انتقدت الصحف الخليجية الصادرة في 12 مارس / آذار تنامي "النفوذ" الإيراني في المنطقة بالتزامن مع انعقاد مجلس التعاون الخليجي على المستوى الوزاري في الرياض اليوم، في حين حذر مقال في "الوفاق" الإيرانية الصادرة بالعربية بأنه في حالة عدم التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج الإيراني النووي مع الغرب، فالخليج "أول من سيحترق".
"الإمبراطورية الفارسية"
قال طه خليفة في "الراية" القطرية إن "إيران تسيطر عمليا اليوم على أربع عواصم عربية وتشارك في صناعة القرار فيها إن لم تكن هي من تصنعه ومن تجلس على عروش تلك العواصم. في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء تتواجد إيران بلا مواربة وتفعل ما تشاء وتبسط نفوذها عبر أذرعها وميليشياتها وورجالها وعملائها."
وأضاف قائلا "العرب يعيشون واحدة من أسوأ مراحلهم في العصر الحديث بينما إيران تعيش واحدة من أزهى مراحلها وهي تخطط وتعمل وتتحرك لتحقيق هدفها الاستراتيجي وهو التهام المنطقة العربية وتطلق الحلم التوسعي الامبراطوري الفارسي."
غير أنه أشار إلى الخلافات الخليجية-الخليجية بشأن قيام تركيا السنية بدور مناوئ لإيران الشيعية في المنطقة.
وقال "لذلك استغربت أن تنتقد قناة العربية تركيا رغم أنه لا خطر من تركيا على الخليج والعرب."
ودافع عن "التقارب" العربي التركي الذي سيبعث "رسالة" إلى واشنطن ألا يكون الاتفاق النووي مع إيران على حساب العرب.
مثلها مثل إيران
ولم يشارك طه خليفة الرأي على أبو الريش في "الاتحاد" الإماراتية حيث ساوى بين خطري تركيا وإيران.
وقال "القراءة تدلنا على أن هناك لا شعوراً جمعياً، يؤلف بين إيران وتركيا، في اندفاعهما، باتجاه المشرط الذي جرح الواقع العربي، وجعله عرضة لنهب الأيديولوجيا السياسية، والأطماع، التاريخية. إيران استغلت الضعف العربي، فانتبهت إلى ماض قديم تريد إيقاظه، واستعادة مجد وهمي، وكذلك تركيا لم يزل الحلم العثماني يشكل هاجساً قوياً ومقلقاً."
حلم أوباما
وأكد حسان يونس في "الوطن" القطرية إن جهود واشنطن لإزالة مشاعر القلق العربية لم تنجح لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يريد "اتفاقا بأي ثمن مع إيران لأنه مهم لإرثه السياسي".
وشاركه عبد العزيز العويشق في "الوطن" السعودية الرأي حيث قال إنه "ليس هناك ما يدل على أن الولايات المتحدة تمارس ضغطا كافيا على إيران للتقليل من تدخلاتها في المنطقة، مما يجعلنا نتساءل: إذا كانت إيران لم تعدل من مواقفها وهي تحت طائلة العقوبات الدولية والأمريكية والأوروبية... فكيف نتوقع أن تكون تصرفات إيران بعد إبرام الاتفاق أو تخفيف العقوبات؟"
"أول من سيحترق"
وفي رد فعلها، قللت "الوفاق" الإيرانية في مقال رئيسي بقلم علاء الرضائي من مخاوف الخليج بشأن إبرام اتفاق نووي بين إيران والغرب، غير أنها عادت وحذرت من ان عدم حصول اتفاق سيعني "إن الغرب سيحولكم الى وقود لحربه ولو ان اراضي الغرب بعيدة عن ايران فأنتم اول من سيحترق بنار جمعتم حطبها على اراضيكم بالتآمر والحقد واستجلاب القوات الاجنبية. أما نحن فاتباع من نادى عند الفتح: اليوم يوم المرحمة."
تحرير تكريت
إلى ذلك، حفلت الصحف الإيرانية والعراقية بأنباء عمليات تحرير تكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد.
ونقلت "الوفاق" الإيرانية عن امين حركة النجباء احدى فصائل الحشد الشعبي الذي يساند الجيش العراقي قوله إن مدينة تكريت "اصبحت تحت سيطرة القوات الأمنية والحشد الشعبي بالكامل".
إلا أن الصحف العراقية قالت إن هناك تقدما ولكن لم يتم تحرير المدينة بالكامل.
وقالت "البيان" العراقية الموالية لحزب الدعوة الشيعي بقيادة نوري المالكي إن 90 في المئة فقط من تكريت تم تحريره، أما "الصباح" الموالية للحكومة فقالت إن القصور الرئاسية وشارع الأربعين ومديرية المرور وساحة الاحتفالات حرروا. أما "الزمان" الصادرة من لندن فقالت إن "الهجوم يتقدم في شمال تكريت ويتعثر في غربها لكثرة القنص والتفخيخ".
وتوقعت صحف أخرى أن تتأخر حملة تحرير الموصل، ثاني اكبر مدن العراق، إلى الخريف.