الغوطة :المرصد السوري يوثق: مقتل 600 مدني بينهم 147 طفلاً منذ بدء المذبحة
2018/03/01
الساعة 02:10 صباحاً
(هنا عدن : متابعات )
في اليوم الثاني من الهدنة الروسية القصيرة امتنع المدنيون عن الخروج من الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق عبر ممر حددته موسكو، وسط تبادل للاتهامات بين الفصائل المعارضة من جهة وقوات النظام وروسيا من جهة ثانية عمن يتحمل مسؤولية استمرار الأزمة الإنسانية، حسب الوكالة الفرنسية.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 602 مدني، بينهم 147 طفلاً، منذ بدء التصعيد العسكري وبدء مذبحة الغوطة الشرقية في 18 فبراير.
بعد تبني مجلس الأمن الدولي السبت قرارًا يطالب بوقف شامل لإطلاق النار في سوريا "من دون تأخير" أعلنت روسيا هدنة "إنسانية" يومية في الغوطة الشرقية بدأت الثلاثاء، وتستمر فقط بين الساعة التاسعة صباحًا (7:00 ت غ) والثانية من بعد الظهر، ويفتح خلالها "ممر إنساني" عند معبر الوافدين الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.
ولليوم الثاني (الأربعاء) لم يخرج مدنيون عبر المعبر، وفق مراسلة "فرانس برس" في المكان، فيما اتهمت السلطات السورية وموسكو الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من المغادرة.
ووفق تقرير لوكالة الأبناء الفرنسية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأربعاء أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "الدور الآن على المسلحين (من فصائل المعارضة) الذين يواصلون قصف دمشق، ومنع إيصال المساعدات وإجلاء الراغبين ".
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دمشق "تتعرض للقصف في شكل مستمر" انطلاقًا من الغوطة الشرقية.
ونقلت فرانس برس عن مصدر عسكري قوله: "الممر الإنساني مفتوح، لكن حتى الآن ونحن في اليوم الثاني لم يأت أحد". مضيفًا "الإرهابيون يحاولون إعاقة من يحاول التقدم، سواء من الداخل وذلك بالضغط عليهم، أو باستهداف الممرات الإنسانية".
وأوضح المصدر العسكري أن "الهدنة لثلاثة أيام قابلة للتمديد في حال خروج المدنيين، ولكن إن لم يكن هناك نتائج فكيف يمكننا الاستمرار؟".
ونفى حمزة بيرقدار، المتحدث باسم "جيش الإسلام"، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، استهداف المعبر، معتبرًا أن "أهالي الغوطة يرفضون هذه المسألة (الخروج) جملة وتفصيلاً".
ورفضت الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وبينها جيش الإسلام وفيلق الرحمن، ما أسمته "تهجير المدنيين أو ترحيلهم".
وخلال الساعات الخمس من الهدنة الأربعاء رصدت الوكالة الفرنسية حالة هدوء على الغوطة الشرقية، وفق ما أفاد المرصد السوري. وفور انتهاء الهدنة عند الساعة الثانية ظهرًا عادت الطائرات والمروحيات إلى الأجواء لتستهدف مدينة دوما وبلدة أوتايا.
وأبدى سكان في الغوطة الشرقية شكوكا حيال الهدنة الروسية، وخشية استخدام الممرات "لعدم ثقتهم" في موسكو.
وقال محمد أبو المجد (60 عامًا)، أحد سكان دوما: "لا أحد يخرج من أهالي الغوطة. نرفض هذا الأمر". مضيفًا "في حال خرجنا أين يذهب الشباب؟ يأخذونهم إلى الجيش لقتال الشعب. وشعبنا يقاتل شعبنا".
وتساءل: "ماذا تعني هدنة للساعة الثانية؟ تعني أنه بعد الثانية يعود قصف الطيران ويزداد القتل".
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إنجي صدقي لفرانس برس: "من الصعب أن يستخدم أي مدني ممرات العبور إذا لم تكن هناك ضمانات كافية. لن تخاطر أسرة مؤلفة من أُم وأطفال بحياتها إذا لم يكن لديها ضمانات السلامة اللازمة".
وأضافت: "هناك نوع من الخوف لدى المدنيين بسبب عدم وجود توافق بين الأطراف". مشيرة إلى أن الحل لا يقتصر على إخراج الحالات الحرجة من الغوطة الشرقية "وإنما يتعلق أيضًا بإدخال مساعدات طبية مناسبة ليتم علاج المرضى حيث هم". موضحة "للأسف خمس ساعات غير كافية لإيصال المساعدات. نحن نحتاج لساعات طويلة من التحضير والانتقال من نقطة إلى أخرى وتفريغ المساعدات".
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد طلبت في وقت سابق السماح لها بالدخول إلى الغوطة الشرقية للمساعدة في علاج الجرحى.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فإن أكثر من 700 شخص بحاجة إلى إخلاء طبي من الغوطة الشرقية.
وفي نيويورك أعلن مارك لووكوك مساعد، الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أمس الأربعاء أن نحو أربعين شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية مستعدة للتوجه إلى الغوطة الشرقية قرب دمشق، لكنه أكد أن لا شيء تغير منذ تبني قرار دولي السبت يطالب بوقف لإطلاق النار في سوريا، وأن الأمم المتحدة مستعدة للتوجه إلى عشر مناطق محاصرة.
ويطلب قرار مجلس الأمن الدولي وقفًا للأعمال الحربية من دون تأخير لمدة 30 يومًا؛ لإفساح المجال أمام "إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم، وإجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة".
ويستثني القرار تنظيمَي داعش والقاعدة وجبهة النصرة (في إشارة إلى هيئة تحرير الشام)، وكل المجموعات والأشخاص المرتبطين بها.