صلاح باتيس.. مسيرة حياة حافلة بالعمل الإنساني والوطني
أنجبت حضرموت عبر تاريخها الطويل الممتد لقرون الكثير من الأسماء التي خلدها التاريخ ولايزال يسطر في سجله الناصع نجاحات وتفوق هامات حضرمية في أرجاء المعمورة.
وعلى غرار أجداداهم الذين نشروا الاسلام والحضارة والاقتصاد وعمل الخير في مشارق الأرض ومغاربها، يواصلون الأحفاد اليوم مشوار الاجداد الذين صنعوا بجدهم وكفاحهم وتضحياتهم أبهى قصص النجاح.
ونُسلط هنا بقعة ضوء على شخصية حضرمية شابة تركت أثراً لا يُمحى في العمل المؤسسي بكل شفافية ومهنية لخدمة المجتمع خيريا وإنسانيا وتنمويا عبر مؤسسة البادية للتنمية والأعمال الإنسانية بحضرموت التي عملت ومازالت تعمل على تنسيق الجهود بين منظمات المجتمع المدني في اليمن وتحويله إلى شراكة وتكامل
وبناء مؤسسي ضمن مبادرة ملتقى شركاء البادية كما كان له نضالاته في ميدان السياسة والعمل الوطني دون تعارض او تأثير على جهده الإنساني والخيري وهو الأستاذ صلاح باتيس.
وُلد الأستاذ صلاح باتيس، عام 1975م، بمحافظة حضرموت، (شرقي اليمن) وهو ناشط وسياسي ومصلح اجتماعي وشخصية مرموقة تحظى بقاعدة شعبية واسعة ولها اسهامات بارزة في العمل السياسي والخيري والتنموي
انخرط باتيس في العمل الثوري والتحق مبكراً بركب ثورة 11 فبراير الشبابية السلمية عام 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وكان أحد أبرز خطباء ساحات التغيير
وهو أحد أبرز المدافعين عن حقوق حضرموت والجنوب وكل المناطق اليمنية في شكل الدولة الجديد على أسس الشراكة والعدالة في إدارة السلطة والثروة بعيدا عن التبعية والظلم والاستبداد
ورأس الأستاذ صلاح باتيس المجلس الثوري لقوى الثورة السلمية بمحافظة حضرموت ومجلس شورى تحالف قبائل اليمن، بالاضافة الى عضويته في قيادة المجلس الوطني لقوى الثورة اليمنية.
شارك باتيس بفاعلية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ضمن فريق الحكم الرشيد الذي انطلق في آذار/ مارس 2013 في العاصمة صنعاء وكان عضوا في رئاسة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل
ومنذ الوهلة الأولى ضد الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014، وقف باتيس ضد انقلاب المليشيات وتخندق في الصف الجمهوري والإجماع الوطني تأييدا للشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ودفاعا عن المكتسبات الشعبية والوطنية فكان الأمين العام للإصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية الذي قاد ونظم المليونيات الجماهيرية في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات اليمنية رفضا للتمرد على الشرعية وسيطرة المليشيات الإرهابية وتدمير الوطن والسيطرة على مؤسسات الدولة وتهديد السلم الاجتماعي
وتقديراً لدور باتيس النضالي ومواقفه المشهوده في الدفاع عن الوحدة والجمهورية وتضحيات الشعب اليمني في كل مراحل النضال أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي منتصف العام 2017م قراراً جمهورياً قضى بتعيينه عضوا بمجلس الشورى بالجمهورية اليمنية وأدى اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية في يناير 2018م
ويرأس باتيس مؤسسة البادية الخيرية للتنمية والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه لها في 14 أكتوبر 2011، وهي إحدى المنظمات اليمنية الرائدة في المجالات التنموية والإنسانية باليمن ومقرها في وادي حضرموت وتعمل في كل محافظات اليمن
ونفذت المؤسسة العديد من المشاريع بمئات الملايين منها حملات "أغيثوهم الاولى والثانية والثالثة " التي بلغ عدد المستفيدين منها قرابة نصف مليون من نازحي الحرب في اليمن، إضافة إلى بناء مئات المساجد، وكفالة أكثر من مائة من الأئمة والدعاة وآلاف الطلاب في مراكز تحفيظ القرآن الكريم. ومركز رواد المستقبل الذي يهتم بالأوائل والموهوبين من الطلاب ويعد من أهم مشاريع مؤسسة البادية وهو ضمن مجمع البادية التنموي الذي يعتبر أكبر مقر ومجمع لمنظمة مجتمع مدني باليمن
وبادر باتيس بتشكيل (ملتقى شركاء البادية) الذي يضم المؤسسات والجمعيات الخيرية وفروعها التي تتعاون مع مؤسسة البادية في تنفيذ مشاريعها الخيرية في سائر المحافظات اليمنية، ويضم ما يزيد عن 100 مؤسسة وجمعية خيرية نوعية
وأسس باتيس وقف أويس القرني بمدينة اسطنبول التركية مطلع العام 2017، ومُنح التصريح من المحكمة الشرعية وفق قانون الوقف التركي الذي يُعد من أقوى قوانين الوقف في العالم ويتيح الفرصة لتثمير أموال الوقف وتطوير أصوله في مجالات الاستثمار المتنوعة في جميع البلدان لضمان الاستدامة للوقف وتنمية موارده.
وهو مبادرة تشاركية لكل يمني ومحب لليمن ان يساهم ولو بسهم وقفي عن نفسه او والديه او من يحب قيمة السهم الوقفي ١٠٠ دولار يسعى الوقف لتنمية موارده وتطويرها كمؤسسة مالية استثمارية ليكون أكبر وقف في تاريخ اليمن، يعود ريعه على برامج النهضة الشاملة والتنمية المستدامة في البلاد