بعد ساعات من التصعيد المتبادل إثر إعلان حزب الله تدمير آلية عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع إسرائيل، ورد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مناطق جنوبي لبنان؛ أكد مصدر أمني لبناني للجزيرة توقف القصف الإسرائيلي بعد أن استهدف قرى عدة بأكثر من أربعين قذيفة.
كما أعلنت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي عودة الحياة إلى طبيعتها بكافة المناطق الحدودية مع لبنان.
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن القتال مع حزب الله على الحدود "انتهى على ما يبدو" بعد إطلاق الحزب صواريخ مضادة للدبابات ورد إسرائيل بضربات جوية ونيران المدفعية.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "نفذ حزب الله الهجوم، لكنه أخفق في إسقاط ضحايا. يبدو أن الاشتباك على الأرض قد انتهى، لكن الموقف الإستراتيجي لا يزال قائما، وقوات الدفاع الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب قصوى".
على المنوال نفسه، أكد مصدر أمني في حزب الله أنه لا نية لدى الحزب للتصعيد بعد ما جرى اليوم.
تأتي مواقف التهدئة هذه بعد ساعات فقط من إعلان حزب الله تدمير آلية عسكرية إسرائيلية قرب الحدود وقتل وجرح من فيها، في حين ردت المدفعية الإسرائيلية بقصف مناطق جنوبي لبنان.
وقال الحزب في بيان إن تدمير الآلية العسكرية الإسرائيلية تم عند طريق ثكنة أفيفيم في القطاع الأوسط للحدود. وذكر بيان صادر عن الحزب أنه "بتاريخ اليوم الأحد الأول من سبتمبر/أيلول قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها".
ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -خلال مؤتمر صحفي في القدس المحتلة- وقوع أي إصابات في القصف الذي نفذه حزب الله، مؤكدا أن حكومته ستقرر الخطوات المستقبلية بشأن الوضع على الحدود اللبنانية "بناء على تطورات الموقف".
كما ذكر مراسل الجزيرة أن رئيس الأركان الإسرائيلي عقد جلسة لتقييم الوضع على الحدود، وأوعز بالحفاظ على حالة الجاهزية.
وردت المدفعية الإسرائيلية على العملية التي نفذها حزب الله بإطلاق عدد محدود من القذائف على المناطق المحيطة بمواقعها العسكرية داخل مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وأفاد مراسل الجزيرة -نقلا عن الجيش اللبناني- أن قوات الاحتلال أطلقت نحو أربعين قذيفة باتجاه لبنان، وقال إن القصف تسبب في اندلاع حرائق بالأشجار داخل المزارع، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدة مارون الراس في جنوب لبنان.
وكان الجيش اللبناني أعلن -في بيان- أن طائرة إسرائيلية مسيرة خرقت الأجواء اللبنانية فوق مزرعة بسطرة قرب مزارع شبعا المحتلة، وألقت مواد حارقة على "أحراج السنديان" في المنطقة، مما أدى إلى نشوب حريق.
كما أغلق الجيش الإسرائيلي طرقا عدة باتجاه الحدود مع لبنان والجولان السوري المحتل، وأفاد مراسل الجزيرة بأن سلطات الاحتلال أصدرت تعليمات بفتح الملاجئ في البلدات الإسرائيلية الحدودية، وأعلنت حالة الطوارئ بمستشفيات شمال إسرائيل لاستيعاب أي جرحى محتملين على حدود لبنان.
وحشد الاحتلال مزيدا من قطع المدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات، ونقلها من معسكراته في الجولان المحتل إلى منطقة الجليل الأعلى.
كما تم إغلاق المجال الجوي على مقربة من الحدود اللبنانية، وتوقفت حركة الطائرات في مهبط مدينة كريات شمونة الحدودية.
وجاءت هذه الاستعدادات بعد تأكيد مصادر في حزب الله أن الحزب سيرد بضربة محدودة على إطلاق إسرائيل طائرتين مسيرتين مفخختين الأحد الماضي على ضاحية بيروت الجنوبية المعروفة بأنها معقل رئيسي للحزب.
وسبقت إطلاق الطائرتين غارة إسرائيلية على موقع قرب دمشق، قتل فيها عنصران من حزب الله، وكان ذلك ضمن غارات إسرائيلية أوسع تستهدف من تصفهم تل أبيب بأذرع إيران في المنطقة.