الرئيسية - تقارير - في ذكرى ولاية العهد الأولى: محمد بن سلمان.. صناعة التغيير بطموح الشباب وذكاء السياسيين

في ذكرى ولاية العهد الأولى: محمد بن سلمان.. صناعة التغيير بطموح الشباب وذكاء السياسيين

الساعة 06:56 صباحاً (هنا عدن : متابعات )

 


 
عبدالله البارقي
الرياض
 تحل اليوم الذكرى الأولى لتولي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولاية العهد. هذا السياسي الشاب الذي حقق المعادلة الصعبة بحمله لطموح الشباب، وذكاء السياسيين، وحكمة الشيوخ، ولا غرو فقد اكتسب ذلك من مدرسة سلمان الحزم وعياً إدارياً وبُعداً ثقافياً فهو سليل هذه المدرسة الجادة الرصينة.




إن الفكر الذي جاء به الأمير الشاب محمد بن سلمان ذو الـ 32 عاما والذى تجسد في رؤية 2030شكل نوعا من الاندهاش لدى الكثيرين كون المملكة تتحول بشكل سريع ومسئول نحو الانفتاح على الآخرين، وكسر قيود طالما التزمت بها المملكة وعفي عنها الزمن، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، وإشراكها في الحياة العامة والسياسية تلك الأمور وغيرها التي جسدت حرص المملكة العربية السعودية على الاستفادة من كل طاقاتها البشرية للوصول بالبلاد بالشكل الذى ينتظره كل مواطن ومواطنة سعودية.

تحديات وعزيمة لا تلين:

لقد واجه الأمير الشاب كثيرا من التحديات خلال عام وذلك في جانب التغيير، وحيث إن التغيير في أي مجتمع يتطلب الجهد والوقت، فثمة انساق تقليدية كانت لا تقبل التغيير.

صناعة التغيير هي سمة متفوقة لدى الأمير الشاب بحماس متوقد كبير وطموحات تنظر إلى السماء فهو يحمل على عاتقه ملفات كثيرة في الداخل السعودي وفي الخارج الإقليمي والدولي، وفي كلا المسارين ها هو يحصد النجاحات الكثيرة والتي أعادت لمملكة دورها الريادي والقيادي في المنطقتين العربية والإسلامية، بل وتجاوزت ذلك الحضور إلى حضور مؤثر على المستوى الدولي.

ملفات ضخمة:

، فما جاء به الأمير محمد بن سلمان استطاع أن يستحوذ على اهتمام زعماء العالم، لما يتمتع به من أفكار غير تقليدية وجريئة كان لا بد من اتخاذها لتحويل الاعتماد الاقتصادي للدولة من النفط إلى الاستثمار، حيث شملت روية 2030 خططاً شاملة تتمحور حول عدة نقاط أساسية منها إنشاء أضخم صندوق استثمارات بالعالم والخصخصة والصناعات الجديدة والسياحة الدينية وتوفير المزيد من الوظائف.

ورغم كل المتغيرات والتحديات التي تشهدها المنطقة في هذه المرحلة إلا أن نصيب الداخل السعودي من رؤية الأمير الشاب تواصل حضورها في خطوات إصلاحية مستمرة ومتتابعة، فهو صانع تاريخ مرحلة جديدة ويرسم برؤيته واقعا جديدا.

محادثات ناجحة:

لقد أكسبت المحادثات الناجحة التي أجراها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في واشنطن إلى تفاعل إيجابي في أسواق النفط، حيث أن المباحثات كانت ناجحة إلى أقصى درجة في الولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بدعم الاستقرار والتوازن في سوق النفط.

كما أن التعاون الاستثماري بين السعودية والولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار خلال أربع سنوات يمثل طفرة نوعية كبيرة في منظومة التعاون بين كبار منتجي النفط الخام في العالم، خاصة أن هذه الاستثمارات سواء مباشرة أو غير مباشرة ستركز على المجالات الحيوية المتعلقة بتنمية صناعة النفط وفي مقدمتها التكنولوجيا والبنية الأساسية.

يؤكد ذلك ما ساقه مصدر مسؤول في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية وتأكيده بأن السعودية ملتزمة بدعم استقرار الأسواق البترولية لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين، واستدامة النمو في الاقتصاد العالمي.

إصلاح مجلس الأمن:

وحول مجلس الأمن وما قدمه ولي العهد من أثر في السياسة الخارجية حيث أكدت المملكة العربية السعودية الضرورة الملحة للمضي قدماً في عملية إصلاح مجلس الأمن الدولي وتطوير أساليب عمله، داعية الدول الأعضاء إلى التفاعل بشكل خلاق مع الأفكار المطروحة، والإسهام في إيجاد آليات تمكن المجلس من القيام بواجبه حيال الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

500 مليار:

وخلال عام واحد ويوما بعد يوم يواصل الامير محمد بن سلمان كشف المزيد من التفاصيل عن برنامجه الطموح للسعودية في 2030، والتي كان آخر ما كشف عنه هو مشروع "نيوم" والذى سيتم دعمه باستثمارات تصل إلى أكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة، والذى وصف بالمشروع الحلم للمنطقة، والذى يركز بالأساس على مستقبل الطاقة والمياه ، ومستقبل التنقل ومستقبل التقنيات الحيوية والغذاء والعلوم التقنية والرقمية والتصنيع المتطور والإنتاج الإعلامي، والذى يمتد على مساحة 26 ألف و500 كيلو متر مربع في منطقة الشمال الشرقي للملكة العربية السعودية، كما سيشتمل المشروع على أراضي داخل حدود كل من مصر والأرض، ويهدف إلى أن يكون أحد أهم العواصم الاقتصادية والعلمية العالمية.

60 دولة:

وأعلن الأمير محمد بن سلمان عن المشروع أمام 2500 شخصية من 60 دولة بالعاصمة الرياض - المقرر إنشاؤها على أراضي وباستثمارات 3 دول هي "السعودية ومصر والأردن"، حتى جذبت أنظار الشركات العالمية للمساهمة والاستثمار في تلك المدينة التي ستعد أكثر المدن تطورًا حول العالم، حيث أعلن الأمير محمد بن سلمان، أن مشروع "نيوم"، سيطرح في الأسواق مستقبلًا كأول مدينة رأسمالية.

ويتوقع أن تكون مدينة "نيوم"، عاصمة اقتصادية وتجارية وعلمية عالمية، ومن المتوقع أن يتحقق ذلك بالفعل، كون المشروع يقام في منطقة شمال غرب المملكة العربية السعودية، على ساحل البحر الأحمر، الذي يعد الشريان الاقتصادي الأبرز، حيث تمر نحو 10% من حركة التجارة العالمية من خلاله، كما أن الموقع يعد محورا يربط القارات الثلاث آسيا وأوروبا وإفريقيا.

ويتيح المشروع لـ70% من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى، وهذا ما يتيح إمكانية جمع أفضل ما تزخر به مناطق العالم الرئيسية على صعيد المعرفة، والتقنية، والأبحاث، والتعليم، والمعيشة، والعمل، كما سيكون الموقع المدخل الرئيسي لجسر الملك سلمان الذى سيربط بين آسيا وأفريقيا، مما يعزز من مكانته وأهميته الاقتصادية، هذا إلى جانب أنه سيتم بناء منطقة "نيوم" من الصفر على أرض خام، وهذا ما يمنحها فرصا استثنائية تميزها عن بقية المناطق التي نشأت وتطورت عبر مئات السنين.

السياسة المالية:

وشهدت السياسة المالية للمملكة تغيرات كثيرة منذ إعلان الأمير محمد بن سلمان عن «رؤية 2030» وما لحقها من برامج تنفيذية لهذه الرؤية من برنامج التحول الوطني وبرنامج تحقيق التوازن المالي الذي ترافق بدوره مع إعلان المزيد من الآليات لتحقيق التوازن في الميزانية خلال السنوات المقبلة وحتى عام 2020، وكانت هذه الخطوة توجه واضح من قبل المملكة لتعزيز الشفافية، إدراكاً منها لأهمية ذلك في تحقيق الأهداف المنشودة من ترشيد الإنفاق وتنويع الاقتصاد.

ونجحت المملكة في برهنة ذلك خلال عام واحد من رؤية 2030، حيث بدأ العمل سريعاً على إحداث تغيير عميق في إدارة الإنفاق الحكومي، وكانت العلامة الفارقة تأسيس مكتب الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي، الذي راجع مئات المشروعات الحكومية، ووضع اليد على أوجه الهدر فيها، ليحقق لخزينة الدولة وفراً بثمانين مليار ريال في 2016، وسبعة عشر مليار ريال في الأشهر الأولى 2017م.