تسبب رئيس الوزراء الإيطالي «ماتيو رينزي»، في إحراج الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء إلقائه كلمته في المؤتمر الصحافي الذي جمع بينهما في العاصمة الإيطالية مساء الاثنين حيث بدا غير مكترث على الإطلاق بما يقوله السيسي، ونقلت كاميرات القنوات التلفزيونية مشهدا غير معتاد في مثل هذه المؤتمرات الرسمية، حيث ظهرت على «رينزي» علامات الملل اثناء إلقاء «السيسي» كلمته وقام «ماتيو» بالعبث في هاتفه ونظر إلى السيسي بنظرة ملل متجاهلاً تماما ما يقوله.
كما لاحظ متابعو المؤتمر أن رئيس الوزراء الإيطالي لم يضع سماعة الأذن الخاصة بالترجمة الفورية إلى اللغة الإيطالية لكي يتابع ما يقوله السيسي الذي كان يتحدث بالعربية، ولم يكتف بهذا بل ظل يلتفت كثيرا حتى أنه استدار وظل يتفحص لوحة جدارية كانت خلفهما، بشكل أعطى انطباعا واضحا بأنه لا يعير الرئيس المصري انتباهاً أثناء إلقائه كلمته.
ورصدت صفحة «كلنا خالد سعيد ـ نسخة كل المصريين» على «فيسبوك» هذا الموقف وقالت إن مقطع فيديو مدته 35 ثانية فقط أظهر تجاهل رئيس الوزراء الإيطالي للسيسي وتحقيره من شأنه وعدم اهتمامه بما يقول، وعندما انتبه المخرج التلفزيوني قام بعمل «زوم» على السيسي حتى لا يتسبب له في مزيد من الإحراج.
ولم تتوقف الحركات الغريبة في المؤتمر عند هذا الحد، إذ واصل السيسي هوايته المفضلة بالنظر إلى سقف القاعة التي يعقد فيها المؤتمر، حتى أن كثيرا من النشطاء تساءلوا على مواقع التواصل الاجتماعي قائلين، لماذا ينظر السيسي دائما إلى السقف؟ لتتعدد التفسيرات الساخرة لتلك العادة.
وحينما أراد رئيس الوزراء الإيطالي إنهاء المؤتمر الصحافي، قال مازحا: «نحن الآن سوف نهرب إلى العشاء ونتمنى لكم وقتا ممتعا، نريد أن نجعل الرئيس السيسي يتذوق الطعام الإيطالي»، الأمر الذي جعل الرئيس السيسي ينفجر ضاحكا بشكل غير مألوف في اللقاءات الرسمية بين الزعماء.
ووصفت صحيفة «لا ستامبا» الايطالية السيسي أثناء استقبال بابا الفاتيكان «فرانسيس» له بأن الرئيس المصري بدا «مبتسماً وأخرق إلى حد ما» وهو يقدم أعضاء الوفد المصري المرافق له للبابا ويقدم له هدية تذكارية، وليس من المعتاد أن تستخدم الصحافة الأجنبية هذا الوصف عندما تتحدث عن رئيس دولة أخرى عندما يحل ضيفا رسميا على إيطاليا، خاصة إذا كانت تلك الدولة في أهمية وقيمة مصر.
وأثارت الطريقة التي تعامل بها رئيس الوزراء الايطالي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ردود فعل متباينة بين مؤيديه الذين أعتبروها إهانة بروتوكلية وأخرون إعتبروها أمرا عاديا ومتعارفا عليه، فيما قابل معارضوه الامر بموجة لاذعة من السخرية.
وقال أحد النشطاء : حد يقول لرئيس الوزراء الايطالي أن السيسي عندنا اترقى لــ«رسول» و بعدين بقى «إله» وبيقتاله «ما شئت لا ما شاءت الاقدار» فالمفروض يتعامل بطريقة أفضل، فيما قال آخر: بيعاملوه كدة عشان عارفين انه وصل السلطة بإنقلاب عسكري وأي رئيس اجنبي يرحب بيه معناه أنه بيرحب بحدوث إنقلاب ضده هو شخصياً، وقال ثالث: واخذ بالك ازاي السيسي بيقول «الدولة الاسرائيلية» ولم يقل فلسطين قال الشعب الفلسطيني ؟
فيما شن مؤيدو السيسي هجوماً شرساً ضد كل من سخر من هذا الفعل معتبرينه أمراً عاديا وقال أحدهم: انتوا مش لاقيين حاجة تهاجموا بيها السيسي فبتخترعوا اي حاجة، وقال آخر: برضو أحسن من مرسي، اما التعليق الاخير فجاء من المذيع عمرو أديب الذي فسر نظرة رئيس الوزارء الايطالي لتليفونه بأنه: «لسة صغير وبتجيله مسجات !».