الرئيسية - تقارير - تسلسل زمني لخيانة الإمارات وتحالفها مع إيران والحوثيين لضرب اليمن والسعودية (1)*

تسلسل زمني لخيانة الإمارات وتحالفها مع إيران والحوثيين لضرب اليمن والسعودية (1)*

الساعة 11:20 مساءً (هنا عدن : خاص )

*تسلسل زمني لخيانة الإمارات وتحالفها مع إيران والحوثيين لضرب اليمن والسعودية (1)*


بذريعة "السلام أولاً" أعلنت الإمارات في يوليو/تموز الماضي، تخليها عن "الاستراتيجية العسكرية" والبدء بسحب قواتها من اليمن، ولاحقاً شنت طائراتها الحربية غارات على الجيش الوطني في عدن وأبين بدعوى أن قواته "مجاميع إرهابية"، ليظهر قائدها محمد بن زائد الثلاثاء، كراعي لاتفاق الرياض الذي وصفه وزير شؤونها الخارجية بأنه "يوم تاريخي.. بتوحيد للصف" الذي جعلته -وحتى وقت قريب- صفين أحدهما يسير على هدى إيران وجماعتها شمال اليمن.



أثار قرارها المبكر الكثير من التساؤلات والجدل، عن السر الكامن وراء الانسحاب المفاجئ بحكم أن المبررات التي سوقتها أبوظبي في ذلك الحين؛ رغم نجاحها في إثارة ضجة في الرأي العالمي، إلا أنها بدت غير منطقية ومناقضة للواقع الذي كرسته الإمارات في المناطق المحررة جنوب اليمن.

بعد أيام أسابيع فقط، تبددت تلك التساؤلات وحلت مكانها صورة كبيرة واضحة للخيانة. فبدون القناع الذي ظلت تخفي خلفه وجهها الحقيقي، أظهرت الإمارات مطامعها الخاصة في تقسيم اليمن، والوصاية على جنوب الوطن.

ولم يكن المستهدف اليمن فقط، فالإمارات التي التحقت بالتحالف العسكري الداعم للشرعية تحت قيادة المملكة، كان لها وجهاً أخر، يرقب الفرصة المواتية، ليغرس بعد شهراً واحد، خنجر الغدر والخيانة بسرباً من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليتسية الإيرانية في قلب الصناعات السعودية النفطية بعد ايام من غرس خنجر أخر بطائرات مفخخة في ضلع الشقيقة الكبرى على بعد كيلومترات قليلة من حدود عاصمتها الاتحادية.

وفي تصريح لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، يوم أمس لصحيفة فرنسية، أكد بأن للحوثيين دورا في مستقبل اليمن، في إشارة للحفاظ على كيان الحوثي، ونسف مزاعم تدخلهم في اليمن لاستعادة الشرعية، والتي تأتي ضمن سياق التخادم الإماراتي الإيراني.
 

كيف حدثت الخيانة؟

كان إنشاء وتدريب وتمويل وتسليح الإمارات العربية المتحدة الشريك الرئيسي للسعودية في تحالف دعم الشرعية، لتشكيلات ومجاميع مسلحة مناطقية، بعيداً عن مؤسسات الدولة، هي الخطوة الأولى التي مهدت بعد عام واحد من انطلاق عاصفة الحزم في مارس/’ذار 2015م، لميلاد كيان موازي للدولة اليمنية، يخدم أجندة الإمارات وينفذ مخططاتها.

وبحلول منتصف العام 2017م، ظهر ذلك الكيان بمسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" رافعاً شعار التمثيل الحصري لتطلعات وأبناء الجنوب اليمني، وبعد تجمعاً لمئات المواطنين، أُسندت لهذا المجلس قيادة تشكيلات الاحزمة الأمنية والنخب المسلحة، بعد تنصيب عيدروس الزبيدي محافظ عدن المقال والرجل الموالي لإيران سابقاً على رئاسته بزعم أنه مفوض من ابناء المحافظات الجنوبية.

وسُلمت المهام القذرة لنائبه المنصب، هاني بن بريك القيادي السلفي الذي كان له تاريخاً حافلاً مع الجماعات الإرهابية، وظل يحلف -حتى قبل ايام- إنه لا يطمع في السلطة ولن يتخلى عن الوحدة.

وفيما جُمدت الجبهات الشمالية واُستهدف الجيش الوطني هناك، كانت الإمارات تعمل على تمكين المدينين لها بالولاء في إدارة وحكم المناطق المحررة، مع منع عودة الرئيس هادي إلى عدن وعرقلة جهود الحكومة وتهديد حياة قيادات الدولة اليمنية أكثر من مرة، وتنفيذ أكثر من محاولات انقلاب لم تكن أحداث يناير/كانون الأول 2018 أولها، وليست الأخيرة، فقد تلتها بأشهر وتحديداً في إكتوبر/تشرين الأول من ذات العام محاولة أخرى.

وفي أبريل ويونيو الماضيين، ضجت وكالات الأنباء والمواقع والصحف بالتسريبات الإعلامية التي تتحدث عن اعتزام الإمارات مغادرة اليمن وإنهاء مشاركتها في الحرب وسحب قواتها من عدن، وكان ما نشر في أواخر يونيو من أخبار عن مغادرة قوات إماراتية لميناء الزيت، غير قابل للتصديق في ذلك الوقت.

وفي الـ13 يوليو نشرت صحيفة الخليج الإماراتية الرسمية افتتاحية بعنوان ناعم "أسس للتسوية مع إيران"، أكدت فيها أن دولة الإمارات، لا تكنّ العداء لإيران، ولا تريد الأذى لها، فهي دولة جارة، وجزء من المنطقة، ويربطها تاريخ مشترك معها.
 
وكشفت الإمارات لأول مرة في الافتتاحية عن، توجهها للتوصل إلى تسوية "واضحة وصريحة، بلا غموض أو مغالبة، تؤسس لعلاقات جديدة وسوية مع إيران تقوم على الاحترام المتبادل وتحقق لدول المنطقة هدفها في الأمن والاستقرار والسلام".

وبعد يوم واحد فقط، أكد مستشار محمد بن زايد عبدالخالق عبدالله أن قرار سحب الإمارات قواتها من اليمن، سيشكل لحظة فارقة في حرب اليمن، مضيفاً في مقال بموقع سي إن إن: "لا أحد يستطيع بعد قرار سحب قواتها من اليمن، ان يضع اللوم على الإمارات أنها مسؤولة عن إطالة الحرب في اليمن"، مشيراً إلى أن للقرار له تبعات عسكرية وسياسية "إذا احسن الحوثيون المدعومون من إيران استقبالها".

ومنتصف يوليو/تموز كشف متحدث حوثي في تصريح لـ"تي آر تي" التركية، عن وجود قنوات تواصل سرية مع الإمارات بشأن عملية الانسحاب، وأن تطبيعاً حوثياً إعلامياً مع الإمارات تم بالفعل، كان إعلام الجماعة قد اسقط عبارة مسمى الإمارات من توصيفها التالي "العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني". حيث لم تعد تشير وسائل الإعلام للدور العسكري الإماراتي في اليمن وفق تلك التفاهمات.

وبداية الاسبوع الرابع بذات الشهر، تحدث أنور قرقاش وزير الشؤون الخارجية الإماراتية، عن مرحلة جديدة من الحرب، بعد ما تحقق من أهداف استراتيجية في اليمن، على راسها "صد محاولات تغيير التوازنات الاستراتيجية في المنطقة وعودة الدولة وتحرير الأرض"، مؤكداً أن مشروع الاستقرار السياسي واستدامته هو المرحلة.

وأوضح نائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، مضمون حديث قرقاش المبهم، مؤكداً ما ذكرها قيادي حوثي، عن وجود قنوات تواصل سرية بين جماعة الموالية لطهران ودولة الإمارات لتنظيم مسألة الانسحاب من اليمن.

وقبيل تفجر الوضع في عدن بساعات وتحديداً مساء الـ30 من يوليو، وصول وفد عسكري إماراتي إلى طهران بقيادة قائد قوات خفر السواحل الإماراتي، محمد علي مصلح الأحباب، والتقى قائد قوات حرس الحدود الإيراني، قاسم رضا.  وهو الالقاء الأول بهذا المستوى الرفيع منذ سنوات بين البلدين، وفق وكالة فأرس الايرانية.

وبحلول أغسطس/آب، أعلن مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود الواعظي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على تغيير نهجها تجاه اليمن، وباتت تتبع مواقف جديدة تختلف عن مواقف السعودية مؤكداً لوكالة مهرة الإيرانية "أن تخفيض الإمارات لأعداد قواتها في اليمن دليل على هذا "التغيير في النهج