الرئيسية - عربي ودولي - صدمة في القاهرة بعد تلويح إثيوبيا بالعمل العسكري ضد مصر

صدمة في القاهرة بعد تلويح إثيوبيا بالعمل العسكري ضد مصر

الساعة 08:05 صباحاً (هنا عدن : متابعات )



�عربت مصر عن صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد لتصريحات رئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي بالتلويح بالعمل العسكري ضد مصر.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان أصدرته أمس (الثلاثاء)، إنه إذا ما صحت هذه التصريحات، التي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة، اتصالاً بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة، الأمر الذي تستغربه مصر، باعتبار أنه لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية، وهو الأمر الذي تتعجب له مصر بشدة، باعتباره مخالفاً لنصوص ومبادئ وروح القانون الأساسي للاتحاد الأفريقي، خاصة أن مصر لم تتناول هذه القضية في أي وقت إلا من خلال الاعتماد على أُطر التفاوض، وفقاً لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ العدالة والإنصاف، بل دعت وحرصت دوماً على التفاوض كسبيل لتسوية الخلافات المرتبطة بسد النهضة بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، وذلك بكل شفافية وحُسن نية على مدار سنوات طويلة.
كما أعرب البيان عن دهشة مصر من تلك التصريحات، التي تأتي بعد أيام من حصول رئيس الوزراء الإثيوبي على جائزة نوبل للسلام، و«حفاوتنا جميعاً بها»، وهو الأمر الذي كان من الأحرى أن يدفع الجانب الإثيوبي إلى إبداء الإرادة السياسية والمرونة وحُسن النوايا نحو الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل يراعي مصالح الدول الثلاث الشقيقة؛ مصر وإثيوبيا والسودان؛ حيث لا يمكن التعامل مع قضية بهذا القدر من الحساسية والتأثير على مقدرات الشعوب الثلاثة استناداً لوعود مرسلة.
وتابع البيان أن مصر تلقت دعوة من الإدارة الأميركية، في ظل حرصها على كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة، لاجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث؛ مصر والسودان وإثيوبيا، في واشنطن؛ وهي الدعوة التي قبلتها مصر على الفور اتساقاً مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ، وثقة في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أستبق قمة مرتقبة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتناول الخلافات بين البلدين حيال «سد النهضة»، بتصعيد لافت، قائلاً أمس «إذا اضطررنا لخوض حرب، فيمكن لها أن تحشد الملايين من أجل المواجهة». والتي خلقت نوعاً من التوتر قبل انعقاد اللقاء بين الرئيسين.
وأضاف أحمد، خلال جلسة استجواب في البرلمان الإثيوبي، بشأن السد، الذي يجري بناؤه على أحد روافد نهر النيل، وتقول القاهرة إنه يهدد بنقص موردها الرئيسي للمياه : «البعض يقول أشياء بشأن استخدام القوة من جانب مصر، يجب التأكيد على أنه لا توجد قوة يمكن أن تمنع إثيوبيا من بناء السد»، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.
وتابع أحمد: «إذا كانت هناك حاجة إلى الذهاب إلى الحرب، فيمكننا حشد الملايين، وإذا تمكن البعض من إطلاق صاروخ، فيمكن للآخرين استخدام القنابل». واستطرد «لكن هذا ليس في صالحنا جميعا». وشدد أحمد، البالغ من العمر 43 عاماً، على أن إثيوبيا مصممة على إنهاء مشروع سد النهضة، الذي بدأه القادة السابقون، لأنه «مشروع ممتاز». في حين نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عنه «سد النهضة سيستمر كما هو مخطط له، ولا يمكن لأحد أن يوقف إكمال هذا المشروع الحيوي والمفصلي للبلاد». وأضاف: «ستواصل إثيوبيا بناء السد واستخدامه لتوليد الطاقة دون إلحاق أي أذى بالاحتياجات المائية للبلدان المجاورة». واستطرد: «يمكن أن نتشارك مع مصر تنمية اقتصادية خضراء في إثيوبيا من خلال الانضمام إلى هذه الخطوة، لزراعة أكثر من 20 مليار شتلة من الأشجار، التي يمكن أن تسهم في الحد من آثار تغير المناخ على منطقة حوض النيل، وتحسين الموارد المائية للحوض».
لكن اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري (البرلمان)، نفى في المقابل أي حديث عن مواجهة عسكرية، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس في استراتيجية مصر أن تستخدم أو حتى تلوح بالقوة ضد أي دولة»، وأن «قوة مصر هي لخدمة الشعب الإثيوبي وليس لتهديده، باعتبارها دولة شقيقة وجزءا من الأمن القومي المصري». وأضاف عامر أن «مصر تسعى فقط في الوقت الراهن إلى الاستعانة بوسيط دولي محايد لإيجاد حل توافقي». ويلتقي السيسي وأحمد، على هامش قمة روسيا - أفريقيا في منتجع سوتشي الأسبوع الحالي. ويأتي اللقاء بعدما أعلنت مصر فشل المفاوضات ووصولها لـ«طريق مسدود»، وطالبت بتدخل دولي.