*
تسنيم صالح/ – خاص
في اليوم العالمي للمرأة رُصدت أرقام الجريمة ضد المرأة اليمنية في ظل انقلاب مليشاوي يهتك كل الحرمات منذ أربعة أعوام دون رادع قانوني أو إنساني ،ففي الأشهر الأخيرة من العام المنصرم تعرضت المرأة اليمنية لجملة من الانتهاكات التي تمس ذاتها إضافة إلى الانتهاكات التي تعرض لها عائل الأسرة.
القتل المتعمد
تعرضت المرأة اليمنية للقتل والقنص والاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب والاعتداء الجسدي, إضافة إلى اختطاف وقتل وتعذيب عائلها بل وانتهكت حقوقها في التعليم والوظيفة العامة والخاصة كل هذا من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية.
منظمة "سام للحقوق والحريات"مقرها في (جنيف) قالت: إنّ عدد اليمنيات اللاتي قُتلن خلال الفترة من 2014-2018 م بلغ" 807"امرأة ، سقط العدد الأكبر منهن في مدينة "تعز "فيما أصيبت "1633"وكان العدد الأكبر من الإصابات بفعل هجمات مليشيا الحوثي المسلحة.
وقال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات "توفيق الحميدي " إن اليوم العالمي للمرأة مناسبة عظيمة للالتفات للمرأة خاصة في مناطق الصراع والتي غالبا ما يختفي صوتها خلف دخان الحرب ويختلط أنينها ووجعها بأنين ووجع الضحايا بشكل مباشر أو غير مباشر و أن المرأة اليمنية تخوض معركة البقاء قبل معركة التحرير بعد اختطاف الزوج أو ذهابه إلى جبهات القتال للدفاع عن الشرعية واستعادة الدولة.
وأضاف" الحميدي" أن هناك نتائج صادمة رغم كثرة الاتفاقيات التي تهتم بالمرأة لم تصل إليها حتى عدسات الكاميرا فهناك نساء سقط أجنتهن جراء الحروب ونساء أخريات فجرت بيوتهن في الأرياف ويعشن عذاب طويل، وهناك نساء انخرطن في أسواق عمل غير أمنه ويعانين من تسرب أطفالهن من المدارس وتجنيدهم ومع ذلك ستجد أن المرأة باليمن قوية جدا ساهمت سابقا في ثورة الـ11 من فبراير بصورة ملفته جداُ وأصبحت اليوم هي الأقوى في ساحات الحرب.
وأكد الحميدي أن منظمة "سام للحقوق والحريات" أصدرت تقارير ولكنها ليست شاملة وستنشر مستقبلا تقارير مفصلة لتنقل صورة اقرب للواقع وترصد الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في تقارير قادمة.
الاختطاف والإخفاء
في الآونة الأخيرة تطور أسلوب الجريمة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الانقلابية حيث تمارس اختطاف النساء من المقاهي والشوارع والجامعات، كما تترصد للناشطات والحقوقيات.
وفي سابقة خطيرة تواصل المليشيات الانقلابية إخفاء المواطنة "إيمان البشيري" بعد اختطافها في منطقة بيت معياد وسط العاصمة صنعاء على خلفية مشادات كلامية مع احد مشرفي المليشيات بالمنطقة، وبعد شهر من الإخفاء اعترفت المليشيات أنها مختطفة في إدارة البحث الجنائي بمنطقة مذبح الخاضعة لسيطرتها.
وقالت إحدى نساء الحي لــ"العاصمة أونلاين" أن المختطفة "ايمان" فتاة عادية تهتم بخدمة الفقراء بالحي، لا تقبل الظلم الواقع على الآخرين وتدخل في مشادات كلامية رفضا لظلم ومناصرة لحق.
مصادر اعلامية تحدثت أن مليشيات الحوثي تمارس الابتزاز على أسرة "البشيري" وتطالبهم بدفع مليون ريال مقابل الإفراج عن ابنتهم المختطفة منذ شهر.
في السياق قام مشرف المليشيات الانقلابية "علي القرشي" باختطاف شقيقتين لشاب "ماجد الزراري" لتجبره على تسليم نفسه ولما سلم نفسه أعدمته واستمرت باختطاف شقيقتيه وتفجير منزله بمحافظة تعز .
تجنيد أطفالهن
تجنيد الأطفال والتسرب من المدرسة هاجسان آخران يلاحق المرأة اليمنية وتعاني منه في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، حيث تقوم المليشيا بالتجنيد الإجباري للأطفال مستخدمة القوة والإرهاب، كما تعاني المرأة من تسرب اطفالها من المدرسة وأصبح هاجسا يؤرقها وتعاني منه.
كثير من النساء تضطر لتهريب أطفالها من مناطق سيطرة المليشيا خوفاً من تجنيده, مصادر ذكرت لــ"العاصمة أونلاين" أن امرأة استطاعت انتزاع ولدها من إحدى مقرات مليشيا الحوثي بعد أن ظلت تصرخ طوال الليل أمام المركز.
وأضافت أن المرأة تشاجرت مع عناصر المليشيا حتى أجبرتهم على إخراجه وانتزاعه منهم, بعد إنكارهم لوجوده.
صراع آخر تخوضه المرأة بحثاً عن أبنائها وسط العاصمة صنعاء, شهود عيان أكدوا لـ"لعاصمة أونلاين" أن نساء يتظاهرن أمام سجن مسيك للمطالبة بأطفالهن، تحت سن الخامسة عشر, الذين اختطفتهم المليشيا وتزج بهم في جبهات القتال.
خُطب مقلقة
أئمة المساجد وخطباء المليشيا الذين عينتهم المليشيا مؤخراً أصبحوا مصدر قلق للمواطنين وبث الشائعات إضافة للتحريض ضد المرأة, بحجة التصدي للحرب الناعمة.
سكان محليون أكدوا أن الخطاب الديني المتكرر في مساجد العاصمة وتحريضهم على القبضة الحديدية ضد ما يسمونها التصدي للحرب الناعمة, ويمثل هذا مصدر قلق وخوف للمرأة، ومبرر للمليشيا تجاه ما تتعرض له من اختطافات ومضايقات.
اهانة المعلمات
في الجانب التربوي تتعرض المعلمات للإهانات المتكررة من قبل أنصار مليشيا الحوثي ومعاونيهم في المدارس ففي مدرسة الشهيد "مطهر زيد" وسط صنعاء أقيمت دورات طائفية للمعلمات وإجبارهن على الحضور.
اختطاف الأطفال
الجمعة الماضية محاولة اختطاف طفلة (3 سنوات) من قبل عصابة نسائية, في شارع مجاهد, من جوار والدتها, الأمر الذي أثار هلع الأم ولحقت الخاطفة واستعادت طفلتها، وسط خذلان الجميع.
زواج القاصرات
تقارير حقوقية أكدت تعرض الكثير من الفتيات وبعضهن قاصرات لحالات الزواج القسري من أصحاب نفوذ حوثيين، كنوع من العقاب أو ممارسة التعذيب النفسي والجسدي لهن ولأسرهن.
منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي ومقرها هولندا، قالت إن ظاهرة تزويج القاصرات في اليمن ارتفعت إلى نسبة 66% بعد أن كانت عام 2017 تشكل 52% من إجمالي حالات الزواج في اليمن، وأن الحرب الراهنة أجبرت نحو 21% من الفتيات دون سن 18 على تحمل مسؤولية إعالة أسرهن بشكل أو بآخر.
ووفقاً لإحصاءات رسمية شكلت النساء نسبة 40% من ضحايا الحرب اليمنية، كما أن النساء الأمهات وأطفالهن يمثلون أكثر من 77% من إجمالي عدد النازحين البالغ عددهم أكثر من 3 ملايين نازح داخل اليمن، بالاضافة الى العدد الكبير منهم الذين أجبرتهم الحرب الى مغادرة البلاد والاستقرار أو اللجوء في بلدان أخرى
رابطة أمهات المختطفين الرقم الصعب..في ساحة الحقوق والحريات في اليمن
في اليوم العالمي للمرأة تتصدر رابطة أمهات المختطفين باليمن ساحة الحقوق والحريات والوقوف ضد الانتهاكات التي تطال المرأة في اليمن من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية.
نرى وقفاتها في مختلف الميادين والساحات تطالب بأبنائها المختطفين والمعتقلين وأوصلت صوتها للعالم ولفتت انتباه الجميع، فعندما اختطف الرجال وقفت المرأة موقف الرجل وأصبحت رب الأسرة والباحثة عن ابنها أو قريبها, والمدافعة عن حقوقه. بالرغم ما تتعرض له من اعتداءات متكررة إلا أنها لم تقف عاجزة أمام صلف المليشيا.
واستطاعت رابطة مكونة من أمهات مناضلات تجاوز الكثير واثبتن وجودهن في عمل حقوق الإنسان باليمن، حيث أصدرت ثلاثة تقارير سنوية رصدت فيهن آلاف الجرائم الموثقة، كما استطاعت الرابطة نقل قضية المختطفين من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي وأصبحت مصدر ذات ثقة تامة للكثير من المنظمات الدولية والمحلية.
من جانبها قالت أم أحد المختطفين في سجون مليشيا الحوثي لــ" العاصمة أونلاين"إن الرابطة تكاد تكون الملجأ الوحيد الذي حمل قضية المختطفين كما أن الرابطة ساندتها في البحث عن ابنها في جميع السجون في العاصمة صنعاء حتى وجدت ابنها في سجن الأمن السياسي بعد إخفاء دام لأكثر من ثمانية أشهر.
ناشطات في مواجهة الخطر
تعمل العشرات من النشاطات الحقوقيات والصحفيات متخفيات وتحت أسماء وهمية في مناطق سيطرة المليشيات كما تتعرض البعض منهن للتهديد، وهُجِر البعض الآخر، كما تعرضت للاختطاف أمثال الناشطة هدى عبدالله والاختطاف الجماعي الذي تعرض له عشرات الطالبات في ساحة جامعة صنعاء في سبتمبر من العام المنصرم.
تقول أحدى الناشطات الحقوقيات في العاصمة صنعاء لــ"العاصمة أونلاين"رفضت الكشف عن اسمها أنها تمارس العمل الحقوقي منذ أربعة أعوم بشكل مستمر ولا تستطيع أن تظهر بشكل مباشر لان المليشيات لا تقبل الصوت المناهض لها، كما أنها لم تعد تحترم العادات والتقاليد التي تحرم المساس بالمرأة كون المجتمع اليمني مجتمع محافظ وللمرأة مكانة مقدسة.
وتضيف" أنها من خلال تجربتها في هذا المجال عاينت الكثير من الجرائم التي ترتكبها المليشيات بحق المواطنين الأبرياء المدنيين معارضين أو صامتين، تعرضوا للاختطاف أو التهجير أو الابتزاز المالي .
أسماء مستعارة
من جانبها قالت إحدى الصحافيات" أصبحنا في العاصمة صنعاء لا نستطيع حتى أن نفصح عن تخصصنا التعليمي خشية أن نتعرض للمسائلة أو المضايقة, فطالما تخصصت صحافة لماذا لا تعملي في مجالك؟ والوسائل متوفرة؟ لكنها قنوات وإذاعات تابعة للانقلاب.
وتؤكد" نخاف من الأسئلة المتكررة خوفا من أن نُكتشف أو تعرف هويتنا؟ كما أننا نمارس العمل الصحفي بدون أسماء تجنبا للمضايقات التى قد تلحق بنا حال كشف اسمنا.
يمر اليوم العالمي على المرأة باليمن وقد أصبحت هي الأم والأب وصاحب المسؤولية الأولى في عائلتها بعد تعرض العائل للقتل او الاختطاف والاخفاء او التهجير ناهيك أن عدد منهن ما يزال مصيرهن مجهول في سجون المليشيات انقلابية .