الرئيسية - تقارير - نازحين الحديدة حكايات مهجورة تهاوت تحت ضربات الرصاص! "مذكرات نازح" !

نازحين الحديدة حكايات مهجورة تهاوت تحت ضربات الرصاص! "مذكرات نازح" !

الساعة 01:50 صباحاً (هناعدن: خاص)

يكتبها ويعدها /جلال الصمدي

"كاتب يبحث عن وطن بين السطور". 
 اليمن_عدن
11/7/2018م



ذات صباح يوم حار هنا وفي العاصمة عدن حملتني قدماي على الطريق المؤدي إلى مديرية البريقة وبمجرد نزولنا من السيارة وعلى مقربة من ذلك الطريق الترابي تظهر لك ثورة أخرى مختلفة كليا ًعن الثورة في كل البلاد.

فأول ما تشاهده عيناك منازل مبنية من الأسمنت "البلك" أنت إذن في منطقة الفارسي 
واحدة من الحارات التابعة لمديرية البريقة  
اقتربت أكثر فأكثر حيث يوجد ضيوف  "نازحين" الحديدة فالمشهد يدب الرعب في قلوب مشاهديه والمعاناة سوف تشرح لك عن إجرام لم يتعرض له شعب في التاريخ  .

هنا وبجانب منزل اتخذه الشيخ سكن له ولعائلته التي فرت من جحيم الحرب  جلس هذا الكهل الذي تجاوز الستين واشتعل رأسه شيبا وتساقطت أسنانه وهنا وتغضن وجهه هما رث الهندام زري الهيئة مشتت الأفكار لا يكاد يتكلم صمت قليلا متأملا عينيه المتورمتين وهي تحمل في أفقها حكاية مهجورة كان يتمتم ويقول:  أنا القتيل المفجوع بغربتي هنا وفي كل الألوان أحمل وطنا وذكري أسكن اللحظات العامرة بعهر مدينة ثملة أحلامي الكبري تحت ضربات الرصاص. 

الساعات تطوي بعضها والصمت يلف المكان دقائق فوجئت بعدها بصوت متحشرج يرتفع قليلا فقدت أبي ثم فقدت أمي حين عانيت من الجوع والمرض ولم يكن الجوع ألد أعدائي فدائما كنت أجد في صناديق القمامة ما يسد جوعي ثم لاح بخاطري فجأة جسمه العاري النحيل الهزيل ربما يتضور جوعا وقد جاء إلى دارنا استجداء لبعض الطعام. 

قطعت شرودي فتاة صغيرة وقالت: يا أنت يا جلال ما الذي اتي بك قلت:لها وسألتها أين المطار "مطار الحديدة مهبط المسافرين وملتقي المغتربين قالت : المطار وما أدراك ما "المطار " لقد تحول إلى خراب ودمار يا جلال! لم يبقي منه شيء ، لقد فعلوا به أكثر مما فعله المغول بعاصمة " الرشيد "، جعلوه مسرح للقذائف ومزرعة للالغام تلك هي عروس البحر الأحمر "الحديدة" التي هام بها قلبي ، آه يا جلال من يطفئ عليها عروس البحر تلك النار من يلبسها غير ثيابها  الملطخه بالرصاص،من ينتشلها من لعلعات البنادق ولحن المدافع،من غيرهم حماه الديار والدين والعقيدة.
 
كل تلك الصور ترافقها لعنات المارة على ذلك الطريق فماذا بعد إيها الساسة! 
ماذا بعد يا تجار الحروب !
ماذا بعد يا تجار الموت والرصاص والأوطان !
بربكم ايها الساسة خذوا رصاصكم  ومصالحكم وأعيدوا لنا بيوتنا ودعونا نرمم ونعيد ونصلح الضرر الذي اصاب وطننا ،، لعلنا نستطيع أن نتخلص من عقدكم وامراضكم.