شنت صحيفة 14 أكتوبر الحكومية هجوما لاذعا على النقابة العمالية في ميناء عدن ، متهمة النقابة بتعطيل عمل الميناء والاضرار بسمعته وتنفير شركات الملاحة العالمية منه .
وكتبت الصحيفة في صفحتها الأخيرة بعدد اليوم الأحد لقطة بعنوان : (( هل تكتب شهادة وفاة ميناء عدن على يد نقابة العمال )) ، جاء فيها : (( في ظل الحالة المتردية والوضع السيئ الذي وصل إليه ميناء عدن والذي بلغ حد أن الميناء الذي كان يصنف الثاني عالمياً لم يعد يستقبل حتى ثلث طاقته الاستيعابية من الحاويات نتيجة إحجام شركات الملاحة العالمية عن التعامل معه بسبب الاضرابات العمالية المتكررة، ها هي نقابة عمال ميناء عدن تلوح بالاضراب مرة أخرى غير آبهة بنشاط الميناء الذي يعتبر أمراً عاماً يخص محافظة عدن واليمن كلها ولا يخص أربعمائة موظف فقط هم قوام عمال الميناء )) .
وأضافت الصحيفة : (( رغم ان ميناء عدن يمتاز بمميزات لا تتوافر في أي ميناء آخر في اليمن والمنطقة، إلا ان الشركات العالمية للملاحة باتت اليوم تفضل التعامل مع ميناء الحديدة وميناءي صلالة وجيبوتي، والسبب في ذلك ببساطة كثرة الاضرابات العمالية وتوقيف نشاط الميناء الاقتصادي من قبل نقابة العمال التي تحولت بفعل الفوضى التي سادت البلاد خلال الفترة الماضية إلى جهة تنفيذية تتحكم في مسار عمل ونشاط الميناء ناسية أو متناسية أن دورها النقابي يقتصر على جانب حقوق العمال فقط.
وقد سبق وأن نشرنا في صحيفة (14 أكتوبر) شكاوى عدد من شركات الملاحة العالمية من التعامل الذي تقوم به نقابة عمال ميناء عدن، والذي يصل إلى حد قيام النقابة بإيقاف السفن في عرض البحر واتخاذ اجراءات تطفيشية ضد شركات الملاحة ليست من صميم عملها النقابي في شيء.
وتابعت بالقول : (( وإذا كنا نعلم أن الاضراب حق مكفول قانونياً فإن كافة الأعراف النقابية في العالم كله تضع الإضراب العمالي آخر المطاف بعد انتهاء كافة الأساليب النقابية الأخرى، إلا انه من الملاحظ طوال الفترة الماضية ان الإخوة في نقابة عمال ميناء عدن يدشنون أي خطوة تصعيدية لهم بالبدء بإعلان الإضراب.
اسئلة نضعها أمام الاخوة في نقابة عمال ميناء عدن، وكذلك الأخ عثمان كاكو رئيس اتحاد نقابات عمال الجمهورية ونشارك بها مع الاخوين الدكتور عبدالعزيز بن حبتور محافظ عدن، والمهندس بدر باسلمة وزير النقل: هل ميناء عدن ملك سيادي للوطن كله أم ملك لنقابة العمال؟ وهل يصح تدمير اقتصاد الوطن والاساءة لسمعة الميناء وتطفيش شركات الملاحة العالمية من أجل زيادة مستحقات 400 موظف من عمال الميناء؟ وهل يصح أن يدفع كل أفراد المجتمع اليمني كلفة انقطاع الواردات وانعدام السلع وارتفاع الأسعار وانقطاع السلع الأساسية كالغذاء والدواء من أجل تحسين علاوات عمال الميناء؟ وهل ستستفيد نقابة عمال ميناء عدن شيئاً إذا نفذت خطوط الملاحة العالمية تهديدها بتغيير نشاط الترانزيت عبر ميناء عدن؟ وهل يعلم الاخوة نقابة عمال ميناء عدن أن ميناء الحديدة لا يحظى بمميزات ميناء عدن، ولكنه متفوق عليه لانه لم يشهد في تاريخه اضراباً عمالياً واحداً؟
هل نكتب ونوقع شهادة وفاة ميناء عدن على يد النقابة العمالية؟؟!! )) .