عاد مهرجان «يا سلام» إلى كورنيش أبو ظبي باحتفالات صاخبة وفعاليات متنوعة، على وقع سباقات «الفورمولا وان» التي ضجت بها العاصمة الإماراتية أخيراً.
وعلى مدى 12 يوماً نُظمت نشاطات مستوحاة من سباقات السيارات، في تجربة ترفيهية على شاشات عملاقة. وكان للشباب والصغار نصيب الأسد من خلال أجهزة المحاكاة التي تجعل مستخدمها يشعر بأنه سائق سيارة «فورمولا»، ناهيك عن سباق جماعي للسيارات الصغيرة، والتقاط صور مع السيارات الأصلية للسباقات من قبل مصوري المشاهير.
القسم الأهم في المهرجان، كان الحفلات الموسيقية المجانية لنجوم من العالم، افتتحتها المغنية الفليبينية فينا مورايس، وهي أول فليبينية تغني في مهرجان نيويورك الدولي للموسيقى، وفازت بجوائز عالمية.
الاحتفالات سميت «إيقاعات على الشاطئ»، وفيها أطل الفلسطيني محمد عساف ليختطف الأضواء ويقابل بمحبة غامرة من جمهور هائل حمل الكوفية الفلسطينية ملوّحاً له بها. فبادلهم الفائز في برنامج «محبوب العرب» التحية. وقال عساف لـ «الحياة» على هامش الحفلة: «تشغلني قضايا اللاجئين الفلسطينيين خاصة في الأزمة الحالية، إذ تعاني الأونروا من صعوبات مالية، وكوني سفيراً للنوايا الحسنة، سألقي كلمة أمام الأمم المتحدة أواخر الشهر المقبل، في شأن سدّ حاجات أبناء شعب فلسطين».
وأطل الفنان الأميركي لودا كريس الذي ذاعت شهرته في أنحاء العالم مع صدور أول عمل غنائي له عام 2000 في عنوان «Back for the first time». كما غنت الفائزة بالمركز الخامس في «محبوب العرب» الشابة المغربية سلمى رشيد، ليستقبها الجمهور بحبور.
وبعدما حازت فرقة «بيت أنتيا» جائزة أفضل فرقة روك في ???? ولقب الفرقة المنتظرة في ???? في استفتاء مجلة «أهلاً»، وبعدما شاركت في حفلات لفرق عالمية مثل تشارلاتان و «صب واي» و «كين وهابي منداي» وكاسابيان، استحقت المشاركة في المهرجان عن جدارة. فهي أسستها مجموعة هواة كانوا يلتقون ليلاً للعمل على أغانيهم في قلب دبي، وسرعان ما أصبحت من أبرز الفرق الصاعدة على ساحة موسيقى الروك المستقلة في الإمارات، مع خمسة فنانين روك بنمط بريطاني. كما شهدت منصة المسرح ذاتها أكبر حفلة لموسيقى الـ «آر أند بي» والريغي خلال العام، في حضور النجمة الأميركية سيارا التي أدت عرضاً مبهراً أمام جمهور عريض من الشباب.
الفنانة الإماراتية الصاعدة شمه حمدان، قدمت أجواء خليجية ممزوجة بنغمات الغيتار التي اشتهرت بها بعد مشاركتها في برنامج «Arabks Got Talent» في الموسم السابق.
واشتعلت الأجواء صخباً باعتلاء مغني الهيب هوب الجامايكي شين كينغستون المنصة، حيث قدم أغنيات من ألبومه الثالث «Back 2 life»، بنكهة الـ «Nر أند بي». وضجت الجماهير بالحماسة والغناء تفاعلاً مع أدائه المبهر، محولاً الشاطئ إلى ساحة رقص.
وبين مشاركة الفنان اللبناني جاي وود نجم الروك المشهور بتنوع ما يقدمه بين موسيقى البلوز والـ «هيفي ميتال» والروك، والفنان البريطاني لابرينث صاحب أغنية «let the sun shine» الشهيرة، الذي حفر مكانته في المشهد الفني الإنكليزي، كان لمجموعة «كرونيكلز أوف خان» مشاركة خاصة في المهرجان حيث قدمت مزيجاً ساحراً من أنماط الموسيقى المستقلة والروك والأندر غراوند والأنماط البديلة. وهي في جوهرها مجموعة موسيقيين من مختلف الجنسيات تتبع خط الموسيقي وكاتب الأغاني فراز خان، وتضم فنانين من مصر وباكستان وأستراليا وبريطانيا وكرواتيا. أما أبرز الحفلات فكانت حفلة المغني اللبناني عاصي الحلاني، الذي قدم مجموعة من أنجح أغنياته في «يا سلام».
ويتطلع جمهور «يا سلام» إلى فعاليات مقبلة تنتهي يوم الجمعة المقبل، من أهمها النسخة الثالثة من مهرجان «تروب فيست آرابيا» للأفلام القصيرة، بمشاركة النجمة المصرية يسرا وجون بولسون مؤسس المهرجان، ومشاهير من الوطن العربي. وبالتزامن مع الحفلات على شاطئ أبو ظبي أقيمت أخرى في جزيرة ياس، منها حفلة الليالي العربية بمشاركة حسين الجسمي وإليسا وعمرو دياب وجاي زي، ومنسقي الموسيقى برونو بي وشيريانا. كما شاركت فرق ميوز، و «ديبيش مود»، وغيرهم من مشاهير الفن والموسيقى، ما يجعل مهرجان يا سلام و «موسم فورمولا ?» حالة من المرح والمتعة توازي في زخمها فعاليات عام كامل، لتلبس أبو ظبي عباءة من الجمال والإثارة.