لكن عندما تعلق الأمر بكوباني (شمال سوريا)، فقد استنفر العالم بأسره لذلك
أنقرة/ مراسلون/ الأناضول
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم لعدم قيامه بالعمل لتوفير الأمن في الصومال، قائلًا: "لم يتحرك أي بلد قيد أنملة من أجل توفير الأمن، الذي يقضي على الجوع، والفقر، وعدم الاستقرار في الصومال، لكن عندما تعلق الأمر بكوباني (شمال سوريا)، فقد استنفر العالم بأسره لذلك".
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان في اجتماع "المخاتير" بالقصر الرئاسي الجديد في العاصمة التركية أنقرة، حيث أوضح أن 200 ألف إنسان غادروا عين العرب "كوباني"، وجاءوا إلى تركيا، مبينًا أن بلاده قدمت لهم واجب الضيافة.
وذكر أردوغان أن انسحاب تنظيم داعش من عين العرب أمر جيد، مضيفًا: "لكن من سيعيد إعمار ما تم تدميره؟ ومن سيحاسب على ذلك؟ لم يحسب أحد حساب المستقبل، هل يمكن أن يعود 200 ألف لاجئ؟ وأين سيقطنون؟".
وتطرق الرئيس التركي إلى مسيرة السلام الداخلي في تركيا، لافتًا إلى أن تلك المسيرة ليست عملية مساومة، وأخذ، ورد، مشددًا على أنهم لن يعطوا الفرصة لاتخاذ أي خطوة من شأنها أن تلحق الأذى بذكرى الشهداء، أو تجرح وجدان المحاربين القدامى.
ونوه أردوغان إلى أن مسيرة السلام الداخلي ليست عملية سهلة، مشيرًا إلى وجود العديد من الغرف والمراكز في داخل وخارج تركيا تسعى لإبطائها وإجهاضها، مضيفًا: "كل مشكلتهم هي كيفية إضعاف تركيا التي تقوى، أو لا يمكن أبدًا أن يكون هناك تركيا قوية، ولكن نحن نقول: تركيا الجديدة، تركيا القوية، وهذا ما سيحصل".
وكان أردوغان أجرى زيارة في 25 من كانون الثاني/ يناير الجاري إلى الصومال، افتتح خلالها مع نظيره الصومالي محطة جديدة بمطار مقديشو، التي أنشأتها شركة "كوسفو" التركية، إضافة إلى افتتاح مستشفى في العاصمة الصومالية مقديشو حملت اسم "رجب طيب أردوغان"، فضلًا عن تعهده ببناء 10 آلاف وحدة سكنية في الصومال، لإعادة التأهيل للمحتاجين، والبسطاء إلى جانب إعادة ترميم، وتوسيع ميناء مقديشو الدولي.
جدير بالذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا انطلقت قبل نحو عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و"عبد الله أوجلان" زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية المسجون مدى الحياة في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقا وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.
وشملت المرحلة الأولى من المسيرة، وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً.
وحسب مصادر أنقرة فإن المرحلة الثانية تتضمن عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة، والانخراط في المجتمع.