محافظة لحج على مر السنين والتاريخ لديها ما يميزها ولقد ذاع صيطها بالعديد من الجوانب المجتمعية على مستوى محافظات اليمن وكذلك شبه الجزيرة العربية .
الفن ، والأدب ، والشعر ، والزراعة ، والحكم ، وغير ذلك جميعها وضعت علامة بارزة لمحافظة لحج ، وكذلك صناعة الحلويات اللحجية بأنواع عديدة ومختلفة مما أكسبها شهرة جعل الناس يأتون لشراء الحلوى من مختلف محافظة لحج وعدن وبقية المحافظات .
” الحلوى البيضاء ، الحلوى القوي ، الحلوى الواطي الرطبه ، الحلوى المخاوى ، الحلوى الصابوني والهريسه باللوز ، والسمسمية والملبس وحلاوة مكة ” الطحينية ” والمكركر ، والمشبك الوهطي والقرمش وغير ذلك .
الشخصية الاجتماعية والمتتبع للتاريخ اللحجي الأستاذ / محسن كرد تحدث *لكريتر نت* عن اشهر صانعي الحلوى اللحجية وهم ” أحمد المداوي والزريقي ولصور وشاكر وغنم وأحمد قائد وعبدالله خضر والخديوي رحمة الله عليهم جميعآ ، كانت حلوى لحج زمان لها طعم لذيذ ومذاق خاص وكانت تطبخ من زيت السمسم وهو الذي يسموه اللحوج “بالسليط الحالي ” وليس مثل ما يحدث حاليا تصنع من زيت عادي والناس مع الظهيرة زمان تراهم طابور امام محلات الحلوى الشهيرة منها حلويات الزريقي والمداوي .
(( *المداوي …وال شاكر* ))
وقال كرد بأن لحج ظلت محافظة على شهرتها في صناعة الحلوى وصانع الحلوى أحمد المداوي رحمة الله عليه كان من أشهر صانعي الحلوى اللحجية وكان رجل خير ويده ممدوده للمحتاجين ويعتبر كذلك من الشخصيات الوطنية النضالية في لحج التي كانت تدعم نضالات جبهة التحرير ضد المستعمر البريطاني ، كذلك ناصر علي شاكر يعتبر من أشهر صانعي الحلوى بلحج كان بالأول يعمل بالمجال التجاري ببيع الأقمشة ولكن تحول إلى صناعة وبيع الحلوى وفتح محلايه سميت (محلايه شاكر) في الشارع الرئيسي بحوطة لحج ، وكان لحلويات شاكر زبائن من مختلف مناطق لحج والمناطق المجاوره من ردفان والحواشب وكرش والضالع ويافع والصبيحة وتجد السيارات محمله بزنابيل الحلوى ، إلى جانب ذلك كان ناصر شاكر حسن المظهر والهندام يستقبل زبائنه وهو يرتدي الزي العبدلي من شميز وعمامة عبدلية ومعوز سعيدوني واحيانا الكوفيه اللحجية والزنجباريه لا تفارق رأسه ، وكان رجل متواضع ومخلص بمهنته وعمله .
كان السلطان عبدالكريم فضل العبدلي يملك 12 معصره للسليط الجلجل في سوق المحداده وكانت قديما هذه المعاصر تزود مدينة الحوطة وقرأها بالسليط الحالي مثل ما يسميه سكان لحج وكانت هذه المعاصر تزود محلات الحلوى بالزيت التي كانت تطبخ منه الحلوى والتي اعطتها مذاق ورائح تجذب الزبائن .
(( *الفن …والحلوى* ))
الفنان أحمد فضل وهو حاليا مدير مكتب الثقافة بمحافظة لحج قال : التطرق لموضوع يخص حلويات لحج أو الحلاوى اللحجي موضوع شيق ويبرز عراقة لحج في اهم ميزه تميزت بها منذ الازل مثل ما اشتهرت وذاع صيتها في الكثير من الامور والابداعات .
لازلنا نذكر بعض من أسماء ممن كانو يجيدون طباخة وبيع اجود الحلويات اللحجية كالزريقي والخديوي والمداوي ولصور وغيرهم وقد حرص وتهافت الزبائن منذ القدم من عدة مناطق ومحافظات قريبة وبعيده عن لحج على شراء الحلاوى اللحجي بافضل ماكانت ولازالت تقدم كهدايا من لحج بالإضافة للفل والكاذي والمشموم .
وأشار الفنان أحمد فضل في سياق حديثه بأستخدم العديد من شعراء لحج للحلوى اللحجية في العديد من روائعهم الغنائية واستمتاع المطربون بالترديد في غناءهم عن الحلوى .
ونذكر لكم بعض من قصائد الشاعر الامير احمد فضل العبدلي الملقب ” بالقمندان” ومنها :
بابجلس على بابك باقرمش وبامضروب قرمش حل من شافه سعبب سيل السعبوب.
تتكون الحلوى من مكونات بسيطة سكر ونشأ مضافا اليها الماء والهيل والقرنفل والزيت الجلجل “قديمآ” وحاليا الزيت العادي وبعض الاضافات حسب الطلب والذوق .
*بايقــــع من بروده يوم هبهوب … ذي تحبّـــه حَبـوب..*
*فت لك في الهوى قرمش ومضروب ..*
الحجة قدرية عبيد قالت الحلوى اللحجية كانت شي اساسي كحلايه بعد الغذاء وكنا نشتري زنابيل من مختلف انواع الحلوى ، حاليا تغير الوضع نتذوق الحلوى بالإسبوع مرة واحدة وعاده اذا اشتهيناها لارتفاع سعرها بسبب ارتفاع الاسعار والمعيشة الصعبة التي أصبحت تثقل كاهل المواطن اللحجي .
ما بين الزمان القديم والوضع الحالي تبقى الحلاوى بأنواعها المختلفة شيء يميز لحج إلى جانب تاريخها الذي يعاني من الاهمال ومهدد بالضياع والاندثار من قبل أشخاص لا يقيمون للتراث والتاريخ اي معنى .