�بدالرحمن حسين محمد الرصابي، 13 عاماً, ينحدر من مديرية الحيمة الداخلية التابعة لمحافظة صنعاء، ويعيش في حي مسيك بأمانة العاصمة, تعرض لكثير من الانتهاكات من قبل الحوثيين, التي نالت من طفولته، إذ عملت ميليشيا الحوثي على قتل أحد أبناء عمومته أمام عينيه وسجنه ومن ثم تجنيده قسراً, نالت أسرته كثيراً من الأذى لمعارضتها لهم.
تحت ذريعة البحث عن أبيه المنضم للحكومة الشرعية كانت محنة أسرة عبدالرحمن, اقتيد مجموعة من الأطفال إلى السجن, أثناء عودتهم من صلاة الجمعة، في أحد مساجد حي مسيك, سبق ذلك مقتل ابن عمه أمامه بجانب البيت، الذي كان مختطفاً مع أبيه، سمحوا له بالخروج, وعند وصوله ظهر خلفه طقم عسكري ليطلق النار عليه من سلاح المعدل, فيرديه قتيلاً بجانب عبدالرحمن, الذي خرج لاستقباله, لأنه اتصل بهم وهو في طريق العودة.
مقتل ابن عمه يعد مشهداً مؤلماً, عاشه بكل تفاصيله, ظل لثلاثة أيام يبكي دون انقطاع, مشهد بكاء بقية أهله يكاد يقطع أنفاسه حين يتذكر ذلك.
في رحلة عبدالرحمن إلى السجن كان ظهر إحدى الجمع, أثناء عودته ما إخوته إلى المنزل اعترضهم طقم ليقتادهم إلى السجن, إلى المكان الذي فيه (عمه) وفي العصر أفرجوا عن البقية وبقي هو مع عمه, استمر شهرين في السجن, كانوا كثيراً ما يعذبوا عمه أمامه, بالكهرباء والضرب, وهو عذاب نفسي له.
بعد شهرين أُخذ عبدالرحمن إلى أحد معسكرات ميليشيا الحوثي, يُدعى بـ"القتلة" على خط ذمار, وخضع لتدريب لمدة 45 يوماً تدرب على استخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة, إضافة إلى استماع المحاضرات اليومية عن الجهاد والقتال, وكانت محاضرة مميزة لرجل يدعى بـ "أبو حرب" الذي أعطاهم (مفاتيح) يربطونها على أيديهم, يسمونها مفاتيح الجنة, وأنهم يقاتلون في سبيل الله, وأن إذا قتل واحد منهم سيدخلون الجنة لأنهم يقاتلون مع السيد, ابن رسول الله. هكذا تلقن مليشيا الحوثي أطفال اليمن.
وبعد انقضاء فترة تدريبهم أي 45 يوماً, ظلوا 5 أيام أخرى هو و10 آخرين لم يتم توزيعهم إلى الجبهات, قصفت طيران التحالف المعسكر في اليوم الذي سيتم فيه توزيعهم وأخذهم للقتال, كان القصف على مكان التدريب كان يتم فيه تدريب دفعة جديدة, وكانت الفرصة لهروبه مع العشرة من الأطفال الآخرين, استغلوا حالة الفوضى التي حدثت بعد الضربة, لم ينتبه لهم, وبعد مسافة قليلة أوقف دراجة نارية (متر) وأقله إلى بيته, طلب من السائق أن يأخذه إلى حي مسيك, وحين وصل الحي عرف طريقه إلى المنزل.
بعد وصول عبدالرحمن إلى البيت أخذت أسرته احتياطها وانتقلت إلى بيت آخر من أقربائهم في صنعاء, وظلوا متنقلين لمدة يومين في بيوت مختلفة, لكي لا يتم القبض عليه مجدداً من قبل الحوثيين, وأرسله خاله إلى مدينة مأرب حيث أبوه ليبدأ عبدالرحمن حياة جديدة, عاد إلى المدرسة, لمدة شهر كامل خضع لدورة تأهيلية في مركز إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في اليمن.