السعودية دعمت الشعب اليمني بالمليارات والمساعدات الإنسانية فهتف اليمنيون: "شكراً المملكة شكراً سلمان".
- الحوثيون لم يعد أمامهم إلا الانهيار أو الاستسلام وإطلاقهم الصواريخ باتجاه المدن السعودية جريمة.
- المظاهرات الشعبية الحالية في إيران هي للتخلص من "الملالي" ومحاولاتهم الخبيثة لبث الفتنة والعنف.
- "الأباتشي" السعودية والـ"بارجات" البحرية ساعدت على التفوق الكبير في معركة الحديدة وقريباً ستحرر بالكامل.
- معركة الحديدة وصنعاء وصعدة يتم إدارتها من غرفة عمليات واحدة للتحالف ومسنودة بالتفوق العسكري.
- قناة الجزيرة والإعلام القطري يمارسان الحرب الإعلامية.. وهذه أساليب التحالف العربي لرفع معنويات مقاتليه وتوظيف الحقائق.
- ميزان القوة يميل لصالح القوات المسلحة اليمنية بدليل الانهيارات المتتالية للميلشيات الإيرانية في اليمن.
- الإشراف الدولي على مطار الحديدة غير منطقي نظراً لوجود إخفاقات سابقة في الإشراف الأممي على المدن.
أجرى الحوار/ شقران الرشيدي- سبق- القاهرة "هاتفياً": أكد المحلل السياسي اليمني البارز عبدالملك اليوسفي، أن كل المؤشرات على الأرض ومساراتها المستقبلية؛ تؤكد أن الميلشيات الحوثية الانقلابية في اليمن التابعة لإيران في طريقها للانهيار والتفاوض والتسليم قريباً.
وقال "اليوسفي" في حواره مع "سبق": إن الواقع الحالي الذي يتحرك فيه تحالف دعم الشرعية، والقوات المسلحة اليمنية في اليمن؛ هو التسليم غير المشروط للحديدة من جانب الحوثيين.
وأكد أن الأحداث تتحرك في ميزان القوة لصالح القوات المسلحة اليمنية؛ بدليل الانهيارات المتتالية للميلشيات الإيرانية.
وأوضح أن ميناء الحديدة هو بداية النهاية للحوثيين، وأن الأمر لا يتعلق بمسألة قطع لإمداد والتسليح، والشريان الاقتصادي؛ بل تشكيل خزان بشري لمعركة صنعاء القادمة.
ويتناول الحوار عدداً من المحاور السياسية المهمة؛ فإلى التفاصيل.
** ما هو جديد الأوضاع السياسية في منطقتنا هذه الأيام؟ وكيف تصفه؟
ملامح المشهد السياسي في المنطقة تُشكّل في ظل إطار إجماع دولي وإقليمي للتخلص من المشروع الإيراني. واليمن يعد أحد محاور الحرب العربية والإيرانية، والتي ستعود في نهاية الأمر لحضنها العربي بعد تحريرها من براثن الحوثيين. وما يحصل في إيران حالياً من تداعيات ومظاهرات شعبية بدأت تتجدد؛ هو رد فعل على فساد نظام الملالي، وتبديده لثروات الشعب الإيراني، إضافة إلى ما يمارسه نظام الملالي من محاولات خبيثة لبث الفتنة والعنف في المنطقة، وسيقول الشعب الإيراني كلمته ويتخلص من الملالي.
** هل الأحداث القادمة عسكرياً وانتصارات التحالف ستجعل التفاوض مع الحوثيين يكون على الاستسلام؟
الواقع الحالي الذي يتحرك فيه تحالف دعم الشرعية، والقوات المسلحة اليمنية في اليمن؛ هو التسليم غير المشروط لكامل الحديدة من جانب الحوثين، والأحداث تتحرك في ميزان القوة لصالح القوات المسلحة اليمنية؛ بدليل الانهيارات المتتالية للميلشيات الإيرانية التي سوف تؤدي في النهاية للاستسلام والتفاوض.
** فيما يتعلق بمعركة الحديدة؛ كيف استطاع التحالف العربي السيطرة على أهم محاورها، وما هي الخطوة القادمة؟
ميناء الحديدة هو بداية النهاية للحوثيين، والأمر لا يتعلق بمسألة قطع الإمداد، والتسليح، والشريان الاقتصادي؛ ولكن يمتد لمناطق مرتبطة جغرافياً بها؛ لأن طرق الوصول إليها لا يكون إلا عبر الحديدة، والوصول إليها سوف يشكل خزاناً بشرياً لمعركة صنعاء، وهناك مسلك عبر منطقة "واصب"، و"السافل"، و"واصب العالي" ثم "العتمة"، بما تتمتع به هذه المناطق من ثقل سكني كبير خاصة في المحاميد. والانتصار في الحديدة هو تحضير لمعركة صنعاء، والطريق لصنعاء عبر التاريخ يكون من الجنوب؛ لأن ذلك سوف يجعل فاتورة المدنيين أخف؛ وفقاً للقائم بأعمال وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدسي؛ فإن صنعاء لن تسقط إلا عبر الجنوب، بالإضافة لشمالها وشرقها.
** تتزامن معركة الحديدة مع معركة أخرى للتحالف العربي في صعدة؛ فما هي ملامحها وتداعياتها؟
معركة الحديدة وصنعاء وصعدة وغيرها، يتم إدارتها من غرفة عمليات واحدة مسنودة بالتفوق العسكري، وسوف تؤدي في المحصلة النهائية للنصر على الحوثيين. والتحالف العربي استطاع تحرير مطار الحديدة في 72 ساعة بفضل العمليات القتالية التي يتميز بها المقاتلون الذين جاءوا من الجنوب حتى الوصول لتحرير مطار الحديدة بجهود ألوية العمالقة، والصبوحة، ويافع المسنودة بنخبة من قوات الحرس الجمهوري التي شكّلها الرئيس اليمني السابق عبدالله صالح، وقادها نجله العميد طارق عبدالله صالح، بالإضافة للمقاومة التهامية، وقبائل الحديدة مثل الزنايق، ورجالها شديدي البأس.
** إلى أي مدى يعد انتصار التحالف في الحديدة بداية لنهاية الحوثيين في اليمن؟
من بين أهم أسباب التحرير في الحديدة، التفوق في الأسلحة وتنوعها، بالإضافة للحماية والتفوق الجوي باستخدام الطيران العمودي، وطائرات "الترنس" و"الأباتشي" السعودية؛ فضلاً عن وجود عمليات إسناد بحري بـ"بارجات" بحرية ساعدت على التفوق الكبير في المعركة. ومعركة المطار هي مقدمة لمعركة أخرى لاستكمال مشروع ميناء الحديدة، ومدينة الحديدة، وترتيبات تحييد المدنيين، ومراعاة فاتورة الدم، والفاتورة الإنسانية؛ إلا أنه في النهاية سيتم تحرير الحديدة بالكامل.
** ما رأيك بما يُطرح حالياً عن أهمية إشراف أممي على ميناء الحديدة؟
الإشراف الدولي على مطار الحديدة غير منطقي؛ نظراً لوجود إخفاقات سابقة في الإشراف الأممي على المدن؛ خاصة أن الأمم المتحدة لم يسبق لها الإشراف الأممي على موانئ، بالإضافة إلى أن اليمن دولة ذات سيادة يسلم لها الحديدة وغيرها من المدن اليمنية.
** هل من يربح الحرب الإعلامية "البروبجاندا" يربح الحرب السياسية والعسكرية؟
الوقائع على الأرض هي من تصنع الحرب الإعلامية، والعصابات الحوثية والنظام الإيراني ومن سار في فلكه مثل قناة الجزيرة، والإعلام القطري عموماً، تمارس في هذا الصدد الكذب المموج؛ حتى لو كانت هناك معلومة حقيقية تصبح غير مصدقة منهم، والتحالف العربي يقوم في سياق العمليات العسكرية النفسية باستهداف المقاتلين لرفع معنوياتهم والعمل على توظيف الحقائق.
** إطلاق الصواريخ الباليستية الحوثية، واستهداف المدنيين في السعودية، هل يدل على الإفلاس السياسي والعسكري؟
جريمة إطلاق الحوثيين للصواريخ الباليستية على المدنيين بالمملكة، هو استهداف لسيادة دولة ذات سيادة؛ مما يجعل كل الخيارات للمملكة متاحة؛ سواء عبر القانون الدولي أو المؤسسات الأممية أو التحرك العسكري بشكل منفرد، ويمنحها في الوقت نفسه موقفاً للتصدى للمد الإيراني في المنطقة؛ حتى لو اضطرت المملكة لتوجيه ضربة عسكرية ضد طهران، وهذا كفيل بمنح غطاء أخلاقي لأى تحرك ضد إيران.
** قلت: "مليشيا الحوثي ليس أمامها الآن سوى الاستسلام أو الهروب"؛ فهل هو بسبب اليأس أم انهيار داخلي؟
كل المؤشرات على الأرض ومساراتها المستقبلية؛ تؤكد أن الميلشيات الحوثية الانقلابية التابعة لإيران في طريقها للانهيار والتفاوض على التسليم والاستلام.
** إلى أي مدى كان للدعم السعودي للشعب اليمني دور في منع وضع كارثي في اليمن؟
الدعم السعودي الكريم لليمن يتواصل؛ فقد تم تعطيل حسّابة المصالح، وتشغيل حسابة عطفة الأهل، والرابط التاريخي الذي يربط الشعبين السعودي واليمني بسبب الحكمة التي تميز قيادة المملكة؛ بدليل الدعم السخي لليمن على امتداد العقود الأخيرة، ومن السبعينيات حتى اليوم؛ وذلك من خلال عمليات الإسناد المتواصل؛ ففي عاميْ 2013 و2014 دعمت السعودية اليمن بـ7 مليارات و200 مليون دولار ساعدت في دعم الاقتصاد ودفع رواتب العاملين بالدولة، كما دعمت المملكة بمبلغ 10مليارات دولار منذ بداية الحرب؛ وذلك غير فاتورة الحرب والعمليات العسكرية؛ ولذلك نقول للملك سلمان: "شكر شكراً سلمان، شكراً مملكة الخير".. كذلك كانت تصريحات قيادات التحالف العربي؛ خاصة في المملكة العربية السعودية؛ تؤكد أن الحرب ليست الهدف؛ بل إدارة للتحول السياسي لانتشال اليمن من الوضع الحالي الذي سوف يفضي للتنمية، وتحويلها من مصدر للتهديد لتواجد الميلشيات الحوثية، لتكون قاعدة لدولة عربية في محيطها العربي بمستقبل تنموي بدعم دول الخليج خاصة السعودية واليمن. ولقد قلت في تصريحات سابقة لقناة "الإخبارية" إبان حفل تنصيب الملك سلمان: يجب أن يكون للمملكة بقيادة خادم الحرمين دور تاريخي في اليمن، حتى قبل دخول قوات التحالف الحرب ضد الحوثيين.