الرئيسية - تقارير - الخطر الذي يهدد الجماعة.. مركز دراسات: الحوثية "مافيا إرهابية" تعامل اليمنيين "رهائن لا مواطنين"

الخطر الذي يهدد الجماعة.. مركز دراسات: الحوثية "مافيا إرهابية" تعامل اليمنيين "رهائن لا مواطنين"

الساعة 07:20 مساءً (هنا عدن : خاص )



�كد مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن مليشيا الحوثي الانقلابية تعتبر التقدم الفكري لأفراد المجتمع تهديداً لتماسك العقيدة الشمولية، مشيرا إلى أن زعيم المليشيا الحوثية المدعو "عبدالملك الحوثي" يعتبر المفكرون الأحرار تهديداً لمصالح الحوثيين المترسخة.

وقال المركز في افتتاحيته إن "إغلاق مليشيا الحوثي الانقلابية لمنظمة "إميديسيت"، هو إغلاق لأهم نافذة يمكن من خلالها لليمنيين ذوي القدرات أن يصلوا إلى عالم الفرص، وآخر بوابة كان يمكن من خلالها لروّاد التقدم الاجتماعي-الاقتصادي المحتملين أن يتطوروا".

موضحاً أن الخطر الأكبر على عبد الملك الحوثي ليس الولايات المتحدة ولا السعودية ولا الإمارات ولا الحكومة اليمنية؛ الخطر الأكبر هو احتمالية أن ينتبه أتباعه يوماً ما أن هناك في الحياة ما هو أكثر من الحرب، وأن هناك احتمالات حياتية أكثر معنى بكثير من (الشهادة).

ولفت المركز في افتتاحيته إلى أن حملة سلطات الحوثيين لإعادة اليمن إلى عصور الظلام الفكري لم تبدأ فقط بإغلاق أميديست، فمنذ الاستيلاء على صنعاء عام 2014 وقيادة الحوثيين تنفذ حملة شرسة لإعادة تشكيل عقول السكان الخاضعين لسيطرتها.

وتطرق أن المتعصبون الدينيون يشغلون الآن معظم الوزارات في حكومة الانقلابيين (غير معترف بها)، ولا سيما وزارة التربية والتعليم، التي يقودها يحيى الحوثي، الأخ الأكبر لعبد الملك الحوثي، كما أصبح تاجر أسلحة مدرج على قائمة الأمم المتحدة وزير دولة في حكومة الحوثيين.

وأفاد المركز أنه في الآونة الأخيرة، تمت إعادة صياغة مناهج المدارس الابتدائية لتوسيع الدراسات الدينية، والتي في الواقع لا تدرّس ديناً على الإطلاق – بل تعلّم اليافعين أن هناك تفسيراً واحداً للدين، هو تفسير الحوثيين، وأن جميع التفسيرات الأخرى مجرد هرطقة.

مؤكداً أن التقدم التعليمي بالنسبة لقادة الحوثيين يعني بأخذ الأطفال من دور الأيتام، ومنحهم السلاح، وإرسالهم إلى الجبهات لتعلم القتل أو الموت. وفي الوقت الذي منعت فيه مليشيات الحوثيين حملات تطعيم مئات آلاف الأطفال، كانت تقوم بنهب المساعدات من أفواه الجياع حتى خلال شهر رمضان المقدس.

وأشار المركز أن مليشيا الحوثي تعمل كغيرها من الجماعات الإرهابية، فهي تفجر منازل خصومها وتنشر بكل فخر مقاطع مصورة لذلك على موقع اليوتيوب. وبعد أن ألغت العمل بالدستور وفرضت قوانين الطوارئ في فبراير 2015، أصبحت الجماعة تعتقل بانتظام أو في أحسن الأحوال تفرض رقابة شديدة – على أئمة المساجد وقادة المجتمع المدني والصحفيين والناشطين، وحكمت بالإعدام على أبناء الأقليات الدينية في محاكمات هزلية.

وأوضح  مركز صنعاء أن مليشيا الحوثي تستغل ملايين اليمنيين القاطنين في مناطق سيطرتها وتتعامل معهم كرهائن لا مواطنين، لابتزاز المجتمع الدولي، واعتبرهم ورقة رابحة في يد الحوثيين والذين يجب النظر إليهم – للدقة- " كرهائن لا كمواطنين".

ونوه المركز أنه يجب أن يُنظر إلى جماعة الحوثيين المسلحة بكونها ميليشيا أقرب إلى مافيا أيديولوجية، وقد تعلمت بسرعة خلال النزاع كيف تبتز المجتمع الدولي وتربّي طموحاتها الخاصة بإقامة دولتها، تمثل إعادة هيكلة التعليم إحدى أبرز الوسائل التي يمهّد من خلالها الحوثيون لفرض الديستوبيا خاصتهم.