كثفت الشرطة الفرنسية عمليات البحث عن ثلاثة مسلحين قتلوا 12 شخصا - بينهم ثمانية صحفيين وشرطيان - في هجوم على مقر مجلة شارلي إبدو الساخرة في العاصمة باريس.
وعثر أفراد الشرطة بالفعل على السيارة التي هرب فيها المسلحون. لكن الثلاثة لا يزالوا طلقاء.
وشارك عشرات الآلاف في احتجاجات شهدتها عدد من المدن الفرنسية، تنديدا بالهجوم الأكثر دموية في فرنسا منذ عقود.
ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم بأنه "حادث قتل جبان". وأعلن الخميس يوم حداد وطني.
واعتبره هولاند هجوما على حرية التعبير في بلاده، مطالبا الشعب الفرنسي بالتكاتف سويا لمواجهة ذلك.
وقال الرئيس في كلمة تلفزيونية: "أفضل سلاح لنا هو وحدتنا".
وعززت الشرطة إجراءاتها الأمنية في كافة أنحاء فرنسا. كما رفعت حالة التأهب القصوى في العاصمة باريس.
وقال المدعي العام في باريس، فرانسوا مولنز، إن 11 شخصا أصيبوا في الهجوم، مضيفا أن أربعة منهم في حالة خطيرة.
وذكر شهود عيان أنهم سمعوا دوي ما يصل إلى 50 طلقة أطلقها المهاجمون داخل مقر شارلي إبدو وفي الشوارع المحيطة.
وتقول الشرطة إن المسلحين رددوا عبارة "الله أكبر...انتقمنا للنبي" قبل أن يلوذوا بالفرار.
وكان رئيس تحرير المجلة، ستيفان شاربونيير، البالغ من العمر 47 عاما، قد تلقى تهديدات بالقتل في الماضي، وكان، قبل قتله، يعيش تحت حماية الشرطة.
وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أسماء رسامي الكاريكاتير الثلاثة الذين قتلوا في الهجوم، وهم كابو، وتينو، وولينسكي.
وكانت المجلة الفرنسية الأسبوعية قد أثارت جدلا في الماضي بتناولها الساخر للأخبار والشؤون الإخبارية.
وتعرضت لإلقاء قنابل حارقة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2011، بعد يوم من نشرها كاريكاتيرا للنبي محمد.
وكانت أحدث تغريدة على حساب "شارلي إبدو" على تويترز كاريكاتيرا لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي.
وقد وقع هجوم الأربعاء خلال فترة الاجتماع الصحفي اليومي للمجلة.
وقد ندد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بهجوم الأربعاء، ووصفه بأنه "إطلاق نار مروع"، وعرض توفير أي مساعدة تحتاجها فرنسا، "للعمل على جلب هؤلاء الإرهابيين إلى العدالة".
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في تغريدة "إن القتل الذي حدث في باريس يثير الغثيان. نحن نقف مع الشعب الفرنسي في قتاله ضد الإرهاب، والدفاع عن حرية الصحافة".
كما ندد بالهجوم كل من جامعة الدول العربية، والجامع الأزهر في مصر.