قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن مهاجرين وطالبي لجوء أفارقة في اليمن يتعرضون لانتهاكات جسدية وجنسية في مراكز احتجاز.
وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان إن بعض الموظفين الحكوميين اليمنيين ”عذبوا واغتصبوا وأعدموا مهاجرين وطالبي لجوء من القرن الأفريقي بمركز احتجاز بمدينة عدن الساحلية في جنوب اليمن“ وإن السلطات ”رحلت مهاجرين بشكل جماعي في ظروف خطيرة عبر البحر“.
وذكرت أن وزارة الداخلية اليمنية استجابت لتحقيق أجرته المنظمة بالقول إنها عزلت قائد المركز وبدأت في نقل المهاجرين إلى موقع آخر.
وقالت المنظمة في بيانها مساء الثلاثاء إن المركز يخضع لسيطرة الحكومة اليمنية لكن يتم اعتقال المهاجرين ونقلهم إلى هناك على يد قوات مدعومة من الإمارات العربية المتحدة الشريك الرئيسي في التحالف بقيادة السعودية.
ولم يرد مسؤولون إماراتيون ومسؤولون يمنيون في عدن على طلبات من رويترز للتعقيب.
ويقاتل التحالف الذي يدعمه الغرب جماعة الحوثي في حرب بدأت قبل نحو ثلاث سنوات بهدف إعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى السلطة. وحكومة هادي لها وجود في عدن بينما يعيش هو في السعودية.
وقال بيل فريليك مدير برنامج حقوق اللاجئين في هيومن رايتس ووتش ”اعتدى حراس مركز احتجاز المهاجرين في عدن على الرجال بالضرب الشديد، واغتصبوا النساء والصبية، ورحّلوا المئات عبر البحر في قوارب مكتظة“. ودعا الحكومة إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنه منذ مطلع 2017 جرى احتجاز مئات الإثيوبيين والصوماليين والإريتريين، من مهاجرين وطالبي لجوء ولاجئين، في مركز احتجاز اللاجئين بمديرية البريقة في عدن لكن حتى أبريل نيسان 2018 كان فيه 90 مهاجرا فقط، أغلبهم من إريتريا.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تقرير منفصل يوم الثلاثاء إنها تلقت تقارير عن احتجاز لاجئين وطالبي لجوء ومهاجرين وإساءة معاملتهم وترحيلهم قسرا في اليمن. لكنها لم تحدد أين يحدث ذلك.
وأضافت ”تحدث ناجون إلى المفوضية عن تعرضهم لإطلاق النار والضرب بشكل اعتيادي واغتصاب بالغين وأطفال فضلا عن الإذلال بما يشمل الإجبار على التعري والإجبار على مشاهدة عمليات إعدام دون محاكمة والحرمان من الطعام“.
ودعت المفوضية الأطراف ”من الدول ومن غير الدول“ التي تسيطر فعليا على المراكز التي يتم فيها احتجاز الوافدين الجدد إلى ضمان معاملة المحتجزين بشكل إنساني.
واتهمت هيومن رايتس ووتش جماعة الحوثي التي تسيطر على شمال اليمن باعتقال المهاجرين بشكل تعسفي في ظروف سيئة وعدم إتاحة طلب اللجوء أو تدابير الحماية لهم في مدينة الحديدة الساحلية.
ويخاطر كثير من المهاجرين من بلدان القرن الأفريقي الفقيرة بخوض الرحلة الخطيرة عبر اليمن على أمل العثور على عمل في السعودية وغيرها من دول الخليج العربية الثرية