الرئيسية - عربي ودولي - مشاركة السعودية والإمارات في التحالف البحري.. هكذا رد الإيرانيون

مشاركة السعودية والإمارات في التحالف البحري.. هكذا رد الإيرانيون

الساعة 12:07 صباحاً (هنا عدن : متابعات الجزيرة نت )

تفاوتت ردود الفعل في إيران حيال مشاركة السعودية والإمارات في التحالف الدولي لأمن وحرية الملاحة البحرية من الدعوة للحوار إلى التحذير من التداعيات، وصولا للتهديد بتدمير البنى التحتية.

ورغم أن إيران لم تعلق رسميا على قرار السعودية والإمارات المشاركة في هذا التحالف، فإنها حذرت على لسان أكثر من مسؤول عسكري وسياسي من مغبة تهديد مصالحها، وهددت برد حاسم يفوق التوقعات.



وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة على تويتر اليوم الجمعة، إن السعودية والإمارات ترغبان على ما يبدو في "قتال إيران حتى آخر أميركي"، مجددا مقولته الشهيرة بأن "فريق باء" قد يستدرج الرئيس الأميركي للدخول في صراع مع طهران.

ويطلق ظريف على كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد تسمية "الفريق باء".

رد المقاومة
من ناحيته، اعتبر منصور حقيقت بور مستشار رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، أن أميركا غير مؤهلة للمشاركة في تأمين أمن الشرق الأوسط، وشدد على ضرورة ضمان الأمن في المياه الخليجية من قبل إيران وبمشاركة الدول المتشاطئة، دون السماح للقوى الأجنبية بالعبث بأمنها.

وفي حديثه للجزيرة نت، شدد على أن جلب القوى الخارجية إلى المنطقة الخليجية سيجابه برد صارم من محور المقاومة دون شك، كما سبق أن أعلنت إيران رفضها للوجود الأجنبي بالقرب منها.

وحمّل العضو السابق في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، أميركا والدول الإقليمية التي تحثها على الحضور في المنطقة مسؤولية تداعيات أي احتكاك قد يحدث في المياه الخليجية.

وأضاف "الأفضل لقوات التحالف الأميركي أن تستقر في السعودية والإمارات لتأمين أمن هاتين الدولتين"، واصفا إعلان السعودية والإمارات المشاركة في التحالف الدولي لأمن وحرية الملاحة البحرية بأنه غير مشروع واستفزازي.

ترامب والبقرة الحلوب
وخاطب الدول العربية التي تنوي المشاركة في تحالف الملاحة البحرية بالقول إن أميركا لن تبقى في المنطقة، وإنها ستغادر عاجلا أم آجلا، وعليكم التفكير في مرحلة ما بعد خروج أميركا من منطقتنا.

وشدد مستشار رئيس السلطة التشريعية في إيران على أن بلاده قادرة على ضمان أمن المنطقة، وعلى دول الجوار الاستفادة من هذه الإمكانية، مضيفا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يقدم أي خدمة لحلفائه بالمنطقة، وأنه يريد حلب السعودية والإمارات أكثر فأكثر عبر إطلاقه ما يسمى تحالف ضمان الملاحة البحرية.

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران محمد مرندي فيرى أن بلاده لا تكترث بمشاركة السعودية والإمارات من عدمها في التحالف الدولي لأمن وحرية الملاحة البحرية، واصفا القدرات العسكرية للجارتين الجنوبيتين بأنها "ضعيفة جدا" مقارنة بقدرات إيران.

وفي حديث للجزيرة نت، قال إن الرياض وأبو ظبي سبق أن عرضتا عجزهما في مستنقع اليمن، فضلا عن النكسة التي منيت بها الرياض في الدفاع عن منشآت أرامكو الحيوية، على حد تعبيره.

لا تهديد سوی أميركا
واعتبر الحضور الأميركي بالمياه الخليجية يمثل التهديد الوحيد الذي تأخذه طهران على محمل الجد، موضحا أن عدم الرد الأميركي على التطورات الأخيرة منها إسقاط الدفاعات الجوية للحرس الثوري الإيراني لطائرتها المسيرة يوضح تفهم الجانب الأميركي للقدرات الإيرانية وعزم طهران الدفاع عن مصالح الشعب الإيراني.

وحسب الدكتور مرندي، فإنه لا تغيير في التطورات بالمياه الخليجية بعد تشكيل تحالف الملاحة البحرية، عازيا سبب المساعي الأميركية لإشراك عدد من الدول بالتحالف في سياق "الحرب النفسية على إيران".

وأوضح أن الإعلان الإيراني عن تنظيم عرض عسكري بالمياه الخليجية بمشاركة المئات من السفن والقطع البحرية للحرس الثوري وبحرية الجيش بمناسبة ذكرى الدفاع المقدس، إنما يحمل رسالة للأميركيين تحذرهم من مغبة أي عمل استفزازي ضد إيران.

وتوقع أن الجهة المعتدية على إيران ستخسر كل ما لديها بعد الرد الذي لن يقتصر على الجمهورية الإسلامية، وإنما سيأتي عبر حلفائها من البحر الأبيض المتوسط حتى البحر الأحمر، ومن آسيا الوسطى حتى جبال هندوكوش شرق إيران.

وختم حديثه محذرا من أن كل من سيقدم أدنى مساعدة للجانب الأميركي في أي اعتداء محتمل ضد إيران سيتم تدمير منشآته النفطية والغازية وبناه التحتية، وقد يتغير اسم تلك الدول بعد رد محور المقاومة وحلفاء إيران.

دعوات للحوار
في المقابل، حذر الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه في تغريدة على تويتر، من أن سماسرة الحروب قد خططوا لتدمير إيران والسعودية بشكل متزامن، مؤكدا أن هاتين الدولتين يمكنهما حل المشاكل العالقة بينهما على غرار نموذج الحج.

على صعيد متصل، حث مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان طهران والرياض على الجلوس لطاولة المفاوضات والاتفاق على حد أدنى من المصالح على قاعدة رابح رابح.

وفي تغريدة ثانية له على تويتر، رأى أن السعودية حشرت نفسها في مأزق جديد عندما اتهمت إيران بالضلوع في قصف أرامكو، على حد قوله.

وفي التاسع من يوليو/تموز الماضي، ظهرت فكرة تشكيل تحالف أمني عسكري لحماية أمن الملاحة البحرية في مضيقي هرمز وباب المندب، على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد، بعد سلسلة من الهجمات على ست ناقلات نفط وإسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة استطلاع أميركية قرب مضيق هرمز.