خفايا أونلاين/ المحرر السياسي
بالأمس كان سيد العصابة الحوثية عبر صحيفة " الهوية" الناطقة باسمه، يُلقّن المماسح التي استخدمها للوصول إلى العاصمة المحتلة صنعاء وبقية محافظات البلاد ، درسا في كيفية التصرف ، عندما يتعلق بالامر بالتعاطي معه .
لا يخلو الدرس من إهانة وإذلال بالغين، لقد حمل هذا الدرس في الواقع كل تعبيرات الإذلال ، والمهانة، كعادة هذه العصابة، التي تستند إلى منطق فوقي تمييزي ، يضع خصومها وعبيدها في «خانة واحدة»
المثير للشفقة أن هذه الإهانات لم تثر حفيظة ، أو حتى اهتمام المماسح التي تعمل من خارج الحدود ، والتي باتت تحمل اسم «خلية القاهرة» ضمن متطلبات شغلها الجديد !
ترمي هذه الخلية بكل ثقلها، وتنقب في كل التفاصيل بتعز ، بحثا عن أي قضية ،أو حادثة لاستثمارها في سوق إقليمي، يبحث عن عمالة رخيصة ، لتجنيدها من أجل خدمة مشاريعه الخاصة .
يصبح الأمر مثيرا للشفقة أكثر ، باستعادة شريط الذاكرة ، والعودة بنحو عشرة أعوام إلى الوراء ، حيث هذه المماسح تدير مؤسسات السلطة بعقلية العصابة ، وتنفذ الى خزائن المال العام بأبشع الطرق وأكثرها التواء ، وحيلة !
لقد فعلوا بهذا الوطن ، ما يجعله قعيدا مشلولا لعقود، فقد امتصوا الثروات، ونهبوا البترول والغاز ،وتاجروا بتاريخ البلاد وسمعته، من خلال صناعة اسواق سوداء للاثار والنفائس الثمينة والوظائف ، والمعاملات الروتينية ، وعندما وجدوا أنفسهم في مواجهة مع الشعب الغاضب، جاءوا بعصابة الحوثي إلى صنعاء وسلموها الجيش والأمن والمؤسسات ، وأشعلوا عود الثقاب في كل أرجاء البلاد ،ثم ذهبوا يستمتعون بمشهد الحريق الذي يلتهم جماجم وأكباد النساء والأطفال والشيوخ !
تذهب تعز حاليا باتجاه التعافي ،رغم أنها محاصرة من جميع الاتجاهات،وينخر العديد من مؤسساتها الفساد والفشل الإداري كنتيجة مباشرة للوضع القائم على التوازنات ، والتقاسم السياسي للمواقع الإدارية .
يبلغ السخف والغباء منتهاه بظن "خلية القاهرة" أن هذا الملف أمر مسكوت عنه، وممنوع الحديث والتداول بمحافظة تعز .
فتجد عناصرها تتهافت على جدران وسائل التواصل، معتقدة ان بمقدورها الاستثمار في هذه القضية، التي هي اساسا قضية كل قوى الثورة وشغلها الشاغل بمحافظة تعز .
غير أننا لا نجد مشكلة، في إنعاش ذاكرة هؤلاء بماضيهم الفاسد الدنيء ، عندما لم يكن اهالي تعز يرون خيرا منهم، رغم أن موازنة مستشفى الثورة العام لوحده في عهدهم تفوق موازنة السلطة المحلية بتعز حاليا بكل مكاتبها وأجهزتها ومؤسساتها .
نعم أيها اللصوص : فلوس الجوازات والقات التي كانت على الهامش ولا تكاد تذكر ، وتذهب لحيتانكم القذرة إبان عهدكم القميء ؛ هي كل شيء الان بالنسبة لبنك تعز المركزي ، ومنها يتم تشغيل كل القطاعات النشطة .
هذا بالطبع لا يعني تجاهل الفساد الذي يعشعش في العديد من مؤسسات السلطة ، والفشل الإداري، والعجز في عملية التحصيل ، واستغلال البعض لمناصبهم من أجل التكسب والاثراء غير المشروع ، غير انكم لستم الطرف الذي ينتظر منه الآخرين نقدا لهذا الفساد أو حتى الحديث عن تعز وقضاياها ومعاناتها .
لدينا مايكفي من الوعي لإدراك خطورة وقبح هذا الفساد والفشل ، غير أنه ليس مشروعنا ولن يكون ، كما اننا نمتلك من الإرادة والعزم مايكفي
لاقتلاعه وتصويب المسار ، انتصارا لاحلام الشعب وأهداف ثورتنا المباركة .
أما أنتم فخذوها منّا نصيحة بالمجان :
الزمن تجاوزكم تماما ، انكم مجرد فاسدين قذرين ، وعمالة مستهلكة ، ومكانكم الطبيعي هو «زريبة التاريخ» ...