الرئيسية - عربي ودولي - بوادر تحرك أمريكي لمعاقبة بشار.. ترامب: لن أتسامح.. ونائبه: كل الخيارات مطروحة

بوادر تحرك أمريكي لمعاقبة بشار.. ترامب: لن أتسامح.. ونائبه: كل الخيارات مطروحة

الساعة 01:23 صباحاً


بندر الدوشي
واشنطن
 
بعد فاجعة الكيماوي التي ضربت خان شيخون على يد عصابة الأسد وميلشيات إيران المحمية من قبل الفيتو الروسي, بدأت تظهر بوادر تحرك أمريكي أحادي الجانب للرد على هذه المجزرة, حيث سلطت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على كلمة الرئيس دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي مع ملك الأردن والتي وصفتها باللهجة المسؤولة للولايات المتحدة والتي تأخرت كثيراً، لكنها تطرح تساؤلات مهمة ماذا بعد هذه التصريحات اللافتة؟.

الموقف الأمريكي الجديد بدأته المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، والتي حذرت من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستتخذ إجراءات للرد على استخدام أسلحة كيماوية خلال الهجوم الذي وقع مؤخراً على بلدة "خان شيخون" السورية والذي يحمل بصمات حكومة الأسد، وذلك في حالة إخفاق مجلس الأمن الدولي في الرد على ذلك.



وقالت "إن هناك أوقاتاً في الأمم المتحدة نكون فيها مجبرين على اتخاذ إجراءات جماعية، ولكن عندما تخفق المنظمة الدولية في الاضطلاع بواجبها، فإنه سوف يتعين فيها علينا كدول أن نقوم باتخاذ إجراءاتنا الخاصة".

بعد هذه التصريحات الحازمة, ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة قال فيها إنه ما حدث في خان شيخون لن يتم التسامح معه، ووصف الهجوم الكيماوي في إدلب السورية بـ"إهانة فظيعة للإنسانية".

وقال ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني "الولايات المتحدة لن تتسامح مع نظام الأسد الذي يرتكب فظائع ضد الإنسانية.. أمريكا تقف بجانب حلفائها لتدين هذا التعدي والهجمات البشعة"، وتحدث عن تغير موقفه كثيراً تجاه الأسد بعد الحادثة البشعة في خان شيخون.

من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم الأربعاء رداً على الهجوم الكيماوي الذي حمل قوات الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية عنه إنه قد حان الوقت لتعيد روسيا التفكير بعناية في دعمها المستمر لنظام الأسد.

وقال تيلرسون للصحفيين عقب اجتماع مع نظيره المكسيكي بوزارة الخارجية "نعتقد أنه قد حان الوقت لأن يفكر الروس حقاً وبعناية في دعمهم المستمر لنظام الأسد".

نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الذي لطالما دعا لمواجهة روسيا بكل صلابة حذر بدوره في حديثه للفوكس نيوز الأمريكية من أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة, ولم يستبعد أي خيار بما فيها العسكري, وقال "نأمل أن يقوم مجلس الأمن باتخاذ إجراءات قوية للرد على هذه الجريمة الشنيعة".

من جهته دعا السناتور الجمهوري أدم كينزينجر إلى موافقة ترامب والسماح بتوجيه ضربات جوية لمطارات الأسد وقواعده الجوية, وقال في حديثه للسي إن إن الأمريكية إنه من غير المقبول أن تسمح الولايات المتحدة الأمريكية لمنفذي هذه الهجمات أن يفلتوا من العقاب, داعياً إلى تدمير وسائل اتصال الأسد بقواته على الأرض, وتابع "يجب الآن قصف نظام الأسد ما قام به هو انتهاك للمعايير الدولية".

السناتور الجمهوري ليندزي غراهام في مقابلة له مع المذيع الأشهر في الفوكس نيوز أورالي دعا إلى تدمير مطارات الأسد وقصف مهابط الطيران, "حتى نتأكد من أن الأسد لن يستطيع قصف المدنيين الأبرياء مرة أخرى".

وباغته أورالي بسؤال قائلاً "لكن هناك طائرات روسية" فرد عليه, "حسناً ينبغي على بوتين إخراجها من مطارات الأسد بشكل سريع حتى يتم تجنب استهدافها"، مضيفاً بأنه الوقت المناسب ليظهر ترامب بأنه ليس الرئيس السابق أوباما.

ودعا السيناتور الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما جيمس لانكفورد في حواره مع المذيع تاكر إلى استخدام القوة العسكرية, وتساءل في بداية حديثه بالقول "هل جاء الوقت لخوض حرب جديدة؟"، فرد السناتور بأنه "يجب الرد على هذه المأساة"، متهماً إيران بدعم النظام الديكتاتوري وتدمير المنطقة قائلاً "أيدي إيران في لبنان والعراق وسوريا وتحيط بالأردن ووصلت إلى اليمن إنها الفرصة لمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا".

وحول اليقين من أن قوات النظام هي من ارتكبت المجزرة قال السناتور "هذا النوع من الهجوم نفذته طائرات حربية والمعارضة لا تملك هذه الطائرات, كما أن لدينا أعين في الأرض وفي السماء ونعرف الطائرات التي تقلع وتهبط في سوريا ونحن متأكدون من أن نظام الأسد هو من ارتكب هذه الجريمة بمساندة إيرانية وبالتالي يجب أن يكون هناك رد حازم".

وفي سياق ذي صلة علقت إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصاحبة النفوذ القوي في البيت الأبيض على الهجوم الكيماوي والوحشي على خان شيخون بالقول "صور الهجوم الكيماوي في سوريا يوم أمس تحطم القلب, أشعر بالغضب".

وينتظر المسؤولون في أمريكا بغضب تجاه إجراءات مجلس الأمن للرد على هذه الحادثة الفظيعة, كما أن هناك اتصالات مكثفة بين البيت الأبيض والزعماء الأوروبيين الذين أظهروا موقفاً حازماً تجاه الأسد وروسيا وطالبوا بالرد على هذه المجزرة الرهيبة.

ويرى مراقبون أن الفيتو الروسي المتوقع سيعني تحدياً للإرادة الأمريكية وبالتالي فإن التحرك الأحادي ضد الأسد ومعاقبته سيكون الخيار الذي لا مفر عنه، حيث سيكون الرئيس ترامب أمام خيارين لا مفر منهما وهو أن يكون مثل أوباما والذي تراجع عن خطوطه الحمر وانتقده ترامب بشدة, أو أن يظهر نفسه رئيساً أمريكياً قوياً كما يطالب الجمهوريون ويعاقب الأسد الذي أفلت طوال ستة أعوام مضت من العقاب.