�ربعة تغريدات فجرية خلال 48 ساعة للرئيس الأمريكي من حسابه في "تويتر"، وتصريح بعدم استبعاد الخيار العسكري للتعامل مع إيران، أقضّت مضاجع ملالي طهران، وأظهرت أن العبث الإيراني سينتهي في المنطقة إذا لم يتعقل هذا النظام وينحني للعاصفة التي قد تهبّ عليه في أية لحظة وتقتلعه من جذوره. ففي التغريدة الأولى التي كانت فجر أمس، اتهم الرئيس "ترامب" إيران بابتلاع العراق بشكل سريع؛ على الرغم من خسائر الولايات المتحدة في العراق وتكبدها 3 تيريليونات دولار؛ وهو ما يعني أن أمريكا -وبالأخص إدارة أوباما- سلّمت العراق لإيران لقمة سائغة؛ متناسية التضحيات الأمريكية. وجاءت التغريدة التالية توضيحاً للأولى، وقال فيها: "رسمياً تم وضع إنذار لطهران على تجربتها الصاروخية، ينبغي أن يكونوا شاكرين للصفقة السيئة مع أمريكا"؛ في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي وقّعته مع أوباما. وأتبعها بتغريدة قال فيها: "إيران كانت في طريق الانهيار، وأنقذتها الولايات المتحدة الأمريكية بالصفقة النووية التي وفّرت لها خطاً جديداً للحياة بـ150 مليار دولار"، ثم صرّح في صباح أمس الخميس، عندما سأله أحد الصحافيين هل هناك خيارات مستبعدة للتعامل مع طهران؛ فردّ عليه سريعاً قائلاً: "لا يوجد خيار مستبعد للتعامل مع طهران بما فيها الخيار العسكري". لكن التغريدة الأبرز والأخطر كانت، فجر اليوم؛ حيث غرّد "ترامب" الساعة 3 فجراً بتوقيت أمريكا محذراً بشكل واضح بالقول: "إيران تلعب بالنار ولا يُقدّرون كم كان الرئيس أوباما لطيفاً معهم، لن أكون كذلك". كل هذه التغريدات والتصريحات -بما فيها تحذير مستشار الأمن القومي "مايكل فلين" في تصريحاته المقتضبة- تهيئ الرأي العام الأمريكي لتحرُّكٍ قد يكون مفاجئاً تماماً للجميع، كما تُظهر تشدد إدارة ترامب تجاه طهران، وتوضح أن ملف التعامل مع إيران بات من ضمن أولويات الإدارة الجديدة؛ وهو ما يعني أن على إيران أن تحذَر من مصير مجهول مع هذا الرئيس. رجل طهران في الولايات المتحدة "تاريتا بارسي"، الذي يقود اللوبي الإيراني، عبّر عن قلقه من هذه التصريحات الأمريكية الغاضبة تجاه نظام الملالي وغرّد محذراً: "الحوثيون استهدفوا السفينة السعودية في البحر، الآن الولايات المتحدة ستذهب للحرب مع إيران من أجل السعودية". وشعر وزير خارجية إيران "جواد ظريف" أن المرحلة مختلفة، وغرّد بأنهم لن يبادورا بالحرب؛ لكنهم سيدافعون بكل وسائلهم المتاحة، وقال في تغريدته: "إيران لا تعبأ بالتهديدات الأمريكية؛ لأننا نستمد الأمن من شعبنا، ولن نبادر إلى الحرب؛ لكن يمكننا دوماً الاعتماد على وسائلنا للدفاع". ويبدو أن بداية الحساب مع إيران ستبدأ اليوم بعقوبات اقتصادية مشددة؛ وهو ما قد يدفع طهران إلى التخلي عن الاتفاق النووي من طرفها؛ الأمر الذي قد يكون حجة قوية لإدارة ترامب لاتخاذ رد فعل قد يصل إلى حد العمل العسكري، وهو سيناريو متوقع ومسار قد يتحقق سريعاً بالنظر إلى التوتر الحاصل الذي يتجه بشكل سريع إلى الصدام. وكانت وكالة "رويترز" قد ذكرت، أمس الخميس، أن من المتوقع أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران، الجمعة؛ ولكن بطريقة لن تنتهك الاتفاق النووي. وقال مصدر -تَحَدّث شرط عدم الكشف عن هويته- إن العقوبات ستشمل 25 كياناً إيرانياً ضِمن قائمتين منفصلتين؛ وهما: 8 كيانات إيرانية بسبب "أنشطة تتعلق بالإرهاب"، و17 كياناً بسبب أنشطة متعلقة بالصواريخ الباليستية؛ فيما رفض المصدر تسمية الكيانات المستهدفة. وكان البيت الأبيض، قد صرّح في وقت سابق من أمس الخميس، بأن الإدارة الأمريكية ستردّ على تجربة الصاروخ الباليستي التي أجرتها إيران، وعلى غيرها من "الأعمال العدائية"؛ وذلك بعد يوم من إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين أنه حذّر طهران، دون أن يقدم تفاصيل.