الرئيسية - تقارير - الأطفال.. ضحايا المليشيات الحوثية وثمن جرائهم وأهدافهم الخبيثة* ​

الأطفال.. ضحايا المليشيات الحوثية وثمن جرائهم وأهدافهم الخبيثة* ​

الساعة 09:42 مساءً (هنا عدن : خاص )

*الأطفال.. ضحايا المليشيات الحوثية وثمن جرائهم وأهدافهم الخبيثة* ​ 

الصحوة نت - أمل أحمد



منذ انقلاب مليشيات الحوثي وجد أطفال اليمن أنفسهم الضحية الأبرز والشريحة الأكثر تضررا ان على مستوى تجنيدهم والزج بهم كوقود للحرب او كضحايا للأوبئة والأمراض والتسرب من المدارس او التشرد والنزوح.


أحلام طفولية..

 "كل ما اتمناه أن أعود الى مدينتي وإلى بيتنا فأنا أشتاق كثيراً لمدرستي ولأصدقائي الذين قطعت صلتي بهم منذ بداية الحرب ولا أعرف أين هم"، بهذه الكلمات تحدث الطفل مهند علي 10-سنوات "للصحوة نت" والذي نزح من مدينة تعز في 2016م بعد قصف الحوثيين لجزء من منزلهم بالدبابات. 

يقول بعيون تحلم بالعودة حقاً: "صنعاء حلوة وكل شيء فيها تمام بس مش زي بلادك وأصحابك اللي تعودت عليهم".


 أما الطفلة رغد صلاح 8 سنوات كانت تمسح وجهها المتسخ بغبار التعب والارهاق تقول "كنا نخاف من قبل لكن الآن تعودنا ما عاد نخاف من الحرب بس نشتيها تكمل علشان نرجع في أمان مثلما كنا زمان".


صفاء محمد طبيبة تعمل مع الفرق المتنقلة لمنظمة اليونيسف في اليمن تؤكد "للصحوة نت " أن خلال الأربع السنوات الأخيرة وهي عمر الحرب في اليمن أصبحنا نعمل 24 ساعة لنتمكن من مساعدة أكبر قدر من الأطفال الذين تضرروا بسبب الحرب ولكن الأرقام مهولة والواقع الذي نشاهده كل يوم مؤلم جداً خصوصاً في المناطق النائية والمناطق القريبة من المعارك".

 وتضيف" ليست المعارك وحدها من يفتك بالأطفال ولكن الأمراض وسوء التغذية والاوبئة التي تظهر كل يوم ونحن نعجز في كثير من الأحيان خصوصاً عندما نُمنع من الوصول لبعض المناطق المتضررة بسبب تعنت جماعة الحوثيين.


محمد أكرم "12 عام " صورة اخري لمعاناة الطفولة باليمن، يعمل في بيع الماء في أحد الجولات تحدث الينا قائلا: "أبي كان مدرسا والآن ليس لديه راتب ؛وأنا  عرض عليّ شخص من أهل الحي أنه سيضمني للمجاهدين وسيعطونني سلاح (بندق) ومعاش (راتب) بشرط أن أذهب للجبهة وهم سيدربوني ويعلموني كيف استخدم السلاح لكن أمي رفضت ومنعتني وأنا أعمل الآن لأساعد في حاجيات المنزل ".

حنين الفقد..

وفي حديثها معنا تقول ك(.م.د) إحدى الأمهات التي فقدت أحد أطفالها وهم يفرون من قصف الحوثيين لمنازلهم في حجور "كنا نهرب من القصف الذي استهدف كل شيء في حجور كنت أنا ونساء أخريات مع أطفالنا نهرب صوب الجبال لنحتمي بها، تفرقت أنا ونساء من عائلتي أثناء الهرب لأفاجأ بفقدان أحد أولادي ؛ اكتشفت بعدها أنه عاد للبحث عنّا وأصيب بشظايا أثناء القصف وبعدها فارق الحياة".


 هذه الأم التي ودعت صغيرها الذي لا ذنب له لم تجف دموع حزنها بعد، فما زالت تدخل في حالة هستيرية من البكاء كلما ذكرته أو تحدثت عنه وتردد:"لن أسامح من كان السبب وسأقاضيهم عند الله عز وجل إن كانت عدالة الأرض لا تكفي لتقتص لابني الذي أخذوه من بين أحضاني فعدالة الله لا تنس ولا تخيب وأنا وكلت أمري إليه".

 بهذه الكلمات اختزلت هذه الأم قصص آلاف النساء اللواتي فقدن أطفالهن في هذه الحروب الظالمة.


 "مستحيل أنسى أبي ولو بعد مائة عام" هكذا نطقت العبارات المخنوقة للطفلة ملاك "زياد11 عاما التي فقدت والدها وهو يقاتل في أحد الجبهات مع جماعة الحوثيين وقالت : " أبي ذهب للحرب مضطر لأنه جندي ولا يجيد أي عمل آخر سوى عمله العسكري وكان يقول لنا دائماً أنه لولا أنه يخاف علينا من ذل الحاجة والسؤال؛ ولأن الحوثيين كانوا يعطونه راتباً لدفع ايجار البيت وتكاليف دراستنا لما ذهب معهم ولما قاتل في صفوفهم ولكن الوضع ارغمه على ذلك" وتضيف "ما ذنبنا نحن لنخسر والدنا في معركة الحوثيين الخاسرة، هذه ونحن في كلا الحالتين وضعنا كما هو على حاله لن يتغير ولن نستفيد منها وكل ما جنيناه هو أن فقدنا سندنا في هذه الحياة وأصبحت حياتنا بلا معنى ".


الآثار النفسية على الطفل..

"الطفل هو أكثر الفئات العمرية تأثراً بالحروب والنزاعات لأنها تخزن في ذاكرته وقد تترك انطباعاً طويل الأمد عليه يستمر طيلة عمره "هكذا تحدثت سرور أحمد طالبة علم نفس وأضافت" المناظر التي يشاهدها الأطفال في فترات الحروب والصراعات وتكون واقعية من مشاهد القصف والدمار والعنف , تجعلهم  أكثر ميولاً نحو العنف وقد يصابوا بحالات اكتئاب وخوف من المستقبل، يجعلهم مشتتي الفكر وتسوء مستوياتهم الدراسية 

مؤكدة "بأن الطفولة باليمن" هو الثمن الذي يدفع في الحرب"


معاناة الأطفال تتنوع بين أن يكونوا هم ضحايا الحرب على هيئة قتلى أو مصابين أو مجندين في الصفوف الأمامية ليكون كباش الفداء ومنهم من دفعته الحرب لترك مدرسته والعمل لتأمين لقمة العيش وآخرين اخرجتهم الحرب بتصدعات وتداعيات نفسية لن تزول بسهولة وهكذا هي الحروب لا تترك إلا الدمار من ورائها.