انضم الرئيس المصري الموقت عدلي منصور إلى الداعين للاحتشاد في الميادين اليوم للاحتفال بانتصارات السادس من أكتوبر. وحض مواطنيه على النزول إلى كل ربوع مصر وشوارعها وميادينها لـ «الاحتفال بالنصر ومؤازرة الجيش»، فيما كثّفت جماعة «الإخوان المسلمين» من دعوات الحشد، وأكدت أن شيئاً لن يثنيها عن التظاهر في ميدان التحرير قلب الثورة المصرية، ما أثار مخاوف من حدوث مواجهات بين الفرقاء استبعدها مؤسس حملة «تمرد» محمود بدر الذي راهن على أن تجمع حشود ضخمة في التحرير سيحول دون حصول اعتداء على الميدان.
وقال منصور في كلمة وجهها للمصريين لمناسبة الاحتفال بنصر أكتوبر بعدما رأس للمرة الأولى اجتماعاً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة عُقد في وزارة الدفاع: «سنحطم أوهام كل من يستعدي مصر شعباً أو يتعالى عليها وطناً».
وأكد المضي قدماً في خريطة الطريق عبر كتابة دستور لكل المصريين «لا لفئة أو جماعة أو فصيل» يعقبه إجراء انتخابات برلمانية ثم رئاسية، متعهداً أن يكون الاقتراع حراً ونزيهاً. وتعهد «دحر الإرهاب البغيض والعنف الأعمى» من خلال «دولة القانون التي ترعى الحريات».
وأعلن الرئيس الموقت المضي قدماً أيضاً في مشروعي إنشاء محطات نووية للاستخدامات السلمية للطاقة (مثل محطة الضبعة)، وتنمية إقليم قناة السويس. وظهر أنه أراد تلافي الانتقادات التي وجهت لنظام الرئيس المعزول محمد مرسي بطرح مشروع قناة السويس عبر نظام «الصكوك الإسلامية» التي كانت تسمح بتملك الأجانب فيه، فأعلن أن المشروعين سيُقامان عبر «إنشاء شركات مساهمة وطنية تطرح للاكتتاب العام».
وسيكون ميدان التحرير مهد الثورة محلاً لصراع اليوم بين أنصار مرسي ومعارضيه، فمؤيدو مرسي سيحشدون لـ «رفض الانقلاب»، ومعارضوه للاحتفال بانتصارات أكتوبر التي بدأها الجيش أمس وينتظر أن تشهد تمثيلاً عربياً.
وأطلقت تظاهرات أول من أمس لأنصار جماعة «الإخوان» نُذر خطر من مواجهة محتملة اليوم بين متظاهري الجماعة من جهة ومعارضيها والسلطات الأمنية من جهة أخرى، إذ قُتل متظاهران أحدهما سقط قرب ميدان التحرير في مواجهات الجمعة بين الشرطة والمتظاهرين الذين جُرح عشرات منهم. وتصدت قوات الشرطة لمحاولات «الإخوان» الوصول إلى ميدان التحرير من جهات عدة أول من أمس، وأظهرت حسماً في منعهم من التقدم ناحية الميدان، في رسالة فحواها أنه لن يُسمح لمعارضي الحكم الحالي بالتظاهر في الميدان اليوم.
وحذّرت وزارة الداخلية أمس من أنها ستتصدى بحزم لأي محاولات لإثارة الشغب وتعكير احتفالات نصر أكتوبر، لكن التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لمرسي أصر على التظاهر في التحرير. وقال في بيان «ميدان التحرير ملك لكل المصريين ولن نقبل أن يمنعنا أحد من الاحتفال بالنصر واستكمال ثورتنا».
وفتحت قوات الجيش والشرطة أمس ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي أمام حركة السير بعدما أغلقته أول من أمس للاستعداد لاحتفالات أكتوبر.
وتزين الميدان بعشرات من أشجار الزينة، ومُهدت حديقته الوسطى، وعُلقت أعلام مصر على امتداد كوبري قصر النيل المؤدي للميدان وعلى طريق كورنيش النيل.
وبدأت القوات المسلحة أمس احتفالاتها بنصر أكتوبر من خلال إقامة عروض فنية وموسيقات عسكرية في الشوارع صاحبها عروض جوية في محافظات عدة. وقال مصدر عسكري لـ «الحياة» إن الاحتفالات ستستمر حتى مساء اليوم، وسيكون الحدث الأكبر فيها إقامة احتفالية جماهيرية كبيرة في ميدان التحرير، يتم خلالها إقامة مهرجان فني وغنائي لعدد من الفنانين والمطربين، مع عروض للقوات الجوية وتوزيع هدايا يتم إنزالها عبر المروحيات. وأشار إلى أن العروض ستنتشر في ميادين المحافظات وبخاصة في مدن قناة السويس من خلال فرق الفنون الشعبية.