بالترهيب والترغيب نقلوه من حجة الى الضالع.. فتى اسير يروي كيف خدعه الحوثيون للقتال في صفوفهم
“ستكون حارس مبنى محافظة الضالع، وسوف نصرف لك راتب 80الف ريال شهريا” بهذه العبارات استقطبت مليشيا الحوثي الاجرامية الفتى معاذ عبد الله ذو الـ17 ربيعا من محافظة حجة لتزج به وغيره العشرات من اقرانه في محارق الموت التي تشعلها حروبها في عديد مناطق شمال وغرب ووسط وجنوب البلاد.
وقع الفتى معاذ في الاسر فور وصوله جبهات الضالع للقتال عنوة في صفوف المليشيا الانقلابية دون ان يكون لديه أي خبرة قتالية او معرفة بطبيعة المنطقة الجديدة التي نقل اليها ليكون حارسا لمبنى المحافظة كما اوهمه بذلك مشرف الحوثيين.
يقول الفتى الاسير “اخذوني الحوثيين من حجة بالقوة، واجبروني اطلع معاهم الطقم الى محافظة الضالع، لكي اكون حارس مبنى المحافظة، وقالوا انهم قد وصلوا لحج ، وباقي قليل للوصول الى مدينة عدن، وانهم سوف يعطوني راتب وقدره 80 الغ ريال بالشهر”.
يواصل الفتى سرد حكاية وصوله من حجة وهو وكله امل في انه استطاع ان يؤمن له واسرته مصدر دخل ربما يقيهم من الفاقة والعوز في ظل الوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد والازمة المتفاقمة التي سببتها المليشيا الحوثية بحروبها وانقلابها على الشرعية.
“وصلنا مدينة قالوا لنا الحوثيين انها الضالع، وكانت الاوضاع هادئة والناس يتجولون بشكل طبيعي في سوق ليس بالكبير، فأمرنا المشرف الحوثي بالتحرك على الفور الى مبنى المحافظة لاستلامه” يقول الفتى معاذ.
ويضيف: وبعد ان تحركنا من تلك المدينة التي قالوا انها الضالع وصلنا الى منطقة اخرى وتم تسليمنا الى مشرف حوثي اخر الذي بدوره رحب بنا بحراره ووصفنا بالأبطال وبأننا من نسل حسين بدر الدين الحوثي – الزعيم الروحي للمليشيا الحوثية-، فأمرنا المشرف الجديد بالتحرك بالطقم هو والافراد الذي بجانبه، لاستلام مبنى المحافظة.
يتابع الفتى حديثه وشيء من الحسرة والالم يعتصر في اعماقه وتعكسه قسمات وجهه ونبرات صوته المتهدج حيث يقول ” انتقلنا الى منطقة اخرى واخبرنا سائق الطقم ان هذه القرية اسمها حمر السادة هي تبع الحسين، فأهلها طيبون، وهذا قائدكم اذا احتجتم اي شيء”.
ماهي الا لحظات ويتبدد حلم الفتى المسكين الذي حمله معه من اقاصي الشمال الى اطراف الجنوب، يقول معاذ ” كان الوقت الساعة العاشرة ليلا وبعد ان قدموا لنا العشاء واعطونا “القات” ووزعوا لنا الاسلحة بدأت اشعر بشيء من الغرابة والريبة والقلق.. خصوصا بعد ان اصدر القائد الجديد لنا الاوامر بالتوجه الى مبنى المحافظة”.
من خلال حديث الفتى يتبين كيف تغري المليشيا الاطفال واليافعين المتحمسين للقتال في صفوفها، متبعة في سبيل ذلك ابشع الوسائل، والكذب والتدليس والتضليل، كان الفتى والمجموعة الذي معه الى مدينة دمت التي قال مشرف الحوثيين الذي نقلهم من حجة انها الضالع، ومن دمت نقلهم الى جبهة العود المحرقة التي التهمت مئات العناصر الانقلابية، وحتى اللحظة الاخيرة وقيادات المليشيا تضلل عناصرها بالكذب والخداع.
يقول الفتى معاذ “الساعة العاشرة ليلا توجهنا حسب الاوامر الى مبنى المحافظة، وماهي الا لحظات ووسط ليل مظلم لا نعلم ما يدور ولا اين نحن وقعنا في كماشة ويحاصرنا مسلحين من كل الجهات” وهنا يقصد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
“تم اسرنا واقتيادنا الى مكان نجهله تماما، ويتعامل معنا القائمين عليه معاملة طيبة ومحترمة، تنفي كل ما سمعناه من شائعات واكاذيب كانوا الحوثيين يروها لنا”.
من مكان اسره في محافظة الضالع ابى الفتى الاسير الا ان يوجه رسالة الى كل اب واسرة في كافة مناطق سيطرة الحوثيين ، في ان يهتموا بأبنائهم ويمنعوهم من الذهاب مع الحوثيين الى المصير المجهول مهما كانت المغريات من رواتب ورتب، فهم، كاذبون ولا يوجد لديهم مثقال ذرة من الصدق والانسانية فإن ما ينتظرهن هو القتل او الاسر في احسن الاحوال.
دون ان يمتلك معاذ أي خبرات قتالية او يتلقى أي تدريبات على طبيعة القتال وتحت تأثير المغريات والترهيب وجد نفسه والكثير من الفتيان والاطفال في جبهات الموت التي تسوقهم اليها المليشيا الحوثية، منتهكة بذلك الاعراف والمواثيق الدولية، فهذه الشهادة لهذا الفتى كفيلة وحدها ان تضع الجماعة الحوثية الاجرامية في قائمة مجرمي الحرب، التي يتوجب محاكمتها محليا ودوليا.