�شف
موقع "لايف ساينس" الامريكي المهتم بالعلوم والتأريخ عن نقش يمني مكتوب باللغة السبئية على لوح من البرونز، يعود تاريخه إلى ما قبل ألفي عام، وتم عرضه مؤخرا للبيع بمزاد بولاية كاليفورنيا الامريكية.
وبحسب الموقع يحتضن اللوح البرونزي القديم كتابة تذكر معبدًا مفقودا كان مخصصًا لإله اسمه "اثتر حرمان"، وهو إله لم يعرفه العلماء من ذي قبل.
وقد كتب النقش البرونزي بلغة السبئيين داخل نص يعرف باسم "السبئي" حيث تقول الكتابة المنقوشة عليه "ايل ماتا وخباي" عاملان خولان عرضا على أثتر حرمان "ملك بنا" مع لوح من البرونز وأبنائهم وأولئك الذين سيضيفهم، من أجل خلاصهم". وذلك حسب ترجمة كريستيان روبن التي وردت في كتابه المسمى
(قوانين العظمة...10 من أكثر المخطوطات القديمة الغامضة).
وتحدث كريستيان روبن، الباحث الفخري بالمركز القومي الفرنسي للبحث العلمي، لـ موقع "لايف ساينس قائلا "هذه اللوحة مأخوذة من معبد كان مخصصا للإله أثترمان"، موضحا أن "بنا" هو اسم يشير للمعبد. وقال روبن: "هذا الإله ومعبده لم يكونا معروفين من ذي قبل. وتشير بعض التفاصيل إلى أن هذا المعبد كان يقع في منطقة محاذية لصنعاء اليمنية " مضيفًا "أنه يعتقد أن اللوح يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد".
وذكر الموقع بأن السجلات التاريخية تحكي عن عدد من الممالك التي ازدهرت في اليمن منذ أكثر من ألفي عام، حيث بعضها انخرط في تجارة البخور والتوابل.
وبحسب الموقع ـ يطرح النقش البرونزي الذي تم عرضه للمزاد مؤخرا من قبل شركة ارتميس جالري Artemis Gallery، وهي شركة مقرها ولاية كولورادو الامريكية، العديد من التساؤلات حول من هو ذلك الإله، وأين يقع معبده المفقود؟ ومن هم الأشخاص الذين ذكرت اسمائهم على النقش؟ وكيف وصل النقش إلى الولايات المتحدة؟
الدلائل القديمة
الباحث روبن يقول إن النص يقدم بعض الايحاءات والادلة التي تشير إلى أن المعبد كان يقع بالقرب من صنعاء. كما تشير عبارة أخرى مكتوبة باللغة السبئية، اكتُشفت في عام 1909 في موقع شبام الغراس، الواقعة شمال شرق صنعاء (بالتحديد في منطقة بني حشيش وهي منطقة أثرية)، إلى "بنا" الموجودة في شبام الغراس.
واضاف الموقع "بالإضافة إلى ذلك، فقد ذكر اسم "خولان" في نقش آخر، تم العثور عليه في موقع يسمى "حرم بلقيس"، والذي يسرد "اسم أمراء بلدة عيفا"، حسب الباحث روبن. وأضاف بالقول بأن العلماء ليسوا متأكدين من مكان وجود منطقة "عيفا" على وجه التحديد، غير ان الناس الذين عاشوا هناك كانوا يسمون «فيشانيين» (Faysh?nite)، وهي مجموعة (قبائل) كانت تعيش في المنطقة المحيطة بصنعاء".
مخاوف النهب
دخل اليمن في حالة حرب أهلية منذ عام 2011، حيث عبر المجلس الدولي للمتاحف عن مخاوف من تعرض القطع الأثرية من اليمن للنهب والبيع في السوق السوداء. وفي يناير 2018، نشر المجلس "قائمة حمراء" بأصناف التحف الثقافية من اليمن التي من المحتمل أن يكون قد جرى نهبها من البلاد.
كما وقد أدرج المجلس الكتابات القديمة على ألواح حجرية أو معدنية كأحد القطع الأثرية التي يجب الانتباه إليها. كما عبر العديد من العلماء لـ موقع Live Science عن قلقهم من احتمال نهب اللوح البرونزي.
وقال بوب دودج، المؤسس والمدير التنفيذي لمعرض Artemis، أن بحث المعرض يشير إلى أن النقش البرونزي لم ينهب مؤخرًا.
وقال دودج لـ "لايف ساينس": "لقد تم الحصول عليه من أحد مزادات كاليفورنيا في عام 2015، حيث كان قد قدم إليهم من مجموعة نيو أورليانز القديمة" وأكد بالقول " نحن نحاول تتبع التاريخ السابق للنقش، لكن قيل لنا إن المالك السابق له يعتقد بأنه قد توفي، حيث كان جامعًا لهذه الأشياء [بين عامي 1970 و1990].
وأضاف "إذا وجدنا أي دليل على أن النقش تم استيراده مؤخرًا، فسنقوم بسحب العنصر فورًا من عملية البيع، أو في حال حدث [اكتشاف مثل هذا الدليل]، بعد اكتمال عملية البيع، فحينها سوف نبلغ المالك الجديد بذلك وسنطلب شراءه منه ومن ثم إعادته إلى المرسل".