توفي اليوم في المستشفى العسكري في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الزعيم السوداني الكبير المشير عبدالرحمن سوار الذهب الذي تولى رئاسة السودان لعام واحد بعد انتفاضة أبريل في السودان عام ????م.
كان رحمه الله إنساناً نبيلاً بكل ما تعنيه الكلمة، جمع بين الطيبة والحكمة والشهامة وجميع مكارم الأخلاق . كان مؤمناً نقيّاً متواضعاً ، أنزل الله عليه السكينة بكل تجلياتها فنشرها بين الناس حيثما حل ورحل.
سيسجل التاريخ أنه أول زعيم مسلم بعد الخلفاء الخمسة الراشدين زهد في السلطة ولم تغلبه شهواتها، وأول زعيم مسلم آثر التفرغ للعمل لدار القرار زهداً في دار الغرور، فقد نذر نفسه بعد تسليمه السلطة لحكومة منتخبة للدعوة وأعمال الخير ، وتولى رئاسة مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية التي من أهدافها
نشر الإسلام، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، ودعم المحتاجين وإغاثة المتضررين ، إلى جانب تشجيع المبادرات المحلية في التنمية والبناء.
التقيت به أول مرة قبل ما يقرب من ثلاثين عاماً ، وتوطدت علاقتي به وشرفني في منزلي بالرياض أكثر من مرة ، وأظن أنني أول من قدمه في أواخر الثمانينات بعد توليه رئاسة منظمة الدعوة الإسلامية إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما كان ولياً للعهد - وكان معجباً به أيما إعجاب، وللملك سلمان حفظه الله عندما كان أميراً للرياض وقد أحبه حباً جماً.
تجسدت فيه رحمه الله أجمل خصال السودانيين من الطيبة والأصالة والشهامة والكرم . كان حييّاً سمحاً ليّن الجانب رقيق العبارة يصعب تصور أنه أمضى معظم عمره في المجال العسكري. ولذلك فإنه لم يكن سواراً وإنما كان تاجاً من ذهب رحمه الله.
أحسن الله عزاء السودان وعزاءنا وعزاء الأمة فيه ، وتغمده بواسع كرمه وفضله وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون.
د. أحمد بن عثمان التويجري
الخميس 9 صفر 1440 هـ