أبرزت الصحف العربية الصادرة الجمعة ردود الفعل الدولية إزاء تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي الذي كشف استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" وسائل استجواب قاسية ضد معتقلين على خلفية هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.
وانتقدت الصحف المصرية ما اعتبرته تعامل الولايات المتحدة والمنظمات الحقوقية "بمعايير مزدوجة" مع انتهاكات حقوق الإنسان والحرب ضد الإرهاب.
وذكر تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي الذي صدر في 9 ديسمبر/كانون الأول الحالي أن وكالة الاستخبارات انتهجت أساليب خلال عهد الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، ومنها غمر المشتبه فيهم في مياه مثلجة، وضرب رأس السجين في الحائط.
وركزت الصحف العربية على الانتقادات الدولية لتقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، ونشرت صحيفة الوطن السعودية تقريرا بعنوان: "انتقادات دولية لواشنطن بعد نشر تقرير التعذيب".
ونقل التقرير تصريحات لوزير العدل الألماني "هايكو ماز" قال فيها إن "ممارسة التعذيب من جانب سي آي إيه عمل مروع" وإن "أي شخص متورط يجب أن يحاكم قانونا".
وقالت صحيفة العرب اليوم الأردنية إن "تقرير التعذيب يوحد خصوم أمريكا"، وفي مقدمهم إيران وروسيا وكوريا الشمالية.
ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن البيت الأبيض قوله إن تعذيب المشتبه فيهم بالإرهاب "يقوض السلطة الأخلاقية" للولايات المتحدة.
وأجرى الفضل شلق في صحيفة السفير اللبنانية مقارنة بين ما سماه "عنصرية" أمريكا وما يقوم به تنظيم "الدولة الإسلامية" (الذي يعرف اختصارا أيضا باسم داعش).
ويقول الكاتب إن اعتقاد الأمريكيين بأنهم "متفوقون على العالم الآخر" وتأكيدهم على "استثنائيتهم وتميزهم عن بقية العالم" هو مصدر العنف غير المبرر.
وقال إن "داعش والقاعدة، وغيرهما، تأسسا على الاعتقاد بأن ما يقولونه هو كلام الله، وبأن ما يمارسونه هو شريعة الله".
وأضاف: "صحيح أنهم يستخدمون تكنولوجيا الغرب، ويأكلون منتجات الغرب، ويوصون الواقعين تحت سلطتهم بأنظمة غذائية مستوردة. لكن الاعتقاد بامتلاك الحقيقة.. وأن الحقيقة التي لدينا هي الحقيقة الإلهية، هو شيء نابع من مجتمعنا ومن تراثنا. المذابح التي ترتكب لا تقتصر عليهم ولا على المرحلة الراهنة. في كل مراحل تاريخنا، ارتكبت مذابح مشابهة؛ ولم تكن جميعها دفاعاً عن النفس".
ويقول الكاتب في ختام مقاله: "عنصريتهم مصدرها القوة. «داعشيتنا» مصدرها الضعف. والتعذيب واحد".
وفي الصحف المصرية، شن كتاب الأعمدة هجوما لاذعاً على الولايات المتحدة بسبب انتقادها للإجراءات المصرية في حربها على الإرهاب مثلما كان الحال في الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر.
وتصف سحر الجعارة في صحيفة "المصري اليوم" الممارسات التي وردت في تقرير مجلس الشيوخ بأنها ""مثيرة للغثيان والاكتئاب وتفسر الرغبة الوحشية لأمريكا في التهام العالم وحكمه بالحصار والتجويع والحرب إذا لزم الامر".
وتقول الكاتبة: "أخيرا أسقط مجلس الشيوخ الأمريكي ورقة التوت عن الإدارة الأمريكية التي تنشر الفوضى والدمار بالعالم باسم الحريات وحقوق الإنسان".
وانتقدت الجعارة الولايات المتحدة بسبب مطالبتها مصر باحتواء جماعة الإخوان المسلمين التي وصفتها الكاتبة بالإرهابية.
وفي السياق ذاته، أدان عماد جاد في صحيفة "التحرير"ما وصفه بصمت المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية والمحلية حيال ما جاء في التقرير الأمريكي في حين أن "تلك المنظمات لا تترك مناسبة إلا وشنت الهجوم على مصر والدولة المصرية التي تواجه إرهابا لا يقل عن إرهاب الحادي عشر من سبتمبر 2001".
كما انتقد الكاتب تلك المنظمات وقال إنها تدافع عن "إرهابيين قتلة وتبرر جرائمهم الإرهابية في حق المواطنين الأبرياء ورجال الجيش والشرطة".