د. أحمد عبيد بن دغر
كيف سنواجه أبناء حجور غداً لو تمكن منهم العدو؟
23فبراير 2019 م
ليس هناك انتصار يمكن صناعته في المعارك الوطنية ضد الأعداء دفعة واحدة ودون تراكمات. الانتصار الكبير هو في حصيلته النهائية مجموع ما يتحقق من انتصار متفرقة متعددة أقل من شاملة وأكبر من مجرد اشتباك في هذه الجبهة أو تلك. هذا هو حال كل المعارك الكبرى في التاريخ، وهذا هو حالنا في اليمن.
حجور معركة أقل من شاملة ولكنها أكبر من مجرد اشتباك عابر، هذه المعركة تخوضها مجموعة مديريات ما عرف اليوم بمنطقة أو قبائل حجور، ويشترك فيها عشرات الآلاف من المقاتلين البواسل دفاعاً عن قيم الجمهورية والوحدة، ودفاعاً عن الأرض وعن العرض. لقد طفح الكيل لدى أبناء حجور من عنصرية هذه الفئة الباغية من المتمردين الطعاة العنصريين الحوثيين.
حجور انتفاضة ومعركة مسلحة حقيقية في قلب منطقة العدو وفي عقر داره وعلى بعد كيلومترات من بيت الإفتراء والكذب ومركز السلالة العنصرية، حجور تضحي من أجلنا جميعاً لاستعادة الكرامة والشرف والدفاع عن قيم الحرية والعدالة والمساواة والعدل، حجور تقاتل الجهل والخرافة وأكاذيب أئمة المذهب القتلة الموتررين، وهي تواجه بدرجات علياء من التضحية مخططات الأعداء في المنطقة، الذين يكيدون لنا ولأهلنا في الجزيرة العربية وإن بدا لبعضهم غير ذلك.
إن انتفاضة حجور رافد آخر من روافد معركة تخوضها القوى الوطنية من صعدة مروراً بالجوف ومأرب والبيضاء وشبوة وأبين وإب ولحج وتعز وحتى الحديدة. وعلينا النظر لانتفاضة حجور كمعركة وجبهة لها أولوية في أولوياتنا في اللحظة الاستراتيجية والعسكرية واللوجستية الراهنة من سير معركة التحرير المسنودة بعاصفة الحزم وموقف العرب كل العرب. وحدة الموقف إزاء حجور كوحدة الموقف إزاء كل الجبهات، فرض عين على كل يمني من صعدة إلى عدن ومن المهرة حتى تعز والحديدة اللتان تنزفان في معركة البقاء.
حجور عنوان للوفاء لقيم سبتمبر وأكتوبر ومايو العظيم الذي تخلى عنها البعض ويدافع عنها البعض دونما نكوص، حجور هي محاولة من ألأوفياء من أبناء وأحفاذ الثورة اليمنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الآوان، فإن كسرت انتفاضة حجور وخذل رجالها وشيوخها الأبطال فسنخسر نحن في الشرعية، ونحن في التحالف معركة كان يمكن الانتصار فيها. هنا علينا واجب الشكر للتحالف ولقيادته الحكيمة لكل مساعدة قدمت لحجور الإنتفاضة وحجور المقاومة.
نصرة حجور ودعم انتفاضتها الباسلة ورجالها وقادتها هي اليوم واجب، المحبين ليمن المستقبل ولمشروعه الحضاري الجديد، الكفيل بإنهاء الحرب، وإعادة البناء، هي مرحلة في الصراع مع أعداء اليمن وأعداء العرب، وهي معركة استعادة الدولة ونصرة الشرعية وخطوة في مشوار معركة الأمن الإقليمي العربي. وهي بكل تأكيد أشرف وأجل من كل المعارك الخفية التي نديرها فيما بيننا.
لنجرب خططاً أخرى في إدارة المعركة فإن عدم إدراك الأهمية العسكرية لانتفاضة حجور او ما بعده علينا وليس لنا، يجب ألا نتخلف عن إسناد حجور عسكرياً ومادياً ومعنويا كما أسندنا ودعمنا جبهاتنا الأخرى، فإن تخلفنا عن دعم حجور وأبطالها حقق العدو نصراً جديداً، وسيخرج الإيرانيون غداً ليتباهو بصلابة الجبهة الداخلية للحوثة. واعتبارهم أمراً واقعاً على العالم أن يعترف به.
واعتراف كهذا ممن يسعون له في منابر متعددة وعنصريات متحفزة -إن حدث- لا ينهي المعركة في اليمن ولن يحقق نصراً للحوثيبن وإيران ولكنه يكلفنا نحن اليمنيين ونحن في التحالف العربي بقيادة المملكة والعرب جميعاً دماء وأموال وممتلكات وإمكانيات أكثر في معركة التحرير واستعادة وطن، ويحملنا مالا طاقة لنا دولياً.