�ذر موقع "
Byline times" البريطاني، من أن طموحات ابو ظبي المستمرة في السيطرة على جنوب اليمن, ربما تقف عقبة أمام السلام في البلاد.
وأوضح الموقع في مقال للكاتب جوناثان هارفي وترجمه "يمن شباب نت"، أن جهود السلام الأخيرة في اليمن أحيت آمال البلاد التي مزقتها الحرب، والتي تعاني مما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وباتت اليوم في عامها الخامس من الصراع . حيث شهد ال14 من أكتوبر، وصول القوات السعودية إلى عدن لتأمين السيطرة على المدينة الساحلية الجنوبية من الانفصاليين الجنوبيين، وذلك بهدف التوصل إلى اتفاق سلام ينهي صراعهم على السلطة مع القوات الحكومية.
لكن الكاتب عاد وقال: إنه"حتى إذا تم إبرام اتفاق سلام بين حكومة هادي والانتقالي الجنوبي، ربما يستمر بمواجهة التحديات، حيث لازال الانتقالي يحتفظ بنزعات الاستقلال الموالية للجنوب. فيما لا يزال هنالك عداء بين هادي والإمارات، وسبق أن وصف هادي أبو ظبي بأنها "قوة احتلال"، بعد محاولات الإمارات تقويض قيادته".
وأضاف: علاوة على ذلك، على الرغم من سحب الإمارات لبعض القوات العسكرية في 28 يونيو، فلم يكن ذلك سوى غطاء دبلوماسيًا لمواصلة دعمها السري للفصائل الجنوبية، والتي لم تتخل عنها بعد. وبالتالي يرى الكاتب بأن مثل هذه الأعمال يمكن أن تخرب جهود السلام المستقبلية في اليمن.
ولاحظ بأنه في الوقت الذي تدعم فيه دولة الإمارات العربية المتحدة الانتقالي الجنوبي، توجد حركات انفصالية جنوبية أخرى بمن فيها تلك التي تسعى إلى الحكم الذاتي. فيما يعارض البعض النفوذ الإماراتي والسعودي في البلاد. وإلى جانب رغبة الإمارات في تأمين تحالفها المهم مع الرياض، فإن هذا قد يعوق طموحات أبو ظبي في جنوب اليمن.
وتابع: لطالما تشاركت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة المصـالح المتعلقة بالسياسة الخارجية الإقليمية مع إيران وقطر ومصر وليبيا والسودان وأماكن أخرى. ومع ذلك، فقد واجهتا انقسامات حول طموحاتهما في اليمن من خلال دعم الفصائل المتنافسة، الأمر الذي خرب استقرار البلاد. فقد دربت العديد من الميليشيات وأبرزها الحزام الأمني ??وقوات النخبة الحضرمية وقوات النخبة الشبوانية اضافـةً لقوات "العمالقة ".
ومع ذلك، خدمت هذه الميليشيات الدوافع الخفية لدولة الإمارات، حيث تعمل جنبًا إلى جنب مع المجلس الجنوبي الانتقالي، وهو منظمة سياسية تتلقى دعمًا إماراتيًا مكثفًا لتحقيق الاستقلال الجنوبي بموجب الحدود التي كانت قائمة قبل عام 1990 قبل الوحدة مع شمال اليمن.
وقال إن طموحات أبو ظبي أصبحت أكثر وضوحًا بعد أن نفذ الانتقالي الجنوبي انقلابًا في عدن في 10 أغسطس. حيث عززت القوات الجوية الإماراتية سيطرة الانتقالي، بعد تنفيذها في 29 أغسطس غارات جوية ضد القوات الحكومية أعقبها تراجع تلك القوات مؤقتًا إلى الوراء، مما سمح للانفصاليين باستعادة السيطرة على المدينة.
في نهاية المطاف، تسعى الإمارات إلى دولة جنوبية مستقلة لكي تمكنها من السيطرة على الموانئ الجنوبية الإستراتيجية للبلاد، بما في ذلك عدن، لتعزيز تجارتها البحرية عبر المحيط الهندي وخارجه بشكل كبير.
وأكد الكاتب أن أبو ظبي تعتبر الرئيس هادي عقبة أمام هذه الطموحات، على الرغم من انضمامها إلى التحالف تحت ستار دعم قيادته. وكان هادي ألغى صفقة صيغت في عام 2006 في عهد الرئيس علي عبد الله صالح، تسمح لشركة موانئ دبي العالمية بالوصول إلى ميناء عدن. ولهذا فمن شأن وجود حكومة جنوبية مستقلة أن تسهل على أبو ظبي استعادة السيطرة عليه مجدداً.
على الرغم من دعمهما أطرافا فاعلة مختلفة ومنقسمة في اليمن، إلا أن كلاً من الرياض وأبو ظبي تمكنت من إدارة تلك الانقسامات حتى الآن، بالنظر إلى دعمهما القوي لاتفاق ما يبقيهم مجتمعين . حيث يشتد التنافس أكثر بين فصائلهما الوكيلـة، وليس بين دولتا مجلس التعاون الخليجي نفسيهما.
تحتاج السعودية إلى التحالف مع الإمارات العربية المتحدة لإضفاء الشرعية على تدخلها، في حين أن حملة أبو ظبي كانت ممكنة فقط تحت يافطة الانضمام إلى تحالف الرياض.
وسبق للسعودية والإمارات تأمين مثل هذه التسويات في اليمن. ففي يناير 2018 اندلعت اشتباكات بين القوات الانفصالية والقوات الحكومية في عدن، والتي تم حلها بسرعة. بعدها زادت القوات التي تدعمها الإمارات في شهر مايو من وجودها في جزيرة سقطرى الجيواستراتيجية، والتي وصفها وزراء يمنيون بأنها "احتلال". ثم تمكنت المملكة العربية السعودية من التفاوض على انسحاب جزئي لقوات أبو ظبي من الجزيرة.
لتأمين نفوذها في اليمن من خلال وسائل أقل ضرراً، ربما تستخدم الرياض إستراتيجية القوة الناعـمة التي اتبعتها في السابق، وكذلك عبر دعم حكومة هادي وبناء الشبكات داخل البلاد، بهدف الحفاظ على اعتماد اليمن على الدعم السعودي.