جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، رفضه التنازل أمام آلاف المتظاهرين المطالبين منذ أسبوع باستقالته، مؤكداً تورط “إرهابيين” في حركة الاحتجاج التي أوقعت قتيلاً ثالثاً هو شرطي .
وقبل ساعات من عودته الى البلاد في ختام زيارة للمغرب العربي دامت ثلاثة أيام، أعلن أردوغان أنه لن يغير موقفه، مؤكداً من تونس أنه سيمضي في تنفيذ المشروع في اسطنبول الذي كان وراء اندلاع حركة الاحتجاج . وقال للصحفيين “نحن حكومة لدينا قرابة 330 نائباً في البرلمان ونحن لن نسمح بتسلط الأقلية على الأكثرية لكن لا يمكن أن نقبل أيضاً بتسلط الأكثرية على الأقلية” .
وأدان أردوغان وجود “متطرفين بينهم متورطون في أعمال إرهابية”، متهماً من دون تسميتها المجموعة التركية المحظورة من اليسار المتطرف (الجبهة الثورية لتحرير الشعب) التي أعلنت في فبراير/شباط مسؤوليتها عن الاعتداء على السفارة الأمريكية في أنقرة . وقال أردوغان إنه تم توقيف سبعة أجانب “متورطين في الاضطرابات” في تركيا . وقال وزير الداخلية التركي معمر غولر لاحقاً انه أفرج عن خمسة من الأشخاص السبعة، وهم فرنسيان وإيرانيان ويوناني وألماني وأمريكي .
وتفادياً لمواجهة مع المتظاهرين دعا نائب رئيس الوزراء حسين جليك مناصري حزب العدالة والتنمية الى عدم التوجه الى المطار لاستقبال أردوغان مساء أمس الخميس . وقال جليك “لا يحتاج رئيس الوزراء لإثبات شعبيته” .
وتراجعت بورصة أسطنبول بنسبة 5% أمس بعد تصريحات أردوغان المتشددة حيال معارضيه .
وقد دخلت الاحتجاجات في تركيا أمس يومها العاشر، وهي متواصلة ضد إزالة متنزه في ساحة تقسيم واستبداله بمركز تجاري في اسطنبول، وتحولت إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة . ويطالب المحتجون باستقالة حكومة أردوغان، فيما امتدت المظاهرات من ساحة تقسيم إلى العديد من المدن والمحافظات التركية .
وأدان الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية تييري روينتان قمع الشرطة التركية للتظاهرات السلمية، ودعا السلطات الى ضبط النفس واحترام حق التظاهر . وأعرب ماركوس لونينغ المكلف ملف حقوق الانسان في الحكومة الألمانية عن الشعور بالصدمة حيال العدد الكبير من الجرحى والموقوفين في مظاهرات تركيا . ودعا الحكومة إلى الافراج عن المعتقلين، والتوقف فوراً عن الاعتداء على المتظاهرين واحترام حقوقهم الأساسية في التجمع وحرية التعبير .(وكالات)