هناك مكوناً إقليمياً في النزاعات الداخلية الجنوبية. بصرف النظر عن مدى صحة ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين تحدثت إليهم في عدن يعتقدون أن الإمارات تتحالف مع أشخاص من محافظتي الضالع ولحج ضد خصومهم التاريخيين من أبين، وهي محافظة الرئيس هادي. ثمة تصور بأن قوات الحزام الأمني في عدن تعتمد أكثر مما ينبغي على الأفراد الذين تجندهم من هذه المناطق وأن المجلس الانتقالي الجنوبي، ذي العضوية المتنوعة مناطقياً لا يمثل عدن بالشكل الكافي. آخرون ينكرون بقوة أهمية النزعة المناطقية. في حين أن الانقسامات الحالية ليست نسخة طبق الأصل عن تلك التي سادت في الماضي – حيث كانت مجموعات من محافظتي الضالع ولحج الحاليتين قاتلت في حرب أهلية وحشية دامت عشرة أيام ضد أبين وشبوة في العام 1986 – يبدو فعلاً أن للتاريخ صدى هنا.
- مديرة مشروع شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات، إبريل لونغلي آلي
صمدت هدنة كانون الثاني/يناير، لكن لم تتحقق مصالحة سياسية. بدلاً من ذلك حدثت بلقنة وشلل سياسي. في أجزاء من المدينة، على سبيل المثال قرب وزارة الداخلية، يسيطر أنصار هادي على المنطقة. في أمكنة أخرى، القوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي هي المسيطرة. ثم هناك جيوب في المدينة تسيطر عليها قوات "مقاومة" محلية على مستوى الأحياء تقريباً لعبت دوراً في إخراج الحوثيين ولا تتحالف كلياً مع أي من الفصيلين.
- مديرة مشروع شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات، إبريل لونغلي آلي
ثمة خطر آخر يغذي التوترات. منذ العام 2016، اغتال مهاجمون غير معروفين أكثر من عشرين رجل دين وداعية، معظمهم مرتبطين بحزب الإصلاح الإسلامي السني. لقد حُرق مقر الحزب ويشعر أعضاؤه بأنهم مستهدفين من قبل الأجهزة الأمنية المتحالفة مع الإمارات، والتي تشاطر الإمارات عداءها للحزب.
- مديرة مشروع شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات، إبريل لونغلي آلي
-- عائلات عدن التقليدية، والعديد منها في قطاع الأعمال، طالما شعرت بالإهمال أو سوء المعاملة من قبل الشماليين خلال سنوات حكم صالح ومن قبل مواطنيهم الجنوبيين الريفيين، الذين هيمنوا سياسياً خلال فترة حكم الاشتراكيين قبل العام 1990. يقولون إن التاريخ يكرر نفسه، حيث يتصارع المقاتلون الريفيون ضد بعضهم بعضاً على السلطة في عدن الآن وقد طرد الحوثيون منها. الجيل الشاب في عدن، وكثير منهم حملوا السلاح ضد الحوثيين، لا زالوا مسلحين. بعضهم متحالف مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وبعضهم مع هادي، وهناك البعض لا مع هؤلاء ولا مع أولئك.
- مديرة مشروع شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات، إبريل لونغلي آلي
-- تشعر عدن بأنها مهملة. بعد عامين ونصف العام من مغادرة آخر الحوثيين، لم تحدث عمليات إعادة إعمار تذكر. وليس هناك أية بعثات دبلوماسية عاملة. بدأ العدنيون بالشعور بالاستياء من عدم الاهتمام، من الإمارات العربية المتحدة بوجه خاص، التي يقول السكان إنها تركز بشكل مفرط على الأمن الضيق، خصوصاً على القضايا المتعلقة بمحاربة الإرهاب. في مرحلة ما كان ينظر إلى الإماراتيين على أنهم محررين، أما الآن فبات تعبير "الاحتلال" متداولاً. سمعت الكثير من هذا الحديث حتى من أشخاص لا يساندون حكومة هادي.
- مديرة مشروع شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات، إبريل لونغلي آلي
-- يقابلني شلال جزئياً لأني التقيته قبل عقد من الزمن عندما كان متمرداً جنوبياً لاجئاً يختبئ من حكومة صالح. يقول لي – كما يفعل آخرون في عدن – بأنه يقدّر كثيراً أن مجموعة الأزمات تتعاطف مع محنة الجنوبيين وتعكس ذلك في تقاريرها، حتى لو لم نكن إلى جانبهم سياسياً فيما يتعلق بقضية الانفصال. في العام 2007 تحدث عن حتمية انفصال الجنوب عن الشمال، والآن ها هو مسؤول عن قوة جنوبية مستقلة بحكم الأمر الواقع مدعومة من الإمارات العربية المتحدة. لا يبدو عليه أنه يشعر بالانتصار.
- مديرة مشروع شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات، إبريل لونغلي آلي