منذ الانقلاب على الدولة تنفذ جماعة الحوثي أنشطة طائفية خطيرة تسعى لتقويض الهوية اليمنية والوطنية للمجتمع، والترويج للعنف والكراهية والتمييز العنصري.
ويعمل الحوثي على استغلال المدارس والمساجد للقيام بتلك الفعاليات، ففي محافظة صنعاء اقتحمت مليشياته عشرات المدارس والمساجد وجعلت منها منطلقا لفعالياتها ودوراتها الفكرية.
وفقا لمنظمة شهود للحقوق والحريات، يقوم مشرفي الجماعة بالتردد المستمر على مدارس محافظة صنعاء لاستغلال العملية التعليمية في الترويج لأفكار تخص الجماعة " أفكار ذات نزعة عنصرية تحرض على القتل وإلغاء الآخر ومصادرة حرية وحقوق الناس".
يفعلون ذلك بشكل منظم عبر أحد مشرفيهم في المحافظة "طالب دحان" ومن خلال مشرفيهم بالمديريات الذين عينوهم في المناصب التربوية للسيطرة على المدارس والمراكز التعليمية ومكتب التربية وإدارته، كما يشير تقرير المنظمة.
ويحرص الحوثيون على تكثيف دوراتهم الفكرية الطائفية لتشمل معظم المناطق والمديريات، فخلال شهر واحد -إبريل 2017م- نفذوا 23 حملة ودورة طائفية في المدارس تحرض الأطفال على الالتحاق بجبهات القتال، بحسب التقرير.
الحملات شملت 11 مديرية من أصل 16 مديرية تشكل إجمالي مديريات محافظة صنعاء، واستهدفوا بها طلاب" سنحان، بني حشيش، بلاد الروس، خولان، الحيمة الخارجية، بني مطر، أرحب، همدان، الحيمة الداخلية، ومناخة" وقاموا بتوزيع مطبوعات طائفية على الصغار.
الحوثي سعى أيضا إلى "استغلال المساجد في صنعاء وتحويلها إلى أداة من أدواته في الدعاية والتحريض بهدف طمس معالم الثقاقة الدينية المؤكدة على قيم الحرية والمساواة بين كل الناس، وحرمة الدماء وصيانة الحقوق والممتلكات، والتعايش والسلم" وفقا للتصريح الذي أدلى به رئيس منظمة شهود فايز صالح لـ"الصحوة نت".
وعوضا عن ذلك يقومون "بفرض ثقافة ذات منزع طائفي عنصري، تحرض على قتل الآخر المخالف واعتقاله وتعذيبه وتشريده ومصادرة حقوقه واستباحة ممتلكاته، وتشيع خطاب استعلائي يمجد جريمة التمييز السلالي باسم الدين".
يؤكد فايز صالح أن الحوثيين يقيمون في العديد من مساجد محافظة صنعاء دورات مستمرة تروج لما سبق.
ويذكر أنهم أقاموا إحدى هذه الدورات في 28 مارس 2017م بجامع الرضوان قرية "المساجد_بني مطر" واستمرت 3 أسابيع، بحضور العديد من أطفال القرية وآخرين من خارجها.
كما "أقام الحوثيون في 10 سبتمبر 2017م احتفالات بمناسبة ما يسمونه ب "يوم الولاية" في مسجد حزيز"مديرية سنحان وألقوا محاضرات وخطابات تضمنت أفكارا طائفية فيها تكفير وإساءة لرموز دينية كأم المؤمنين عائشة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما".. وفقا لتأكيد تقرير حقوقي صادر عن منظمة شهود قبل أسبوعين.
وإلى ذلك تقوم جماعة الحوثي بفرض خطباء من عناصرها على المساجد بالقوة وتوزع عليهم خطبا مكتوبة مليئة بالنصوص المضللة والمحرضة على الكراهية والعنف، في حين تمنع المخالفين من الخطابة ومن إقامة صلاة التراويح وتعتدي على المصلين.
ففي 22 يونيو 2017م توجهت 3 أطقم تابعة للحوثيين إلى منطقة" فندخ بني حشيش" واقتحموا مسجدها أثناء صلاة التراويح واختطفوا 15 مواطنا، ومنعوا إقامة الصلاة.
وفي حادثة مشابهة اقتحم مسلحو الحوثي قرية "وقش بني مطر" العام الفائت أثناء أداء صلاة التراويح وأطلقوا النار على المصلين وأصابوا المواطن "عبد المجيد رماح" بجروح بالغة.