اعتقلت أجهزة الأمن المصرية الخميس قياديين بارزين في جماعة الإخوان المسلمين والحزب المنبثق عنها حزب الحرية والعدالة قبيل مظاهرات الجمعة التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية بعنوان "جمعة الشهداء ضد الانقلاب".
واعتقل الأمن المصري حسن البرنس عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة, وكان يشغل منصب نائب محافظ الإسكندرية.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن البرنس اعتقل في شقة بمدينة نصر بالقاهرة, وهي المنطقة ذاتها التي اعتقل فيها مرشد الإخوان محمد بديع مساء الاثنين الماضي. وكانت حملة الاعتقالات في صفوف الجماعة وحزبي الحرية والعدالة والوسط تصاعدت عقب اقتحام ميداني رابعة العدوية والنهضة، بناء على اتهامات تتمحور حول التحريض على العنف والقتل.
كما شملت حملة الاعتقالات الأربعاء -وفقا لوزارة الداخلية- المتحدث باسم جماعة الإخوان أحمد عارف, والقيادي فتحي شهاب الدين رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشورى الذي حله الانقلاب العسكري.
واعتقل كذلك أحمد أبو بركة المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة, وذلك بعد ساعات من اعتقال المتحدث باسم الحزب مراد علي بينما كان يستعد للسفر إلى روما من مطار القاهرة. كما دهمت قوات الأمن منازل عدد من قياديي وكوادر الحزب في محافظة الفيوم, واعتقلت القيادي أشرف التابعي عز الدين خلال عملية دهم مماثلة في دمياط.
وفي السياق نفسه, أصدرت النيابة أمرا بضبط وإحضار باسم عودة وزير التموين في حكومة هشام قنديل, بينما قال مصدر أمني إنه تم تحديد موقع القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي تمهيدا للقبض عليه.
وقالت الداخلية المصرية في وقت سابق الخميس إن أجهزتها الأمنية اعتقلت 75 من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مختلف المحافظات, كما اعتقلت أعضاء في تحالف دعم الشرعية المناهض للانقلاب.
وكانت حملة الاعتقالات شملت نوابا لمرشد الإخوان بينهم خيرت الشاطر ورشاد بيومي، ورئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني, بالإضافة إلى رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي ونائبه عصام سلطان.
ونقل مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد عن المحامي كمال علي أن 3500 من مناهضي الانقلاب أودعوا السجون منذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من الشهر الماضي, بينما أفرج عن 6500 آخرين, لكنهم لا يزالون على ذمة التحقيق.
جمعة الشهداء
ويستعد مناهضو الانقلاب للخروج في مظاهرات حاشدة دعا إليها تحالف دعم الشرعية بعنوان "جمعة الشهداء ضد الانقلاب".
ودعا التحالف إلى هذه المظاهرات بعدما دعا قبل ذلك إلى أسبوع رحيل الانقلاب عقب القمع الدامي الذي أوقع مئات القتلى في رابعة والنهضة، وخلال جمعة الغضب.
وخرجت مساء اليوم مسيرات في عدد من أحياء بالجيزة, وكذلك في حي المعادي بالقاهرة. كما خرجت مسيرات في السويس والمنيا وبني سويف والعريش والإسكندرية قبل وبعد المغرب. كما نظمت سلاسل بشرية في القاهرة والجيزة والسويس والعريش وبني سويف والمنوفية والمنيا وقنا رفضا للانقلاب العسكري.
وتفرض السلطات منذ منتصف هذا الشهر حظرا للتجول في حوالي نصف محافظات البلاد من السابعة مساء إلى السادسة صباحا.
بيد أن مناهضي الانقلاب يتحدون حظر التجول -الذي أُقر ضمن حالة طوارئ لمدة شهر- في عدد من المدن. وباتت المسيرات في بعض المناطق تنظم في شوارع ضيقة تحسبا لمداهمات أمنية.
وكان تحالف دعم الشرعية دعا الأربعاء إلى توسيع الاحتجاجات لتشمل القرى والنجوع والأحياء، مشددا في الوقت نفسه على سلمية التظاهر. ولوح تحالف دعم الشرعية بتصعيد الاحتجاجات حتى سقوط الانقلاب، وقال إن التصعيد يشمل مقاطعة وسائل إعلام وشركات تدعم وتمول الانقلاب.
وبالتزامن مع مظاهرات جمعة الشهداء, دعت حركة الاشتراكيين الثوريين إلى وقفة احتجاجية أمام دار القضاء العالي بالقاهرة تنديدا بالإفراج عن الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد أن برأه القضاء من معظم التهم المنسوبة إليه. من جهتها ألغت حركة السادس من أبريل وقفة دعت إليها للسبب ذاته "تجنبا لسفك الدماء".