*بلومبيرغ: الاقتتال في اليمن اختبار محوري لسياسة ترامب ويضع التحالف بـ"مفترق طرق" (ترجمة
قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية "أن الصراع المستعر في اليمن يهدد بمزيد من الشقاق في اليمن ويلقي بظلاله على تحالف عربي مهم يدعم سياسة دونالد ترامب ضد إيران".
وتصاعدت الاشتباكات بين القوات الموالية للسلطات اليمنية المعترف بها دوليا والانفصاليين في الجنوب هذا الشهر. حيث اتهمت الحكومة الإمارات العربية المتحدة بدعم التمرد المسلح، وهو ما تنفيه الدولة الخليجية.
وأعقب التصعيد قرار الامارات بتقليص وجودها العسكري في اليمن بعد أكثر من أربع سنوات من انضمامها إلى المملكة العربية السعودية في حرب هدفت لسحق المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وقد تسبب الصراع في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وبالإضافة إلى تعقيد مساعي الأمم المتحدة التي تكافح منذ البدايةً لإنهاء الحرب، فقد أثار الاقتتال الداخلي أسئلة حول قوة التحالف السعودي ـ الاماراتي الذي شـكل ركيزة أساسية في جهود إدارة ترامب لاحتواء إيران.
وقال بول سوليفان، خبير الشرق الأوسط بجامعة الدفاع الوطني بواشنطن العاصمة بأن "التحالف في اليمن على مفترق طرق. ويبدو أن القوى التي تفصل اليمن عن بعضه أكبر بكثير من القوى التي تبقيه متحداً. سيكون هناك ألعاب لوم غاضبة قادمة وبصورة جنونية. بصراحة، كان الانخراط مع اليمن مسرحية خاسرة منذ البداية.
وفي بيان عقب اجتماع طارئ في الرياض يوم الثلاثاء، دعت الحكومة اليمنية المملكة العربية السعودية لدعم جهودها لاستعادة النظام. وقالت في كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نفس اليوم، إن الهجمات ما كانت لتحدث "بدون الدعم الكامل" من قبل الإمارات.
ورداً على ذلك، نفى نائب الممثل الدائم للإمارات في الأمم المتحدة تورط حكومته وقال إن بلاده تبذل قصارى جهدها للمساعدة في وقف الصراع.
وساعدت العلاقات المتينة بين المملكة العربية السعودية والإمارات في صياغة سياسات الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة. وبصرف النظر عن اليمن، فقد قاد البلدان مقاطعة غير مسبوقة لدولة قطر المجاورة وأنفقتا مليارات الدولارات لدعم الحكومات في قمع الجماعات الإسلامية.
لكن المواجهة المتصاعدة بين ترامب وإيران دفعت الولايات المتحدة لإعادة التفكير في أولوياتها لتجنب الصراع الذي يمكن أن يكون له تأثير مدمر على اقتصادها.
وقال جيمس دورسي - زميل أقدم في كلية س. راجاراتنام للدراسات الدولية بسنغافورة ومعهد الشرق الأوسط التابع لها- "دائما كانت هناك اختلافات بين الإماراتيين والسعوديين". وأضاف "لقد أصبحت هذه الاختلافات أكثر وضوحًا مع انسحاب الإمارات الجزئي من اليمن".
واتجه وفد من الانفصاليين اليمنيين إلى جدة للمشاركة في محادثات السلام التي توسطت فيها السعودية. وقالت الحكومة الأربعاء إنها لن تشارك في الحوار ما لم ينسحب الانفصاليون من المواقع التي استولوا عليها مؤخراً في الجنوب.
وأخبر مارتن غريفيث، المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن، مجلس الأمن أن تفتيت اليمن "أصبح تهديدًا أقوى ومواجهته باتت أكثر إلحاحاً وأن عملية السلام صارت مسألة ملحة أكثر من أي وقت مضى".
وأضاف "ليس هناك وقت نضيعه فقد أصبحت المخاطر كبيرة للغاية بالنسبة لمستقبل اليمن والشعب اليمني.. بل والمنطقة ككل".