نجاح موسم الحج .. "رسالة سلام" من المملكة للعالم: الإسلام ينبذ الإرهاب
2017/09/05
الساعة 03:18 صباحاً
(هنا عدن - متابعات )
تصوير : فايز الزيادي
حامد العلي
الرياض
استحق موسم الحج الحالي أن يكون من أنجح مواسم الحج التي مرت على المملكة في السنوات الأخيرة، من ناحية التنظيم والتجهيز المبكر، ومن ناحية خطط تفويج الحجاج بين المشاعر المقدسة في يسر وسهولة، فضلاً عن استثماره في توعية ضيوف الرحمن بأهمية هذه الشعيرة الإيمانية، وضرورة أدائها كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم ربطها بأي توجهات دنيوية أو سياسية أو طائفية أو مذهبية، حتى تحقق الغرض منها للإنسان المسلم، باعتبارها الركن الخامس للإسلام.
كما استحق الموسم نفسه، أن يكون بمثابة "رسالة سلام"، بعثت بها المملكة إلى شعوب العالم، تؤكد من خلالها أن الإسلام دين السماحة والسلم والتعايش المبني على أسس ربانية، عنوانها احترام الإنسان أينما كان، ونبذ العنف والإرهاب.
برز هذا الاستحقاق، في مضمون الكلمة الذي ألقاها وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بن صالح بن طاهر بنتن، أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وكشفت هذه الكلمة عن الجهود التي بذلتها حكومة المملكة، من أجل نجاح موسم الحج الحالي، وتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة لضيوف الرحمن، متغلبة على الصعوبات والتحديات التي واجهت الجهات الأمنية والفنية والإدارية من أجل ضمان أمن الحجاج، منذ قدومهم إلى المملكة، وحتى مغادرتهم في سلام.
التنسيق الدبلوماسي
كلمة الوزير أوضحت لمن يهمه الأمر، أن الجهود الرسمية المبذولة لنجاح موسم الحج، لم تبدأ منذ لحظة وصول الحاج إلى مكة المكرمة لأداء المناسك، وإنما بدأت قبل ذلك بفترة ليست بالقصيرة، وتمثلت هذه الجهود في التنسيق الدبلوماسي بين سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج، مع حكومات الدول القادم منها الحجاج، من أجل تطوير آليات العمل للعناية بالحجاج، وتقديم خدمات نوعية لهم في سفارات المملكة في الخارج، مرورًا بمنافذ ومحطات الوصول وخدمات النقل والإسكان وبرامج التفويج للجمرات والمسجد الحرام، وتجويد إدارة الحشود، لضمان سلامتهم حتى يعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين.
وركزت كلمة الوزير على الشغل الشاغل لولاة الأمر في مواسم الحج كل عام، معتبرًا "تأمين سلامة الحجاج"، منذ قدومهم إلى المملكة، وحتى موعد المغادرة، المسؤولية الأولى والكبرى للحكومات السعودية المتعاقبة، منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ طيب الله ثراه ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ، مشيرًا إلى أن هذا الحرص نابع من منطلقات إيمانية بأن ضيوف الرحمن هم أمانة، يقوم على سلامتها وحفظها، قادة المملكة بكل صدق وإخلاص وشرفَ، وأن خدمتهم ورعايتهم، لتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وطمأنينة، واجب الدولة بكل وزاراتها إمكاناتها ومقدراتها، وهو ما العمل الذي تنال عليه المملكة كل عام تقدير دول العالم واحترامها.
متابعة خادم الحرمين
ولم يكن نجاح موسم الحج لهذا العام، واعتباره رسالة سلام إلى دول العالم أجمع، إلا نتيجة طبيعية للجهود التي بذلتها الدولة، بتوجيهات ومتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين للاستعداد للموسم في وقت مبكر، إذ لم تبدأ هذه الجهود مع بداية أعمال هذا الحج، وإنما بدأت منذ نهاية موسم حج العام الماضي، وتجسد النجاح في مشاهد عدة، أولها نجاح خطة تفويج ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة، وتحديدًا مشعر عرفات، والأهم من ذلك نجاح الدولة في تأكيد وتعزيز عوامل الأمن والسلامة في ربوع تلك المشاعر، وهو ما وفر الراحة النفسية للحجاج، وجعلهم يؤدون مناسكهم في طمأنينة تامة، بعيدًا عن أي سلبيات قد تعكر صفو روحانية الشعيرة.
وهذا ما أكده وزير الحج في كلمته، عندما قال: "حمدًا لله على أن يسّر لجموع الحجاج الوقوف بصعيد عرفات الطاهر، وذكر الله في المشعر الحرام بمزدلفة، ووصولهم إلى منى خاشعين مطمئنين في أمن وأمان، وتحت عناية ورعاية فائقة وخدمات عديدة، في مشهد روحاني عظيم تجلت فيه عالمية الإسلام وقيمه، ورسالة السلم والسلام من البلد الحرام"، مشيرًا إلى أن "ما قدمته المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين من الإمكانات للتيسير على ضيوف الرحمن لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، فاحتشدت هذه الجموع البشرية من جميع أقطار الأرض، في مشهد مهيب يشع بالنور ويفيض بالرحمة، فأصبح الحج موسمًا للسلام، ورسالة ضد الإرهاب والإفساد في الأرض".
ولي العهد والدور المؤثر
وكانت للجهود التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، دور كبير ومؤثر في نجاح موسم الحج، وهو ما شدد عليه الوزير بنتن، إذ أكد "أن لدعم وتوجيه سموه الأثر البالغ في تطوير ورفع كفاءة منظومة العمل في موسم حج هذا العام؛ ما أسهم في تمكين ضيوف الرحمن من تأدية نسكهم في موسم ندعو الله أن يكون ناجحًا ومميزًا"، منوهًا في الوقت نفسه "بمتابعة الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، ورجال الأمن والقوات المسلحة بمختلف فروعها، وللقطاع الأهلي في مؤسسات الطوافة، وللشباب السعودي المتطوعين رجالاً ونساءً".
الخدمات الجليلة
ولم تتجاهل كلمة وزير الحج، الجهود التي بذلتها الجهات المشاركة في موسم الحج، وخص بالذكر رجال وشباب الكشافة، والدور الذي قاموا به من أجل إرشاد ضيوف الرحمن التائهين، وتقديم الخدمات النوعية لهم طيلة وجودهم في المشاعر المقدسة، وفي هذا الموقف، قال الوزير مخاطبًا خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز: "أبناؤكم يا خادم الحرمين الشريفين في ميادين العمل، يواصلون الليل بالنهار، لخدمة ضيوف الرحمن تنفيذًا لتوجيهاتكم السامية بالتفاني في خدمة حجاج البلد الحرام، ما لانت لهم عزيمة، ولا ضعفت لهم همة، في عمل تكاملي رفيع تتضافر فيه جميع الأجهزة والمؤسسات تنعكس في الخدمات الجليلة، والمشروعات العظيمة، التي ستظل علامة فارقة لهذا العهد المضيء في عمارة الأماكن المقدسة، والعناية بضيوف الرحمن".