الرئيسية - اقتصاد - قضية ازمة الغاز في عدن متاجرة في السوق السوداء وسمسرة وقرارات حبر على ورق

قضية ازمة الغاز في عدن متاجرة في السوق السوداء وسمسرة وقرارات حبر على ورق

الساعة 02:51 صباحاً (هنا عدن - متابعات )



�ي الدور الثالث من مبنى الاستكشافات النفطية، الكائن في مديرية المعلا، يقع المقر المستأجر للشركة اليمنية للغاز في عدن، ومنذ الوهلة الأولى لدخولك المقر، قد تستغرب من عدم توفر مقر خاص لمنشأة حكومية مهمة كشركة الغاز، لكن العشوائية التي تشاهدها كفيلة بإزالة أي استغراب، فرغم الإعلان رسمياً عن تخويل مدراء المديريات كجهة مباشرة ومسئولة عن ذلك، إلا أن أعمال السمسرة ما زالت مستمرة، وبحسب عاملين في الشركة لا يبدو أن هناك حلول لأزمة الغاز المستشرية في المحافظة في القريب العاجل.

تعيش محافظة عدن أزمة خانقة للغاز المنزلي، منذ بداية حرب مارس 2015م، حيث انعدم من السوق تماما وأصبح يباع في السوق السوداء بأسعار خياليه، كونه لا يمكن الاستغناء عنه، لتسيير الحياة اليومية، حيث يتكرر مشهد الطابور الطويل لأنابيب الغاز، بشكل يومي تقريباً وفي كل المديريات، وفي الفترة الأخيرة تفاقمت هذه الأزمة، مما أصبح من الضروري ايجاد حلول عاجله لإنهاء معاناة المواطنين.

شكاوى من سمسرة
شكا عدد من وكلاء بيع الغاز في المديريات لعدن تايم، من أن المكتب يفرض عليهم التعامل مع وكلاء آخرين (سمسرة )، لشراء الغاز منهم بـ2300، على أن يبيعوا للمواطن بـ2500، ويقول عصام حسين أحد الموزعين لمادة الغاز في المعلا: هناك أوامر تفرض علينا من قبل المكتب، ببيع الاسطوانات، بفارق 200 شراء، وهذه الفائدة لا تغطي احتياجاتنا، والتزاماتنا، ومرتب العمال، وإيجار المحل. متسائلاً: لماذا لا يتم تسليمنا الاسطوانات مباشرة دون وسطاء.

غياب الرقابة
وفي ظل غياب الرقابة المسئولة لتتبع حال السوق وأسعار الاسطوانات، تستمر الأزمة و تتواصل، حيث طالب المواطنين من الحكومة انزال مراقبين على نقاط البيع، وإحكام السيطرة على الأزمة المفتعلة، من قبل بعض تجار السوق السوداء المحتكرين لمادة الغاز المنزلي، والتي سببت قلقاً للمواطنين.
يقول العم عبدالله: أقف في طابور طويل يومياً للحصول على دبة غاز، و في نهاية المطاف أعود خالي الوفاض، لعدم توفير الكثير من الاسطوانات.
ويستغرب من بعض الاشخاص الذين يحصلون على أكثر من عشر اسطوانات، لبيعها بأسعار مرتفعة.

توجيهات ولكن
بحسب توجيه بإمضاء مراد ناصر مدير منشأة الغاز في عدن، الذي وجه بناء على قرار المحافظ رقم 15 لعام 2016م، بإيقاف منح تصاريح جديدة لتسويق الغاز، وإحالتها إلى مدراء المديريات كجهة مسئولة مباشرة، إلا أن هذا مازال حبرا على ورق بحسب مصادر عاملة في الإدارة.
وجاء القرار عقب توجيه محافظ محافظة عدن عيدروس الزبيدي، باعتماد آلية قانونية لترتيب العلاقة بين الشركة العامة للغاز ومنشأة الغاز في منطقة البريقة، لما من شأنه مواصلة الجهود لتوفير مادة الغاز المنزلي للمواطنين بكل يسر وسهولة.

حلول بديلة
مؤخرا لجأ العديد من المواطنين اليمنيين إلى استخدام الحطب، ومخلفات الكراتين، في عملية طهو الأطعمة، ونشاهد تصاعد الأدخنة من العديد من منازل الذين استحدثوا مطابخ تقليدية في الاحواش وأسطح المنازل، أثناء تحضير وجبات الطعام، واستخدم البعض الآخر الطباخات الكهربائية.

أخيراً: فأقمت أزمة انعدام الغاز المنزلي من معاناة المواطنين، المثقل بالعديد من الأزمات الخانقة وحولت حياته اليومية إلى معاناة مستمرة، وأصبح توفير اسطوانة غاز هاجسا يؤرق رب كل أسرة خاصة ذوي الدخل المحدود.