن هذه التطورات تقوض إمكانية التوصل إلى نتيجة سياسية.
وبيّن ليون أن المجتمع الدولي هو فاعل سياسي ومحوري لدعم الحوار والعملية السياسية وتجنّب دعم أي فاعل مسلح في أي معسكر.
من جهته قال رئيس الحكومة المنبثقة عن البرلمان الليبي المنحل عبد الله الثني في بيان اليوم الثلاثاء إن القوات الجوية التابعة لحكومته مسؤولة عن الضربات التي استهدفت مطار معيتيقة، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.