( مركز عدن للاعلام ):
لم يكن اليمن وحيدًا حين انطلقت عاصفة الحزم في مارس 2015م، لقد كان وقتها الكثير من اليمنيين ينظرون وأيديهم على قلوبهم، كانوا يرقبون الوضع عن قرب، لا يرون إلا مليشيات مدججة بالسلاح تحيط بهم من كل جانب، لقد كان اليمنيون في حالة يرثى لها، الجميع يرقب الوضع بصمت، الصمت يخيم وينتشر بحجم الكون في بقاع الأرض اليمنية، لم يعد هناك شيء يشير لتواجد الدولة أو النظام والقانون، لقد فقدت اليمن في 21 سبتمبر الأسود كل قوانينها وكرامتها، لقد استباحت المليشيات الحوثية كل ركن في اليمن، ونالت منه بقوة السلاح.
لقد انتهكت المليشيات الحوثية كل بقعة طاهرة من هذه الأرض، لم يستمر الصمت كثيرًا حتى وقع التدخل الخليجي بقيادة السعودية من أجل انقاذ الشعب اليمني، لقد كان 26 مارس حالة من الدعم الأخوي الذي لا يمكن لأحد أن ينساها.
لقد كان للمملكة الدور العظيم في استعادة الكثير من المناطق من سيطرة المليشيات الحوثية، وبعد مرور ثلاثة أشهر على انطلاق العمليات العسكرية التي تقودها السعودية والإمارات في اليمن، تمكنت المقاومة الشعبية الجنوبية المسنودة بدعم بري ولوجستي من قوات التحالف، من تحرير عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، والمناطق المجاورة لها تباعًا.
ورغم اليد التي تحمل السلاح لمناصرة أخوتهم اليمنيين إلا أن هناك يد أخرى بيضاء المملكة العربية السعودية، وهو مركز الملك سلمان وتمتد من أجل إغاثة الملهوف والمحتاج والمتضرر من هذه الحرب، ناهيك عن الحجم الكبير من النازحين من المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي.
اليدُ البيضاء :
عمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في اليمن بغية انتشال اليمنيين من معاناتهم التي تسبب بها الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر على الشرعية التي تتمثل في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وكذلك على مخرجات الحوار الوطني، وحسب الاحصائية التي وثقت أن هناك ما يقارب أكثر من 70% من المساعدات الدولية قدمتها المملكة العربية السعودية، وشملت كافة المحافظات اليمنية بما فيها التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.
وفي تقرير منشور للمركز تحدث فيه عن حجم الأعمال الإنسانية التي قدمها، وبلغ دعم المركز للأعمال الإغاثية والصحية والبرامج الإنسانية، أكثر من 88 برنامجًا بكلفة فاقت 430 مليون دولار، وشملت المساعدات السعودية المقدمة عبر مركز الملك سلمان أيضًا المشروعات الطبية حيث خصصت لها قرابة 90 مليون دولار، فضلًا عن أكثر من 11 مليون دولار لبرنامج تركيب الأطراف الصناعية ودعم الهلال الأحمر اليمني.
السند الوحيد في زمن النزوح :
يتحدث الكثير من الناس عن الدور الإيجابي الذي يقوم به مركز الملك سلمان، ويرى المواطن سعيد قائد وهو نازح في منطقة حيران بمحافظة حجة، أن مركز الملك سلمان يقدم لهم المواد الغذائية في زمن قل فيه الواقفون معهم، فمع إحكام الحوثيين السيطرة على بعض المناطق المحيطة بمديرية حيران تمنع وصول المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية لهم، ويقول "عبد الرحمن" في زمن النزوح والحرب والفوضى التي ارتكبتها المليشيا الحوثية لا نجد لنا السند إلا مركز الملك سلمان والذي يعتبر السند الوحيد لنا في زمن النزوح والحرب.
يقول " صلاح عابدين : "من سكان مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة ، إن المملكة العربية السعودية تقوم بدور تاريخي في اليمن لنجدتنا من ميليشيات انقلابية لا تعرف الرحمة، بالإضافة إلى جانب تقديم المساعدات و الخدمات الطبية و تأهيل البنية التحتية لعودة الحياة إلى طبيعتها و إصلاح ما أفسدته ميليشيات الحوثي الإيرانية عبر مركز الملك سلمان الذي لم نرى منه إلا كل خير ويمدنا بالمواد الغذائية وكل ما نحتاج إليه في كل وقت تمسنا الحاجة، والكثير من الأحيان يمدنا بكل الأشياء ويفيض علينا من كرم الملك سلمان الحزم والأمل .
تساءل " نجيب مقبل " مواطن يمني " إلى متى ستواصل إيران أوهامها قتلنا وتشريدنا؟.
وقال: " ألم تدرك أنه تقتلنا وتشردنا وتجعلنا في الصحراء نازحين، ولو لا وجود مركز الملك سلمان لكنا الآن بلا مأوى ولا ملجأ، لكن بينما الحوثيون يقتلونا من أجل إيران، نجد المملكة ومركزها يدعمنا لنبقى أحياء، شكرًا لصاحب الكرم والفضل والقائم على هذا المركز الذي يمدنا بكل شيء".
الوصول إلى الكثير من مناطق وقرى اليمن :
وأكد فضل منصور من سكان تعز استطاع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن يصل إلى الكثير من المناطق والقرى اليمنية وذلك من أجل إيصال المساعدات للمحتاجين والنازحين وأصحاب الحاجة منذ بداية الحرب في اليمن.
عطاء بلا حدود :
المملكة العربية السعودية قدمت الكثير من المواد الغذائية والإغاثية للمحتاجين على مستوى اليمن، حتى تلك المناطق التي ما زالت تحت سيطرت المليشيات الحوثية.
واشار محمد البلعيسي أحد النازحين إلى محافظة أبين "بأنه استفاد شخصيا من السعودية بمركز الملك سلمان، وقد تم تقديم له المساعدة من المركز، حيث تلقى مواد غذائية وإغاثية أكثر من مرة من المركز، مضيفا أن مركز الملك سلمان له الدور الكبير في مساعدة النازحين في محافظه أبين .
أما المواطنة حسناء عبدالعزيز وهي من محافظة عدن فقالت أن مركز الملك سلمان أنقذها وأسرتها في تقديم المعونات بشكل دوري منذ بداية الحرب، وقد كان للمركز الأولوية في تقديم المساعدة لها ولأسرتها.
من جهتها اكدت الحاجة خديجة سلطان من محافظة حجة أن المركز وقف إلى جانبها رغم الحرب، وكانت المساعدات تصل إلى منزلها.
ومن تعز تقول الحاجة سعيدة علوان أنها تستلم مواد عذائية كمساعدات دورية من مركز الملك سلمان بشكل دوري يتم توزيعها في إحدى مدارس قريتها.
وفي محافظة لحج جنوبي البلاد يتحدث الحاج فيصل غالب قائلا" أن مساعدات مركز الملك سلمان ما زالت مستمرة حتى هذا اليوم، متمنيا أن تستمر هذه المساعدات حتى تتوقف الحرب تماما في اليمن.
أما في الحديدة فيقول المواطن حيدرة صالح أن مساعدات المركز ساعدت الكثير من الأسر التي وصلت إلى حد المجاعة، فهذه الأسر كانت قد شارفت على الموت، إلا أن هذه المساعدات أنقذتها.
عبد الودود أحمد من محافظة إب يقول رغم السيطرة الحوثية على محافظتنا، إلا أن مساعدة المركز كانت تصل إلينا بشكل متقطع، وذلك بسبب نهب الحوثيين لهذه الإغاثات وبيعها او مصادرتها لجبهاتهم أمام أعيننا، إلا أنه لم يستطع أحدا الحديث عن ذلك.
وفي الضالع أيضا يتحدث خالد المريسي بقوله "أن المركز قام بتوزيع العديد من المواد والمساعدات على أبناء المحافظة، وقد كان للمركز دورا بارزا في العمل الخيري والإنساني في المحافظة.
دعم مراكز الأورام والكلى :
قدم مركز الملك سلمان مختبرات وأجهزة طبية، في العديد من المحافظات اليمنية حيث يشكر الكثير من أبناء شبوة مركز الملك سلمان، ويقول "محمد صالح " :" نحن نشكر المملكة العربية السعودية على الخدمات التي قدموها للمواطنين في مستشفيات شبوة".
مركز سلمان وحصار تعز
وفي تعز يشكر الكثير من أبناء تعز مركز الملك سلمان لكسره الحصار عن المدينة عبر الإنزال الجوي لـ 40 طن من المساعدات الطبية والأدوية الضرورية للمستشفيات العاملة في الميدان في الوقت الذي تقاعست فيه المنظمات الدولية كافة التابعة للأمم المتحدة، ولم تُدخل المساعدات إلى تعز.
وتحدث" القدسي " لمحرر " عد الغد " "عن المملكة العربية السعودية ا وقال:" أنا لن أتحدث عن الوقت الحالي ولكني سأتحدث عن الوقت السابق، الذي كانت في تعز تحاصر من كل الجهات لم يجد أبناء تعز أحد ليقف إلى جوارهم غير مركز الملك سلمان الذي دعمنا في الوقت الذي تخلنا فيه الكثير عنا".
وتمضي أربع سنوات منذ بدأ عاصفة الحزم في اليمن ولا زال مركز الملك سلمان يقدم الكثير من المساعدات الغذائية والإنسانية، وصار هذا المركز مصدر خير، ويد غوث للقريب والغريب؛ ولقد نسج من خلال مسيرته الطويلة صور الخير والعطاء، وسعى سعياً دؤوباً لاستيعاب أفراح الإنسان وأتراحه وآماله وآلامه في مختلف البقاع والأمصار داخل الوطن وخارجه.
وحينما تستصرخ الإنسانية في أي بقعة من الأرض اليمنية، يكون مركز الملك سلمان قد سبق الجميع بإجابة النداء وكفكفة الدموع ومشاركة الأحزان، وهو سر تميز المركز و تصدره العمل الإنساني والتمسك به.