�م يكن في حسبان معلم الرياضيات في صنعاء "أحمد مفتاح – 35 سنة"، أن ينتهي به الحال الى العمل على أرصفة شوارع العاصمة صنعاء برفقه أطفاله وامتهان ترقيع أحذية المارة ليسدد ديونه لمالك البقالة والمخبز.
مأساة المعلم أحمد لم تتوقف عند امتهان ترقيع الأحذية لتوفير الحد الأدنى من متطلبات المعيشة، بل اضطر مؤخراً تحت ضغط الالتزامات والظروف المعيشية الصعبة لبيع إحدى كليتيه، بعد ثلاثة أعوام من ايقاف مليشيات الحوثي مرتباته وآلاف المعلمين وموظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ولجأ مفتاح وأفراد عائلته الخمسة للعيش في "دكان صغير" وفي ظروف قاسية يتجرعون مرارة الحرمان وقسوة البرد بعد إن طردهم مؤجر المنزل، نتيجة تراكم الايجارات وبيع آثاث منزله.
يقول أحمد: نحن معلمي المجتمع ودعامة رقيه وتقدمه يخرج من بين أيدينا الرئيس والعالم والمفكر والطيار والمهندس، يلقى المعلم في العالم الاحترام ويرقى لأعلى المراتب؛ ونحن هنا نتعرض للذل والحرمان والإهانة.
موضحاً إن عودة الحياة الكريمة له واسرته مرهون بصرف مرتباته المنهوبة من قبل المليشيات الحوثية، مشيراً الى أن استمرار انقطاع المرتبات حول حياته الى جحيم خاصة مع انعدام مصادر الدخل الاخرى.
وأشار الى أنه علق قليلاً من الأمل على صرف المنحة المقدمة للمعلمين عبر اليونيسيف والمقدرة بـ (50) دولار شهرياً لتخفيف بعض معاناته، إلا أن مليشيات الحوثي أوقفت صرفها وتسعى لنهبها.
وتنطبق معاناة المعلم أحمد مفتاح على الآلاف من زملائه في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، حيث دفعت الأوضاع المعيشية الصعبة بأحد المعلمين قبل نحو اسبوعين، للانتحار برمي نفسه من أعلى برج الأطباء بصنعاء.
وعلى مدى ثلاثة أسابيع تواصل إضراباً مفتوحاً لمعلمي صنعاء عن التدريس احتجاجاً على استمرار ايقاف مرتباتهم وتدهور الوضع المعيشي لهم وعوائلهم.
ويعيش آلاف المعلمين وموظفي الدولة في صنعاء أوضاعاً معيشية مزرية بعد مايقارب الثلاثة أعوام من نهب مليشيات الحوثي لمرتباتهم، وعرقلتها مؤخراً صرف المنحة السعودية الاماراتية للمعلمين عبر منظمة اليونيسيف.