تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية "كيف هزّ الملك سلمان الشرق الأوسط"؟!، مشيرة إلى أن قلة من الناس كانت تتوقع أن يحدث تغيير قوي في فترة قصيرة يضع فيها المملكة على زعامة المنطقة المضطربة، ويؤسس مملكة المستقبل بتصعيد جيل الشباب.
واجه التحديات
وأفادت الصحيفة قائلة: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز واجه التحديات التي تواجه المملكة وقلب الأوضاع في المنطقة، من خلال سياسة خارجية قوية دشّنها منذ توليه الحكم في شهر يناير الماضي.
وأضافت: قاد حملة ضد الحوثيين في اليمن لإعادة الشرعية، كما دعم المعارضة السورية للخلاص من ظلم "الأسد" الذي يعانيه الشعب السوري.
بوصلة العرب
وقالت "واشنطن بوست": إن العرب ينظرون اليوم إلى السعودية أنها الدولة الأكثر استقراراً والرائدة في المنطقة، مشيرة إلى أنها تضم الحرمين الشريفين أقدس مقدسات المسلمين، وهي كذلك التي تنظر لها الدول الإسلامية كدولة رائدة وقائدة للمسلمين.
أكثر حزماً
وبيّنت الصحيفة أن إيران في الفترة الماضية استفادت من الاضطرابات في المنطقة، وحاولت توسيع نفوذها الأمر الذي جعل السعودية تتحرك مجبرة على اتخاذ سياسة أكثر حزماً، خاصة وأن التقارب الأمريكي الإيراني زاد الشعور لدى المملكة بضرورة انتهاج سياسة حازمة لإعادة الاستقرار للمنطقة.
حارب الفساد
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي السابق في السفارة السعودية في واشنطن فهد نزار، أن الملك سلمان منذ أن تولى إمارة منطقة الرياض تمكّن من تطوير هذه المدينة الصحراوية مترامية الأطراف، كما حارب الفساد وتعامل مع قضايا النزاعات القبلية ومشاريع البنية التحتية واحتياجات السكان، كما كان يلتقي وجهاً لوجه مع المواطنين ويتفاعل مع قضاياهم، مضيفاً أن الملك سلمان يملك شعبية كبيرة، بل زاد من الشعور القومي في جميع أنحاء المملكة.
شخصية متواضعة
وذكرت الصحيفة أن الملك سلمان اشتهر بتواضعه، وهو ما يؤكده المواطنون السعوديون، ويُعرف بقربه من الناس العاميين والمثقفين ورجال الدين أيضاً، كما يظهر في لوحات ضخمة في المملكة، ويقف إلى جانب القوات السعودية وطائرات مقاتلة أثناء انطلاق عاصفة الحزم التي تحظى بدعم شعبي كبير، وزادت الشعور القومي لدى جميع السعوديين.
مملكة المستقبل
وأضافت "واشنطن بوست" أن الملك سلمان أسّس مملكة المستقبل بتعيين الأمير محمد بن نايف في منصب ولي العهد، والأمير محمد بن سلمان في منصب ولي ولي العهد، اللذين حضرا نيابة عنه قمة كامب ديفيد في أمريكا.