اختتمت في بريطانيا اليوم قمة قادة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) ببيان شددوا فيه على وحدة الحلف وقوته، رغم الخلافات التي برزت بين أميركا وفرنسا وألمانيا بشأن وضع الناتو وتقاسم الإنفاق عليه وإستراتيجيته.
وشدد قادة 29 دولة عضوا في حلف الناتو في بيان صدر عقب قمة قصيرة عقدت اليوم بضواحي لندن، على "الصلة الوثيقة بين ضفتي المحيط الأطلسي (أوروبا وأميركا الشمالية)، واتفاق الدفاع المشترك بينهما حيث يعد أي هجوم على أي دولة هجوما على الجميع".
وكانت اجتماعات ثنائية بين قادة الناتو عقدت أمس الثلاثاء قد كشفت عن خلافات واضحة بين الحلفاء، إذ انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريح نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الحلف في حال "موت دماغي"، كما عاب ترامب على رئيس وزراء كندا جاستن ترودو عدم التزام بلاده بحصتها في إنفاق الناتو.
وبرزت أيضا في الفترة الأخيرة خلافات بين أعضاء الحلف بشأن دعم أو معارضة العملية العسكرية التركية الأخيرة في الشمال السوري المسماة "نبع السلام".
تشغيل الفيديو
الإنفاق العسكري
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في ختام القمة إن الناتو هو "أنجح تحالف في التاريخ لأننا تغيرنا مع تغير العالم"، وأضاف أن هناك زيادة غير مسبوقة في الإنفاق الدفاعي للتحالف، موضحا أن كندا ودولا أخرى بالحلف خارج أوروبا اتفقت على زيادة الإنفاق إلى 400 مليار دولار.
ونص البيان الختامي لقمة الحلف على أن الناتو يظل الأساس للدفاع الجماعي والمنصة الأساسية للمشاورات والقرارات الأمنية بين الحلفاء، وأضاف "حلف الناتو تحالف دفاعي لا يشكل أي تهديد لأي دولة".
وأعلن الأمين العام للناتو أن الحلف قدم مبادرة تهدف إلى تمكين القوات البرية والجوية والبحرية للرد بصورة أسرع على التهديدات، موضحا أن الحلفاء تعهدوا بتوفير "30 كتيبة و30 سربا جويا و30 سفينة مقاتلة لتكون متاحة للناتو في غضون 30 يوما".
صعود الصين
وأضاف المتحدث نفسه أن قادة الناتو ناقشوا، في قمتهم التي تتزامن مع مرور سبعين عاما على تأسيس الحلف، للمرة الأولى صعود الصين، التي أصبحت ثاني أكبر دول العالم من حيث الإنفاق العسكري بما في ذلك الصواريخ النووية، وما يمثله ذلك من فرص وتحديات للحلف.
وذكر ستولتنبرغ أن الحلف يؤمن بأن الصين يجب أن تشارك في محادثات الحد من السلاح أو محادثات خفض السلاح مستقبلا، مضيفا أن الناتو يفضل إقامة حوار وتحسين العلاقة مع روسيا.
اعلان
وصرح ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي بأن تركيا أسقطت اعتراضها على خطة الحلف لتعزيز الدفاع عن دول البلطيق وبولندا في مواجهة روسيا، وذلك بعد رفض أنقرة قبل انعقاد قمة لندن دعم الخطة الدفاعية ما لم تتلق تركيا المزيد من الدعم من الحلف لمعركتها مع وحدات حماية الشعب الكردية في الشمال السوري.
كما أعلن قادة الناتو في بيانهم الختامي أن الإرهاب "بجميع أشكاله ومظاهره يواصل تهديد الدول الأعضاء في الحلف".
المصدر : وكالات