طوال تاريخ المملكة العربية السعودية احتفظت بسجل عاطر. تنوعت فيه سياسات ملوكها منذ عهد المؤسس –طيب الله ثراه- مروراً بملوكها حتى الآن.
غير أن تلك السياسات كلها لم تخرج عن مبادئ أساسية كان أولها: أولوية الشعب في قلب القيادة. وثانيها: مواجهة التحديات بما تقتضيها. وثالثها: طموح بلا حدود. وطبعاً كلها تدور في فلك واسع عنوانه الشريعة الإسلامية الغراء.
ثلاثية الحكمة السعودية التي دحرت كل التحديات يمكن أن نلاحظها في ثلاث مقولات: أولها للملك عبد العزيز غفر الله له عندما قال: "يعلم الله أن كل جارحة من جوارح هذا الشعب تؤلمني وكل شعرة منه يمسها أذى يؤذيني"، وثانيها مقولة الملك سلمان حفظه الله: "إننا نعيش في مرحلة تفرض الكثير من التحديات، مما يتطلب نظرة موضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد، وهو تطوير يجب أن يكون مبنياً على الدراسة والأسس العلمية الصحيحة"، وصولاً لمقولة مهندس المرحلة صاحب السمو الملكي ولي العهد –وفقه الله- الأمير محمد بن سلمان: "طموحنا عنان السماء".
السعودية في قلب التحديات.. نعم ودائماً. ولكنها بنفس القدر وأكثر بقيت هي الراسخ الثابت ومن حولها المتغير المتحرك، بفضل الله عز وجل ثم بقيادة مستنيرة وشعب عظيم.
اليوم تقف السعودية شامخة كما هي دائماً، نعم لديها إصلاحات جذرية، تتخذ قرارات صعبة، تدخر بدائل قد تكون أقسى أو أقل، لكنها لا تهاب المستقبل: بنفس العزيمة والثقة التي تكتحل بها قلوب جنودها البواسل على حدودها، ورجال أمنها السواهر في داخلها.
نعم.. لنا الفخر.. ولنا الاعتزاز.. بوطن السلام الذي أصبح رقماً عالمياً صعباً، بعدما تماهت سياسته مع مستجدات المرحلة فجاءت سياسة حكيمة حازمة لتحفظ للسعودية صورتها فوق كل المحاولات المتقزمة للنيل منها.
عام استثنائي في كل منجزاته، سجلت فيه المملكة حضوراً إقليمياً وعالمياً، تماماً كما عملت في الشأن الداخلي على تغييرات لم يتوقع أن تتم قبل مضي عقود في سياقها الزمني المتعارف عليه عادة.
إن يوم الوطن لم يعد فقط ذكرى خالدة للتأسيس والجهود السابقة، بل إن مسؤولية كل من يقوم على تربية الجيل أصبحت أكبر نحو ذلك، وتقتضي أن تنقل للأجيال الرسالة العظيمة لهذا اليوم وهي أن الوطن بحاجة أكبر لتكاتف أبنائه وتلاحمهم حول قيادته في خضم الأحداث المتنامية يوماً بعد يوم، وإن هذا هو أكبر وفاء لتاريخه العظيم.
للمجد والعلياء وكلنا فخر.. حفظ الله مليكنا، وولي عهده، وجنوداً بواسل، وشعباً كريماً نبيلاً.