كشفت مصادر يمنية عن زرع ميليشيات الحوثي مئات الألغام والعبوات الناسفة في مدينة زبيد التاريخية، المدرجة على قائمة التراث العالمي، وسط مخاوف من تنفيذ الانقلابيين تهديداتهم بتدميرها، ضمن سعيهم لطمس هوية وحضارة اليمن العريقة.
وأفاد سكان محليون بأن تهديدات الحوثي تأتي بالتزامن مع اقتراب قوات الجيش اليمني، بدعم من التحالف، في جبهة الساحل الغربي، باتجاه المدينة (على بعد 37 كم فقط منها)، التابعة لمحافظة الحديدة.
وبحسب السكان، فإن زراعة الألغام والعبوات شملت أسوار المدينة التاريخية وجُدُراً مستحدثة حولها، ومن جهة الجرزة طريق التحيتا إلى ملعب الثورة، موضحين أن الميليشيات فرضت حراسات وإجراءات مشددة على الدخول والخروج من المدينة، كما أدخلت إليها معدات عسكرية وأسلحة ثقيلة.
وتعد زبيد، التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "يونسكو" في قائمة التراث العالمي عام 1993، أول مدينة إسلامية بُنيت في اليمن عام 204 للهجرة، بأمر من الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد، كما صنفت في آذار/مارس 1998 ضمن المدن التاريخية العالمية.
وتضم مدينة زبيد القديمة، التي ظلت لقرون درة معمارية ومركزاً للعلوم الاسلامية، حوالي 2400 منزل تقليدي، يتراوح تاريخ بنائها بين 200 إلى 600 سنة، ووصفها المستشرق الفرنسي بول بوننفال بــ"أكسفورد الشرق".
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد دعت في بيان، نهاية شباط/فبراير الماضي، إلى حماية مدينة زبيد واحترام معالمها، كونها مدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي، ومحمية بموجب القانون الإنساني الدولي.
من جهته، أشار رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، ألكسندر فيت، إلى أن وصول القتال إلى أبواب زبيد يثير المخاوف من مصير تراثها الثقافي، مشدداً على ضرورة توخي الحذر وتجنب الأضرار بهذا الموقع الأثري والتاريخي البارز.